السلطنة تبذل جهودا حثيثة لتقديم العون الإغاثي المادي والمعنوي للاجئين 27/3/2018

المعلم يصل السلطنة في زيارة تستمر عدة أيام 27/3/2018
مارس 27, 2018
السلطنة ضمن 16 دولة في المنتدى الدولي للاتصال الحكومي بالشارقة
مارس 28, 2018

أكد سعادة المهندس محمد بن أبوبكر الغساني نائب رئـيس مجلس الشورى، رئيس وفد السلطنة المشارك في اجتماعات الاتحاد البرلماني الدولي المنعقدة في جنيف بسويسرا حاليا، في كلمة أمام الدورة الـ138 للجمعية العامة للاتحاد،أن السلطنة تبذل قصارى جهودها من أجل تهيئة الظروف المناسبة لمن أجبرتهم المعاناة الاقتصادية والأمنية على ترك أوطانهم والبحث عن ملاذ يجدون فيه لقمة عيشهم، ويأمنون فيه على أرواحهم وأرواح أسرهم.

وقال سعادته: إن التحديات الراهنة التي يمر بها عالمنا اليوم تحتم علينا جميعا العمل سويا من أجل إيجاد الحلول الناجعة التي يكون أساسها الحكمة وقوامها التوافق وغايتها الوئام والعيش بسلام، ونبتعد كل البعد عن الحلول التي تحصد الأرواح وتزعزع أمن المجتمعات واستقرارها. وما اجتماعنا هذا إلا دليل على هذه الرغبة الصادقة من أجل الوصول إلى قرار جماعي حول قضية اللاجئين والمهاجرين التي باتت تشغل الدول بمختلف مكوناتها، وبلغ عددهم حوالي 258 مليون شخص ويزداد عددهم يوما بعد يوم.
وأضاف سعادته: إن هناك مسببات عديدة لهذه الأزمة منها انتهاك سيادة الدول واغتصاب أراضيها، وانتشار الجماعات الإرهابية المسلحة والتمييز العنصري والحروب الطاحنة فضلا عن غياب العدالة الاجتماعية والاقتصادية في المجتمعات، فكانت هذه الأسباب ولا تزال تدفع بمئات الآلاف لترك وطنهم بحثا عن ملاذ آمن.
وتابع قائلا: في الوقت الذي تسعى فيه الدول جاهدة لحل مشاكل اللاجئين والمهاجرين التي باتت تشغل العالم، يواصل الشعب الفلسطيني الأبيّ الذي يعد من أكثر الشعوب التي اكتوت بنيران اللجوء والهجرة مواجهة الاحتلال الإسرائيلي، وعوضا عن أن نرى تحركا إيجابيا يسهم في حل هذه القضية التي كانت ولا تزال سببا في كثير من المشاكل الإقليمية والدولية وأهمها مشكلة اللاجئين والمهاجرين؛ رأينا قرار الإدارة الأمريكية الأخير باعتبار القدس عاصمة لإسرائيل ونقل مقر السفارة الأمريكية إليها وكأن الإدارة الأمريكية الحالية لا تريد حلا لهذه القضية وتسعى لتعميق جذورها وتعقيد حلها، مما سيؤدي إلى تقويض عملية السلام، والإضرار بالأمن والسلم، وإفشاء الفوضى والانقسام، وتشتيت الجهود الدولية الخيرة التي دعت إلى حل القضية الفلسطينية. واستطرد سعادته قائلا : إننا نثمن الموقف المشرف للدول التي صوتت في الجمعية العامة للأمم المتحدة برفض قرار الإدارة الأمريكية باعتبار القدس عاصمة للاحتلال الإسرائيلي، وندعو المجتمع الدولي لبذل المزيد من الجهود في هذا الصدد. وشرح سعادته أن السلطنة تقدم يد العون للاجئين خارج السلطنة من خلال مرحلتين، أولها الجهود الإغاثية من تقديم مسكن ومأوى لهم وتوزيع المساعدات النقدية بصفة شهرية للاجئين، وتقديم المساعدات العلاجية والعينية وحفر الآبار لهم، أما المرحلة الثانية فتتمثل في إعادة الإعمار التي تتلو مراحل الإغاثة من أجل إعادة الحياة لتلك المناطق المنكوبة وتهيئتها لتخفيف معاناتهم ، مستدركا : لكن الأهم من ذلك كله سعينا من أجل حث أطراف النزاع للجلوس على طاولة الحوار بهدف التوصل إلى حلول ترضي جميع الأطراف،وتجنب كل ما من شأنه زعزعة أمن الدول واستقرارها والبعد عن اللجوء إلى السلاح لحل الصراعات. وقال: إن ما تشهده بعض الدول من حروب داخلية وصراعات عرقية تعد من المسببات الرئيسية لأزمة تدفق اللاجئين وتنامي أعداد المهاجرين والنازحين، لأن غياب العدل والأمان يدفع الإنسان للنزوح عن وطنه بحثا عن ملاذ يحسب أنه سيضمن له العيش الكريم، ولكن الكثير يقضي نحبه وهو في طريق الهجرة، إما قتلا أو غرقا والقليل من يجد استقراره في الهجرة بسبب القوانين التي باتت أكثر تعقيدا من أي وقت مضى. وأكد سعادته أن الحل الأمثل لهذه المعضلة يكمن في تحقيق العدالة الاجتماعية في تلك البلدان ونشر التسامح والوئام بين أفراد المجتمع، وحل الصراعات والخلافات من خلال الطرق السلمية وعوضا عن هدر الأموال في الحروب والنزاعات والتي تجاوزت خلال العقود الثلاثة الماضية التريليونات من الدولارات، يجب العمل على استثمارها في تنمية العنصر البشري وضمان العيش الكريم لهم في وطنهم حيث ينتمون.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *