مكونو» يرحل بأقل الخسائر واستنفار لإعادة تأهيل الخدمات بظفار
مايو 31, 2018
صحاري عمان :تنبض بالحياة الفطرية والبرية ومقصد للرحالة
مايو 31, 2018

 

 

حوالي 6000 إلى 13000 سلحفاة تفد إلى البلاد –

العمانية: تشارك السلطنة دول العالم اليوم الاحتفال باليوم العالمي للسلاحف الذي يصادف الثالث والعشرين من مايو من كل عام.

ويُحتفل به هذا العام تحت شعار « الأخطار التي تواجه السلاحف وكيفية حمايتها ».
وتعمل السلطنة ممثلة في وزارة البيئة والشؤون المناخية من خلال جهود متواصلة ومدروسة من أجل صون وحماية السلاحف البحرية، وكان لها الريادة في العديد من الجوانب المتعلقة بإدارة المواد الطبيعية الخاصة بالسلاحف البحرية، حيث استفادت كثيرًا من الطريقة العلمية والمنهجية التي بدأتها منذ منتصف السبعينيات في محاولة تقييم ومعرفة أعداد السلاحف البحرية وأماكن انتشارها، كما تواصل الوزارة عمل الدراسات والبحوث في مختلف المجالات المتعلقة بهذا الموضوع سواء بجهودها الذاتية أو بالتعاون مع المؤسسات العلمية والعلماء الباحثين.
وبحسب تصنيف الاتحاد الدولي لصون الطبيعة (IUCN) فإن السلاحف التي تعشش في عُمان جميعها في الفئة المعرضة للخطر بل إن السلحفاة « الشرفاف تتعدى ذلك إلى الفئة المعرضة للخطر بصفة حرجة، ووعت السلطنة هذه المسؤولية الكبيرة باعتبار أن شواطئها تعد الأهم بين دول المنطقة بالنسبة لتعشيش السلاحف البحرية خاصة السلحفاة»
الريماني « والسلحفاة الحمسة (الخضراء) والسلحفاة « الشرفاف » فكانت السباقة في القيام بمسح لأنواع السلاحف التي تعشش في شواطئها وإعدادها والقيام ببرنامج طموح طويل الأمد لترقيم السلاحف البحرية في عُمان.
وقد بدأت السلطنة برنامج ترقيم السلاحف منذ عام 1977م بجزيرة مصيرة ومحمية السلاحف برأس الحد ومحمية جزر الديمانيات الطبيعية، وهدف هذا البرنامج إلى معرفة مدى انتشار وتوزيع السلاحف البحرية ومعرفة خطوط هجرتها وتعشيشها بالإضافة إلى معدل النمو وعدد مرات التبييض في الموسم الواحد.
ووقعت السلطنة على عدد من الاتفاقيات الدولية التي تعنى بحماية وإدارة السلاحف البحرية وموائلها ومنها الاتفاقية التي تم توقيعها في 16 مايو2004 والتي دخلت حيز التنفيذ في أول يونيو 2004م وهدفت الى حماية السلاحف البحرية وسد النقص في استعادتها وموائلها بناء على أفضل الأدلة العلمية مع الأخذ في الاعتبار بالخصائص البيئية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية للدول الموقعة.
ويقول الدكتور حمد بن محمد الغيلاني خبير بيئي ومدير التوعية بجمعية البيئة العمانية لوكالة الأنباء العمانية إن « من بين 7 أنواع من السلاحف البحرية توجد في السلطنة خمس منها وهي سلاحف النملة التي لا تبيض في السلطنة ولكنها تتغذى في بحر العرب وخليج مصيرة على قناديل البحر وتصل المسافات التي تقطعها في هجراتها الى حوالي 20 ألف كيلومتر، ويصل وزنها ما بين 250 ـ 700 كيلوجرام وأحيانا الى 900 كيلوجرام ويبلغ طول صدفة ظهرها ما بين متر و75ر1 متر.
وهناك أيضا سلاحف « الشرفاف » التي تضع بيضها في جزيرة مصيرة خلال موسم الشتاء وجزر الديمانيات ويبلغ وزنها حوالي 80 كيلوجراما وطول صدفة ظهرها 1 متر وتتغذى على الشعاب المرجانية الأسفنج والأعشاب.
وهناك أيضًا السلحفاة الخضراء التي تعشش في رأس الحد ويبلغ وزنها حوالي 150 كيلوجرامًا وتتغذى على بيض الأسماك، قناديل البحر، الأسفنج، الأعشاب البحرية والقشريات وهي تهاجر من والى عُمان وتصل الى باكستان والخليج العربي والبحر الأحمر واليمن وجزر المالديف ويصل لأعدادها في السلطنة الى 50 ألف سلحفاة في السنة وهو ثاني أكبر تجمع في العالم بعد استراليا».
وأضاف أن من أنواع السلاحف التي تتواجد في السلطنة أيضًا سلاحف الريماني التي تعشش في جزيرة مصيرة خلال موسم الخريف ويبلغ وزن السلحفاة الواحدة منها حوالي 135 كيلوجرامًا وتتغذى على المحاريات الأسفنجيات، نجم البحر، خيار البحر، قناديل البحر، والحبار وطول صدفة ظهرها حوالي 90 سنتيمترًا.
وفي نوفمبر عام 2012 عثر في ولاية تاسمانيا جنوب الجزء الشرقي من استراليا على أُنثى سلحفاة من نوع ريماني وضع على ظهرها جهاز تتبع بالأقمار الصناعية في جزيرة مصيرة قاطعة مسافة 12000 كيلومتر.
وتستحوذ جزيرة مصيرة على 55% من اجمالي عدد سلاحف الريماني حول العالم متقدمة على ولاية فلوريدا الامريكية التي يوجد بها 31% من اجمالي عدد السلاحف من هذا النوع وتأتي في المرتبة الثانية واستراليا في المرتبة الثالثة بنسبة 4% حسب احصائيات عام 2003.
وأشار الى أن النوع الخامس الذي يتواجد في السلطنة من السلاحف البحرية السلحفاة الزيتونية، ويبلغ وزنها ما بين 24 ـ 46 كيلوجرامًا وتتغذى على الربيان والشارخة وسرطان البحر وقناديل البحر ويبلغ طول صدفة ظهرها حوالي 60 سنتيمتر وتقطع مسافات متوسطة في هجراتها تصل الى حوالي 1000 كيلومتر.
وأعلنت السلطنة في 23/‏‏4/‏‏1996 م بموجب المرسوم السلطاني رقم (25/‏‏96) عن محمية السلاحف في محافظة جنوب الشرقية، وتبلغ مساحتها 120 كيلومترا مربعا، وتمتد من خور جراما شمالاً إلى رأس الرويس جنوباً، حيث تعد شواطئ المحمية معروفة عالمياً كأحد أهم شواطئ تعشيش السلاحف الخضراء.
ويوجد بالمحمية خور جراما وخور الحجر والذان يعتبران من المواقع المهمة للطيور.
وتضم المحمية العديد من المواقع الأثرية ذات القيمة التاريخية.
ويأتي الهدف من إنشاء المحمية لحماية السلاحف البحرية، وحماية شواطئ التعشيش والمناظر الطبيعية، وتشجيع السياحة البيئية، حيث تتميز المحمية بالمقومات الطبيعية والمناخ والمقومات الفيزيائية للمحمية من شواطئ رملية وسلاسل جبلية ومواقع أثرية ذات أهمية وطنية وعالمية.
وفيما يتعلق بالتنوع الأحيائي فإن المحمية تجتذب أكبر عدد من السلاحف الخضراء المعششة في السلطنة ما جعلها ذات أهمية كبرى لاستمرار حياة وبقاء هذا النوع من السلاحف المهددة بالانقراض.
وفي كل عام تعشش في هذه المنطقة حوالي 6000 إلى 13000 سلحفاة تفد إلى السلطنة من مناطق أخرى بعيدة مثل الخليج العربي والبحر الأحمر وشواطئ الصومال، كما أن المسطحات الطميية المحيطة بخور الحجر وخور جراما تعتبر مناطق تغذية مهمة للطيور المهاجرة التي تأتي طلباً للغذاء والراحة أثناء تحركها للمناطق الشتوية، كما تشكل المرتفعات الصخرية الساحلية مواقع تعشيش للعديد من الطيور ومن أهمها طيور النورس والخرشنة، اضافة الى وجود الثدييات البرية واشجار القرم والشعاب المرجانية.
وأوضح الدكتور حمد بن محمد الغيلاني أن دورة حياة السلاحف تأخذ 50 يوما في المتوسط حتى يفقس البيض ويخرج منه الصغار، وعند دخولهم الى للبحر هناك ما يسمى السنة المفقودة في حياة السلاحف وتستمر ما بين عام الى أربعة أعوام حيث تجرفها التيارات البحرية وتتغذى على العوالق الحيوانية والنباتية وعند بلوغها خمس الى عشر سنوات ترجع الى المكان الذي كانت الام تهاجر اليه وعند بلوغها عمر 20 ـ 50 سنة تعود الى تلك الشواطئ لتضع بيضها، حيث تبيض في الموسم الواحد من 3 ـ 5 مرات وتصل أحيانًا الى 11 مرة في نفس الموسم، وهي تضع حوالي 100 بيضة في كل مرة وفي الموسم الواحد كل اسبوعين تبيض مرة واحدة في المتوسط ».
وبين أن جمعية البيئة العمانية تقوم بتنفيذ العديد من المشاريع العلمية لحماية السلاحف في مناطق تعشيشها خاصة في جزيرة مصيرة وجزر الديمانيات بالتعاون مع وزارة البيئة والشؤون المناخية وهناك مشروع حماية ومراقبة السلاحف البحرية ومشروع حماية وصون السلاحف البحرية ووسائل الصيد المستدام الذي بدأ بتعاون بين الجمعية والوزارة ومنظمات بيئية منذ عام 2006، ويهدف الى التعرف على انواعها واعداد السلاحف الريماني المعششة ومدى تناقصها او زيادتها وجمع بيانات عن سلاحف الشرفاف والزيتوني وتتبع السلاحف بالأقمار الصناعية ومسح الشواطئ ومسح النفوق فيها وتقييم احتياجات الحماية».
وأضاف أن المخاطر التي تتعرض لها السلاحف البحرية تشمل استخدام السيارات في مواقع التعشيش والتنمية في تلك المواقع والقوارب وتلويث الشواطئ والاضواء، واخذ بيض السلاحف، واخذ السلاحف من الشاطىء او البحر لأكلها، والمخاطر في البحر مثل الصيد العرضي، الشباك، البلاستيك، فقدان مواقع الغذاء، حيث ان 40.4% من أسباب نفوق السلاحف حول العالم هو الصيد العرضي».
وأشار الى أن الوزارة بالتعاون مع الجمعية وعدد من المؤسسات تقوم بحملات سنوية منظمة ومكثفة في جزيرة مصيرة وجزر الديمانيات تشمل انشطة مختلفة ثقافية ورياضية وندوات ومحاضرات وتنظيف للشواطئ وتوعية المجتمع المحلي والصيادين والمدارس والجمعيات وتوزيع مطبوعات توعوية، وهناك 55 لوحة ارشادية في جزيرتي مصيرة والديمانيات اضافة الى حملات التوعية الاعلامية».

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *