بن علوي يؤكد على موقف السلطنة الثابت تجاه القضية الفلسطينية
أبريل 8, 2019
كمزار العُمانیة.. قریة فریدة صنعتها الجغرافیا
أبريل 10, 2019

ملتقى «الاقتصاد والمجتمع» يدعو للاستثمار في التكنولوجيا وإيجاد تشريعات ملائمة –
الجابري: العمل جارٍ على التحول الرقمي .. واستكمال محركات النمو الأساسية –
تغطيةـ:  أمل رجب ورحمة الكلبانية –

قدمت الجلسات الحوارية وأوراق العمل في ملتقى الدقم «الاقتصاد والمجتمع» رؤية شاملة ومتعددة الجوانب للمتطلبات التي تدعم نجاح المدن الذكية، وأكد الخبراء المشاركون على أهمية وجود بنية أساسية للاقتصاد قادرة على تبنى التقنيات الحديثة وإقرار تشريعات تواكب وتدعم التطورات التقنية وتحافظ في الوقت نفسه على خصوصية البيانات، كما دعا الخبراء الى الاعتماد بشكل أساسي على مصادر الطاقة المتجددة التي تعد من مرتكزات نجاح المدن الذكية، وانعقد الملتقى أمس في دورته الرابعة تحت عنوان «المدن الذكية والذكاء الصناعي» برعاية معالي سلطان بن سالم الحبسي نائب رئيس مجلس المحافظين بالبنك المركزي العماني وبمشاركة خبراء دوليين وعُمانيين.
وعلى هامش الملتقى صرح معالي سلطان بن سالم الحبسي نائب رئيس مجلس المحافظين بالبنك المركزي العماني أن ما شهده ملتقى الدقم من مناقشات ومرئيات حول المدن الذكية يقدم رؤية للتعرف على الحلول والمتطلبات الضرورية لإقامة مدينة ذكية في الدقم بهدف مواكبة ما يحدث في العالم من متغيرات اقتصادية وتقنية، مشيرا الى جاهزية البنية الأساسية بالمنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم لتطبيق الحلول التي تتطلبها المدن الذكية، معربا عن أمله في أن تكون المنطقة جاذبة للمستثمرين من داخل السلطنة وخارجها في المستقبل.

وقال معالي يحيى بن سعيد الجابري، رئيس مجلس إدارة هيئة المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم في كلمته: إن الهيئة تعمل على الاستفادة من تقنيات العصر الحديث في تحويل الدقم إلى مدينة ذكية، وتوظف هذه التقنيات لخدمة الحياة الاقتصادية والعامة في الدقم، ويتم العمل حاليًا على تطوير نظام المعلومات الجغرافية في المنطقة ليتم من خلاله التحويل الرقمي، وأرشفة وتحليل كافة المعلومات الجغرافية بما في ذلك المخططات التنظيمية، ومواقع التطوير المختلفة، وممرات البنية الأساسية كشبكات الطرق والكهرباء والمياه والاتصالات وتصريف مياه الأمطار. كما قامت الهيئة بإطلاق تطبيقات ذكية على الهاتف المحمول لتفعيل التواصل بين الهيئة من جهة والمواطنين والزوار من جهة أخرى، ويشمل ذلك توفير معلومات عن الخدمات الحكومية والسياحية المقدمة في المنطقة، والإبلاغ عن الحوادث والحالات الطارئة، وإرسال التحذيرات وتعميمها.
وأكد الجابري على أن سعي الهيئة لتوظيف التقنيات الحديثة في مختلف مجالات الحياة الاقتصادية والاجتماعية بالدقم، سوف يسهم في استقطاب المزيد من الاستثمارات إلى المنطقة لتصبح خيارًا أساسيا للمستثمرين من السلطنة والخارج. وأضاف: تعمل الهيئة حاليا على استكمال العمل في محركات النمو الأساسية بالدقم كميناء الدقم، وميناء الصيد والطرق الرئيسية التي تربط مختلف المناطق الاستثمارية ببعضها البعض، وأضاف: إن التجارب العالمية في مجال تطوير المدن الذكية المستدامة توضح أهمية الدور المركزي الذي تحتله الحكومة في رسم السياسة العامة المتعلقة بتطوير البنية الأساسية لمنظومة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، ووضع الأطر التشريعية والمؤسسية اللازمة لتنظيم الخدمات التي ترتبط بهما، كما توضح هذه التجارب أن الاستثمار في تطوير المنظومات الذكية وخاصة المتعلق منها بالبنية الأساسية، كشبكات الاتصال وخوادم الحاسوب ومجسات الاستشعار عن بعد والبرمجيات يجب أن يتم على مراحل، وأن يأخذ بالاعتبار متطلبات الجدوى والاستدامة المالية، ورفع الكفاءة الفنية وتحسين مستوى التنافسية، وأن يتم تطوير البنى الأساسية للأنظمة الذكية من خلال عقد شراكات منتجة بين القطاعين العام والخاص، وأشاد معاليه بدور الاستثمارات الحكومية واستثمارات القطاع الخاص المحلي والأجنبي ومبادراتها في إنشاء مشاريع ذات قيمة اقتصادية عالية كمصفاة الدقم، والمحطة المتكاملة للكهرباء والمياه، والمدينة الصناعية الصينية العمانية، ومشروع تصنيع الحافلات الذي يقام بشراكة استراتيجية بين السلطنة ودولة قطر الشقيقة، ومصفاة إنتاج زيت الخروع لشركة سيباسك عمان.
وقال سالم بن سليم الجنيبي، نائب رئيس مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة عمان للشؤون الاقتصادية والفروع، رئيس غرفة تجارة وصناعة عمان لفرع محافظة الوسطى: تأتي النسخة الرابعة لهذا الحدث تحت عنوان «اقتصاد المدن الذكية» بهدف تعزيز التقنية والتكنولوجيا في قطاع الأعمال ومشاريع الاستثمار وللمساهمة في وضع اللبنات الأولى لمنصات المدن الذكية بالسلطنة.
وأضاف الجنيبي: إن الخطط الطموحة التي تعمل عليها السلطنة في تعزيز مكانتها لتكون مركزا محوريا في استقطاب الاستثمارات العالمية في مختلف المجالات وخاصة مجال اللوجستيات والتعدين والسياحة والثروة السمكية بدأت تؤتي ثمارها، وبالفعل أصبحت السلطنة مقصدا مهما على خارطة الاستثمارات العالمية، وذلك لما تمتاز به السلطنة من موقع استراتيجي وما تزخر به من مقومات طبيعية وقوانين وحوافز تحفظ للمستثمرين رؤوس أموالهم ومكانتهم. ودعا الجنيبي المستثمرين والشركات المحلية والعالمية للاستثمار في السلطنة أولا، وأن يضعوا ضمن خططهم المستقبلية الاقتصادية وجود مقر في مدينة الدقم باعتبارها مدينة مكتملة في مقوماتها من حيث الموقع الاستراتيجي المهم، والجاهزية في البنى اللوجستية الأساسية.
وقال إن غرفة تجارة وصناعة عمان بالوسطى قامت وفق برامج مدروسة بالمساهمة في ارتقاء وتطوير منطقة الدقم الاقتصادية العالمية بالتواصل مع رجال الأعمال بالمحافظة وعقد الندوات والدورات، واطلاعهم على التطور السريع في الدقم مع زيارات مكثفة لعدد من دول العالم للتعريف بالنشاطات التجارية والصناعية وفتح آفاق التطوير الصناعي والاقتصادي والتكنولوجي في الدقم.

الاستثمار في الدقم

واستعرض صالح بن حمود الحسني، مدير عام خدمات المستثمرين بهيئة المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم أهم الفرص الاستثمارية في المنطقة، وتحدث حول أهمية المشروع في التنويع الاقتصادي، والنمو الاقتصادي المستدام، وتوفير فرص العمل وتحقيق التوازن في التنمية الإقليمية وتعزيز مساهمة القطاع الخاص في الناتج المحلي، وتطرق الحسني إلى أهم الحوافز التي تشجع المستثمرين للاستثمار في الدقم كالسياسات التفضيلية للاستثمار الأجنبي، وموقعها الاستراتيجي على الطرق البحرية الدولية خارج مضيق هرمز، وتعدد نماذج وسائل النقل، وتنوع الموارد الطبيعية، وأشار الى أن مصفاة الدقم تعد أحد أهم المشاريع الاستثمارية الجديدة التي تشهدها السلطنة في مجال الطاقة وتمتلك المصفاة موقعا استراتيجيا على الساحل الشرقي الجنوبي لسواحل السلطنة. وهي شراكة بين شركة النفط العمانية المملوكة كليا لحكومة السلطنة وشركة النفط الكويتية، ومن المتوقع أن تبدأ بإنتاج 230 ألف برميل في اليوم في عام 2022.
وفي كلمته أكد بريت كينج، المؤسس والمدير التنفيذي لشركة موفن الأمريكية أن المدن الذكية لا تتطلب تقنيات حديثة فقط بل موارد طاقة وتشريعات ذكية أيضا، وعلينا أن نفكر بطريقة مختلفة في اقتصاد الطاقة النظيفة (الطاقة الشمسية) والاجتهاد للدخول في المنافسة العالمية لصناعة المدن الذكية، ودعا بريت كينج منطقة الدقم إلى ضرورة الاستثمار في تبني التكنولوجيا الحديثة كونها المستقبل، وعاملا مهما في التقدم والتطور في عالم الأعمال بكفاءة أكبر. وحول أهم مكونات المدن الذكية قال كينج: إنه لا أهمية للمدن الذكية بدون وجود مواطنين أذكياء يستخدمون التكنولوجيا للتعبير عن آرائهم ويساهمون في التقدم الاقتصادي للمدينة من خلال اتخاذ قرارات اعتمادا على البيانات التي تتيحها لهم وسائل التقنية الحديثة. وأوضح بريت أنه مقابل الخدمات والتسهيلات التي ستقدمها لنا التكنولوجيا مستقبلا وخاصة تقنية الذكاء الصناعي، ستحل الآلات محل الكثير من الوظائف التي يشغلها البشر حاليا، ومن المتوقع أن يبلغ عدد الروبوتات من كل الأنواع 10 مليارات بحلول 2035 وهو ما يتخطى عدد سكان الكرة الأرضية الأمر الذي يجب أن تضعه الحكومات في عين الاعتبار. ففي قطاع النقل على سبيل المثال توقع كينج أن يكون الاعتماد الأكبر على مركبات القيادة الآلية نظرًا لكونها أقل كلفة وأسرع في استيعاب متغيرات الطريق والتنبؤ بالمشكلات مما يجعلها أكثر أمانًا.
ووفقا لكينج سيوفر الذكاء الاصطناعي مستقبلا حلولا طبية ستمكن الأشخاص من متابعة حالتهم الصحية باستمرار من خلال ابتلاع أقراص مرتبطة بأجهزتهم المحلولة تقيس مؤشرات الجسم الحيوية وتعطي تحذيرا في حال وجود أي خلل، وستمكن الأطباء من إجراء عمليات عن بعد، بل وستكون قادرة على إتاحة خيار أن يولد الأطفال أصحاء وبمعدلات ذكاء عالية من خلال الهندسة الوراثية والتي بدأ العالم برؤية نتائجها بالفعل. وأكد بريت على ضرورة تبني الطاقة النظيفة في تشغيل هذه المدن الذكية، ونتوقع انه بحلول عام 2030 سيعمل 40 مليون شخص حول العالم في مجال الطاقة المتجددة.
وكانت الجلسة الأولى في الملتقى بعنوان (مبادرات في صناعة المدن الذكية)، شارك فيها عدد من الخبراء الدوليين والمحليين منهم شار إيفانس الرئيس التنفيذي شركة «ماركت كليرتي» الأمريكية والدكتور يونج تشانج رئيس مجلس إدارة شركة «جياو»، والمهندس سعيد المنذري الرئيس التنفيذي للشركة العمانية للنطاق العريض، والدكتور علي الشيذاني نائب رئيس وحدة الدعم والمساندة للتكنولوجيا بمجموعة «اسياد» والمهندس عمرو السيابي من مشروع الإستراتيجية الوطنية للتنمية العمرانية بالمجلس الأعلى للتخطيط. وأدار الجلسة الدكتور إسماعيل بن أحمد البلوشي نائب الرئيس التنفيذي لهيئة المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم.
أما الجلسة الثانية فكانت (تجارب دولية ومحلية لمدن ذكية) واستعرضت تجارب المدن الذكي في ثلاث دول، حيث شارك تينج تشن رئيس مجلس إدارة شركة «إيزي كارد» تجربة مدينة تايبيه التايوانية، وقدمت الخبيرة فريجا لوك وود مدير المدينة الذكية والابتكار بمدينة بريستول البريطانية تجربة مدينة «بريستول». كما قدم ريان لي مدير مركز المدينة الذكية للتشغيل المتكامل بمدينة «سانجدو» تجربة مدينة «سانجدوا» بكوريا الجنوبية. كما قدم الدكتور حافظ الشحي المدير التنفيذي لمنصة المدن الذكية بمجلس البحث العلمي ورقة حول مبادرات السلطنة في منظومة المدن الذكية. وأدار الجلسة المهندس مقبول بن سالم الوهيبي الرئيس التنفيذي لشركة عمان داتا بارك.

معارض مصاحبة

وعلى هامش الملتقى تم تنظيم ثلاثة معارض مصاحبة وهي معرض الابتكارات للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة ويستهدف التطبيقات والابتكارات الذكية والرقمية التي تقدمها المؤسسات الصغيرة والمتوسطة وذلك برعاية هيئة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة (ريادة) والصندوق العماني للتكنولوجيا. ومعرض خاص للشركات الكورية المتخصصة في تقنيات صناعة المدن الذكية وعددها 8 شركات إضافة الى شركتين من تايوان، ومعرض خاص للشركات التكنولوجية والشركات الراعية للملتقى كما تم تكريم المشاركين والرعاة في الملتقى.
إضافة الى الجلسات الحوارية تضمن الملتقى أربع حلقات عمل متخصصة قدمها ثلاثة رؤساء تنفيذيين، الأولى برعاية بنك عمان العربي حول (الاتجاهات المستقبلية لصناعة المصارف والتقنيات المالية) يقدمها برت كينج المؤسس والمدير التنفيذي لشركة «موفن الأمريكية». واستهدفت الورشة الأولى العاملين في القطاع المالي من مؤسسات حكومية وخاصة والمستثمرين في البورصات والمحللين الماليين والمحاسبين والشركات المالية، والثانية حول (الذكاء الاصطناعي وإنتاج الطاقة البديلة) وقدمتها الخبيرة الدولية في الاتصالات والتكنولوجيا شارا إيفانس الرئيس التنفيذي شركة «ماركت كليرتي الأمريكية»، واستهدفت الورشة المعنيين بإنتاج الطاقة البديلة والعاملين في مجالاتها، وقدم الخبير التايواني الدكتور يونج تشانج حلقة العمل الثالثة حول (الذكاء الاصطناعي ومستقبل قطاع الصناعة واللوجستيات). واستهدفت العاملين في قطاع الصناعة واللوجستيات. وتم تخصيص حلقة العمل الرابعة لرواد الأعمال المبتكرين وقدمها المبتكر الهندي «هارشا» حول برمجة الربوتات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *