السلطنة تستضيف معرضا دوليا للصناعات الحرفية من 20 إلى 24 نوفمبر
نوفمبر 6, 2017
افتتاح أكبر مكتبة عامة للأطفال في السلطنة والمنطقة وجهود لرفع عناوينها إلى 70 ألفا 14/11/2017
نوفمبر 14, 2017

يعد المتحف الوطني في السلطنة مشروعًا حيويًا يهدف إلى تحقيق رسالة ثقافية وإنسانية من خلال الارتقاء بالوعي العام وترسيخ القيم العُمانية النبيلة وتفعيل انتماء المواطن والمقيم والزائر للسلطنة وتاريخها وتراثها وثقافتها، وتنمية قدراتهم الإبداعية والفكرية، وتتجلى رؤيته في تقديم القيادة للصناعة المتحفية وبما يحقق النقلة النوعية المنشودة لهذا القطاع.

وقد حصل المتحف الوطني مؤخرا على الجائزة الأولى عن فئة أفضل مشروع عام للمؤثرات الضوئية ضمن جوائز الشرق الأوسط لعام 2017م، وتعد هذه الجائزة من أبرز الجوائز العالمية في مجال المؤثرات الضوئية، وسبق وأن حصل المتحف على ثلاث جوائز أخرى منذ افتتاحه لعموم الزوار بتاريخ (30 يوليو 2016م)، وهي: جائزة التصميم في حفل “ترانسفورم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا”، ‏حيث فاز مشروع الهوية البصرية للمتحف بالجائزة الفضية لأفضل استخدام (للخط)، والجائزة البرونزية لأفضل هوية بصرية، وذلك ضمن قطاع الخدمات العامة بمنطقتي الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، والمركز الأول في جائزة الرؤية الاقتصادية كأفضل المشاريع الحكومية في دورة الجائزة السادسة لعام 2017.

وتطمح السلطنة من خلال هذا المتحف إلى تبوؤ مكانتها المرموقة في مجال الصناعة المتحفية ومواكبة التطورات الفنية والتقنية في قطاع المتاحف باعتماد أفضل المعايير والتقنيات المتبعة في مجال الإدارة المتحفية.

وقد أنشئ المتحف الوطني بموجب المرسوم السلطاني رقم (2013/62) الصادر بتاريخ (16 من محرم 1435هـ) الموافق (20 من نوفمبر 2013م) وبذلك أصبحت له الشخصية الاعتبارية، بما يتوافق والتجارب والمعايير العالمية المتعارف عليها في تصنيف المتاحف العريقة.

وأوضح جمال بن حسن الموسوي مدير المتحف الوطني “أن المتحف الوطني يضم أول مركز للتعليم المتحفي في السلطنة مجهزًا وفق أعلى المقاييس الدولية، ومرافق للحفظ والصون الوقائي صُممت وفق معايير المجلس الدولي للمتاحف، كما أنه من أوائل المباني العامة في السلطنة التي تضم تسهيلات متقدمة لذوي الإعاقة ومنهم المكفوفون وذوو الإعاقة الجسدية، من خلال توظيف رموز لغة (بريل) بالعربية وتوظيف العرض المكشوف حتى يمكن التفاعل مع المقتنيات بشكل حسي مباشر، وهو أول متحف في الشرق الأوسط يقوم بتوظيف رموز (بريل) العربية في سياق التفسير المتحفي، ومنظومة المخازن المفتوحة حيث يستطيع الزائر أن يشاهد ويعايش المراحل التي تمر بها التحف الأثرية من جرد وتوثيق وفحص مبدئي وحفظ وصون وصولاً إلى مرحلة حفظها بالشكل المؤقت في المخازن المفتوحة”.

وأضاف في حديث لوكالة الأنباء العمانية أن المشروع الوطني يهدف أيضا إلى المحافظة على مكنونات التراث الثقافي العماني من خلال دعم الابحاث والدراسات العلمية والتاريخية والخطط للحفظ والصون الوقائي إضافة إلى التعليم والتواصل المجتمعي الذي يتحقق من خلال مركز التعليم الذي يقدم الخدمات التعليمية المتميزة لكافة الزوار من مختلف الفئات العمرية خاصة الأطفال والطلاب من خلال تقديم خدمات الزوار المتميزة، مشيرًا إلى أنه تم حتى اليوم ومنذ يناير من هذا العام حفظ وصون أكثر من 384 لقى (قطع أثرية) متحفية، وتنظيم أكثر من 325 برنامجًا من قبل مركز التعلم حيث وصل عدد المستفيدين منها إلى أكثر عن (11) ألف شخص.

وقال مدير المتحف الوطني إن المتحف يضم عددا من القاعات التي تحوي تفاصيل متنوعة حيث تعرض قاعة الأرض والإنسان – وهي مخصصة لأرض عُمان وشعبها – وهي كيف أن جغرافية الأمكنة والموارد المتوفرة قد شكلت العديد من الثقافات، وذلك على المستويين المحلي والوطني، كما تركز هذه القاعة أيضًا على أهمية الموارد المائية في السلطنة وما تفرضه حياة الصحراء على سكانها، إضافة إلى ثراء الواحات، وعزلة الجبال، كما يعرض في هذه القاعة الأزياء التقليدية والحلي، وكذلك الأسلحة المستخدمة في المناسبات الرسمية وبعض الصناعات الحرفية التي تلبي الحاجات الأساسية للبقاء إضافة إلى كونها من الأولويات الفردية والجماعية التي تعكس مظاهر الزينة والهوية والتعابير الدينية.

وبين الموسوي أن قاعة التاريخ البحري تروي من خلال معروضاتها العلاقة الوطيدة بالبحر، فمع سواحل السلطنة المترامية الأطراف يبقى التاريخ العُماني تاريخًا بحريًا بامتياز إذ أبحر الصيادون لقرون مضت على طول هذه السواحل بحثا عن لقمة العيش، وارتحل التجار العُمانيون حاملين بضائعهم عبر البحار والمحيطات منذ الألفية الثالثة قبل الميلاد، وفي العصر الإسلامي كان العُمانيون جزءًا من شبكة تجارية واسعة النطاق ضمن ما بات يعرف بطريق الحرير البحري.

وتتناول قاعة السلاح الأبعاد الحضارية والثقافية للسلاح التقليدي في عُمان منذ عصور ما قبل التأريخ وحتى بدايات القرن (14هـ/20م) كما تستعرض تطور تقنيات تصنيعها نتيجة الاحتكاك بالعالم الخارجي، حيث تنقسم القاعة إلى قسمين هما: قسم الأسلحة التقليدية ويتضمن السيوف والرماح والفؤوس والسهام والخناجر العُمانية وقسم أخر يعنى بالأسلحة النارية بكافة أنواعها.

وتسلط قاعة المنجز الحضاري الضوء على جوانب من التراث المعماري المحلي منذ الألف الثالثة قبل الميلاد (حضارة مجان) وحتى الوقت الحاضر أي ما يشمل مسيرة خمسة آلاف عام وتحتوي قاعة المنجز الحضاري على ستة أقسام وهي القسم الأول ويتناول موقع قلعة بهلا وواحتها وهو أول موقع في عُمان تدرجه منظمة (اليونسكو) ضمن قائمة التراث العالمي عام 1987م، أما القسم الثاني فيصف أهم العواصم السياسية التاريخية، مثل: صحار والرستاق ونزوى ومسقط أما القسم الثالث، فهو يتناول عددًا من القلاع والحصون العُمانية المتميزة بأنماطها المعمارية، وخصوصيتها التاريخية، والقسم الرابع يتناول القصور الريفية والبيوت المحصنة، أما القسم الخامس فيوضح أنماط البيوت السكنية التقليدية في محافظات السلطنة، والقسم السادس يتناول الأبعاد الجمالية للعمارة التقليدية في عمان.

ويقول الموسوي أن قاعة الأفلاج تتناول منظومة الأفلاج العُمانية إذ لا يزال يوجد حوالي (3.000) فلج حي (قيد الاستعمال) في ربوع السلطنة، أما قاعة العملات فتضم نقودا وعملات معدنية وورقية كانت تستخدم في عمان على مدى عدد من القرون التاريخية السابقة.

كما يضم المتحف عددا من القاعات الأخرى وهي قاعة الحقب الزمنية
وقاعات ما قبل التأريخ والعصور القديمة التي تضم ركن بات والخط والعين وركن أرض اللبان إضافة إلى قاعة عظمة الإسلام وعمان والعالم وقاعة عصر النهضة، وأخيرا قاعة التراث غير المادي حيث خصص المتحف الوطني قاعة خاصة لاستعراض مفردات من التراث غير المادي في عُمان لما له من أهمية مميزة وهذه القاعة مدعمة بتقنيات سمعية وبصرية لإيصال هذا التراث للزوار كما توجد فضاءات مفتوحة تسمح للشعراء ورواة القصص والموسيقيين بالتفاعل مع الزوار من خلال تقديم الأمسيات والعروض المختلفة وفق برنامج زمني يضعه المتحف ومن المواضيع الأساسية التي تتناولها القاعة رقصة “البرعة” وهي رقصة تقليدية تشتهر بها محافظة ظفار، وتعد أول أثر من التراث غير المادي العُماني يتم تسجيله من قبل منظمة (اليونسكو) وتتضمن المعروضات الأخرى الآلات الموسيقية التقليدية، والأنماط الموسيقية التقليدية، وموسيقى العوادين، والمطبخ العُماني، ومكانة الإبل والخيل في عُمان.

الجدير بالذكر أنه تم في العام 2004م اختيار موقع المشروع بحيث يكون مقابل قصر العلم العامر وفي ظلال قلعتي الجلالي والميراني وخارج أسوار مسقط القديمة ليضفي بعدًا رمزيًا ودلالة معنوية.

وقد روعي عند إعداد قصة السرد المتحفي التوفيق بين السياقين الزماني والمكاني وهو أحدث توجه فلسفي يؤطر لسياق قصة السرد المتحفي المتبع حاليًا بخلاف التوجه التقليدي إما أن يكون توجهًا زمانيًا من الأقدم للأحدث أو من الأحدث فالأقدم حيث يعمل التوجه الجديد على إيجاد قيمة معنوية وفكرية مضافة للزائر وستفتح آفاقاً جديدة لقراءة مدلولات التراث الثقافي العماني وفق آلية لم يعهدها سابقا.

ويضم المتحف أول قاعة للعرض السينمائي بتقنية العرض فائقة الدقة /UHD/ ويجري العمل على إنتاج عرض مرئي فني التوجه خاص للمتحف مدته 12 دقيقة يتناول أبرز المحطات التاريخية للإنسان العماني بطريقة مبتكرة.

ويبلغ عدد المفردات والتحف الأثرية التي تحويها قاعات العرض الثابت بالمتحف حوالي (6000) مفردة تتوزع بين التحف الأثرية والصناعات الحرفية والمخطوطات والوثائق والمراسلات والمطبوعات القديمة والطوابع البريدية ومجسمات فائقة الدقة للسفن والمراكب وأدوات الملاحة البحرية والاسلحة التقليدية والمجسمات المتحفية فائقة الدقة للقلاع والحصون والمباني التاريخية واللقى المتصلة بالعمارة والآلات والأدوات والمعدات الزراعية وما يتصل بالأفلاج والنقود والعملات الورقية والمعدنية والخزف والأثاث والفنون التطبيقية والصور الفوتوغرافية والفنون التشكيلية والآلات والأدوات الموسيقية إضافة إلى مفردات التراث غير المادي وهي ما يتصل بالطعام والشراب والشعر والقصص والرقص والغناء الشعبي إضافة إلى التسجيلات المرئية والصوتية والمكونات التفاعلية الرقمية.

تجدر الإشارة إلى أن أغلب هذه المقتنيات كانت محفوظة لدى وزارة التراث والثقافة وبعضها لم يتم عرضه والبعض الآخر تم تملكه من خلال الاقتناء ويقصد به الشراء أو الاهداء او الإعارة او من خلال التكليف ويقصد به تكليف الحرفيين البارعين لعمل التحف أو مفردة خصيصا للمتحف الوطني.

وأضاف الموسوي أن ما يميز المتحف عن مشاريع متحفية اقليمية مماثلة أن جذوره راسخة في عمق التاريخ العماني وتنبع من تراب هذا البلد فهو مختص بتناول مكنونات التراث الثقافي العُماني عبر العصور إذ إن المعروضات إما انها عمانية المنشأ أو ذات صلة بعُمان، وخلال الفترة من 2010 م الى 2014م شهد المتحف دعوة 30 خبيرا وباحثا من داخل وخارج السلطنة وتمت الاستعانة بـ 21 بعثة أثرية لإعداد وتطوير مكنونات قصة السرد المتحفي.

وقد شهد المتحف خلال الفترة الماضية ابتعاث عدد من الموظفين للتدريب والتأهيل المهني خارج السلطنة واستضافة دورات تخصصية في مجال العمل المتحفي من قبل مؤسسات عالمية مثل متحف (الإرميتاج) من روسيا الاتحادية، ومتاحف (تيت) من المملكة المتحدة، ومتاحف (سميثسونيان) من الولايات المتحدة الأمريكية ومؤسسة (كالوست غولبيكان) من جمهورية البرتغال.

العمانية
ف هــ

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *