المعرض الدائم للوثائق والمحفوظات الوطنية يضم آلاف الوثائق والمخطوطات ومزود بأجهزة ترجمة لجميع المحتويات

بمشاركة السلطنة .. انطلاق فعاليات منتدى السياحة الذكية في يونّان الصينية
مايو 22, 2019
جوخة الحارثي أول عربية تفوز بجائزة مان بوكر العالمية
مايو 22, 2019







 
يحتوي على منضدة إلكترونية تعمل بالإحساس لسبع شاشات مترجمة لعدة لغات –
أجرى اللقاء: سالم الحسيني –
يحتوي المعرض الدائم للوثائق والمحفوظات الوطنية على منضدة إلكترونية تفاعلية تعمل بالإحساس لسبع شاشات، تتيح للباحثين وزوار المعرض الاطلاع إلكترونيا وتفاعليا لأكثر من خمسة آلاف وثيقة مبوبة على حسب المواضيع لسهولة البحث والإطلاع على الوثائق التي يرغب بها الباحث ذلك ما أكدته حنان بنت محمود أحمد – مديرة دائرة المعارض الوثائقية مؤكدة أن جميع محتوى المعرض تمت ترجمتها لخمس لغات أجنبية بجانب اللغة العربية، كما أنه مزود بأجهزة ترجمة لجميع المحتويات وباستطاعة الزائر سماع الترجمة لخمس لغات غير العربية وهي: (الإنجليزية والألمانية والفرنسية والإيطالية والروسية).
وأكدت في حوار لها لروضة الصائم أن المعرض يعد واجهة حضارية للبلاد ومعلما سياحيا يتعرف من خلاله السائح عن البلد بما يحويه من كنوز أثرية ومقتنيات تراثية ومخطوطات قديمة، فهو محطة مهمة لإبراز البعد الإنساني وإبراز ثقافة هذا البلد ذات التاريخ الموغل في القدم.. مشيرة إلى أن المعرض يفتح أبوابه خلال الشهر الفضيل من الأحد إلى الخميس من 8:00 صباحا ولغاية 2:30 ظهرا، ويوم السبت من 8:30 صباحا ولغاية 3:00 ظهرا، والدخول إلى أروقته مجانا.. تفاصيل أكثر نقرأها في الحوار التالي:
كيف جاءت فكرة إنشاء المعرض الدائم للوثائق والمحفوظات الوطنية وما أهم محتوياته؟
تحتل عمان مكانة بارزة وخالدة في الذاكرة التاريخية، فتاريخها عريق منذ القدم، فقد كشفت البعثات الأثرية التي مسحت المنطقة خلال العقود الثلاثة الماضية هذه الحقيقة، فتم اكتشاف العديد من مواقع التجمعات البشرية والمستوطنات الكبيرة على السواحل وفي الأودية وعلى سفوح الجبال، مما يدل على أن عمان كانت محطة جذب للإنسان منذ القدم وما زالت واجهة سياحية ليومنا هذا، لذلك كان لابد من سرد حكاية المجد الرائعة والإرث الحضاري الأصيل للعالم كافة، فقد أنشأت هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية المعرض الدائم للوثائق والمحفوظات ويتبع دائرة المعارض الوثائقية في الهيئة، ليعرف الزائر بتاريخ السلطنة عبر الحقب الزمنية المختلفة، حيث إن التاريخ العماني لم يحكَ على الورق فحسب، بل نحت على أحجار ورسم على الخرائط الدولية، وصك على العملات والطوابع، ووثق في المخطوطات، ونشر في الصحف والمجلات العالمية، ووثق في الصور والأفلام.
وأضافت: جاء إدراج المعرض الدائم للوثائق والمحفوظات الوطنية) ضمن قائمة أبرز المعالم السياحية بالسلطنة تأكيدا على الهدف السامي من إنشاء هذا الصرح الثقافي ويؤكد على دور الهيئة لأهمية هذا المعرض وقيمته التاريخية في إبراز الوثائق والمحفوظات والتعريف بتاريخ السلطنة وحاضرها المشرق للمواطن والوافد والسائح ولكل الفئات العمرية، وهنا نتحدث عن أهمية الوعي بالثقافة الوثائقية، وأشكالها والمؤسسات الداعمة لها والمشجعة عليها وأهمها المواطن دوره في مساندة الهيئة بطرق مباشرة أو غير مباشرة من خلال تسجيل وثائقه الخاصة لدى الهيئة، وتسعى الهيئة من خلال المعرض الدائم للوثائق والمحفوظات الوطنية لإبراز القيمة الثقافية والتاريخية لأرصدة الوثائق والمحفوظات بالهيئة، ونشر الوعي والمعرفة بأهمية المحافظة على الوثائق والمبادرة في تسجيل وثائقهم، كما تشكل أرضا خصبة للباحثين والدراسين والمهتمين في هذا المجال من خلال إتاحة الكم الهائل من المواضيع المختلفة ومن مصادر متعددة ولحقب زمنية ممتدة من تاريخ السلطنة العريق بداية من ظهور فن النقش والرسم على الصخور منذ 40 ألف سنة قبل الميلاد ونهاية بمفهوم التوثيق الحديث، ويتكون المعرض من عدة قاعات تلفت الزائر وتحقق هدفين رئيسيين هما: تكوين لمحة لدى الزائر عن تاريخ عمان الضارب في القدم وللتعرف بكيف استطاع العماني توثيق هذا التاريخ والمحافظة عليه ابتداء من تسجيله على الأوراق والأحجار وانتهاء بتأسيس مؤسسة وثائقية ممثلة في هيئة الوثائق والمحفوظات تقوم على تنظيم هذه الوثائق وصيانتها وحفظها ثم إتاحتها للجمهور. ويتكون المعرض من عدة قاعات وهي (قاعة تاريخ التوثيق وقاعة عمان عبر التاريخ وركن الخرائط والرسومات والقصاصات الصحفية والصور وركن العملات والطوابع البريدية وركن العلاقات الدولية وركن الوثائق الخاصة وركن مراسلات الأئمة والسلاطين وركن سلاطين زنجبار والشاشات التفاعلية لعرض الوثائق والتمائم والخطب والقصائد الشعرية وقاعات السينما لعرض فيلم خاص عن صاحب الجلالة ومسيرة التنمية وفيلم خاص يعرض ما تقوم به هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية من حفظ وصيانة الوثائق وما تقدمه من خدمات للمواطنين والباحثين والدارسين).
متى يفتح أبوابه للزوار في شهر رمضان وبعد الشهر الفضيل؟
يفتح المعرض أبوابه من الأحد إلى الخميس من الساعة 9:00 صباحا ولغاية 2:00 ظهرا في شهر رمضان المبارك، وبعد الشهر الفضيل من الأحد إلى الخميس من 8:00 صباحا ولغاية 2:30 ظهرا، ويوم السبت من 8:30 صباحا ولغاية 3:00 ظهرا، علما بأن الدخول مجاني.
إلى أي مدى تم تزويد المعرض بالتقنية الحديثة لرفع كفاءته وفعاليته؟ وهل يمكن للباحثين الاستفادة منه لتعزيز بحوثهم العلمية؟
يحتوي المعرض الدائم للوثائق والمحفوظات الوطنية على منضدة إلكترونية تفاعلية تعمل بالإحساس لسبع شاشات، تتيح للباحثين وزوار المعرض الإطلاع إلكترونيا وتفاعليا لأكثر من خمسة آلاف وثيقة تم توصيفها وترجمتها باللغة الإنجليزية، كما أن محتوى المنضدة الإلكترونية مبوب على حسب المواضيع مما يكمن للباحث سهولة البحث والإطلاع على الوثائق التي يرغب فيها وبإمكانه أيضا في حال أن بعض الوثائق يحتاجها ليزود بها بحثه العلمي من خلال حفظ رمز الوثيقة أو الموضوع وطلبها عن طريق دائرة الإطلاع على الوثائق والمكتبة في مقر الهيئة.
ما هو دور المعرض في التعريف بالحضارة العمانية وإبراز الجوانب التراثية والتاريخية للسلطنة؟
يهدف المعرض الدائم للوثائق والمحفوظات الوطنية إلى إبراز الحقب التاريخية للذاكرة الوطنية للسلطنة وذلك من خلال عرض مختلف الوثائق ذات القيمة التاريخية والحضارية وتعريف المواطن وطلاب المدارس والكليات والجامعات والجاليات الأجنبية لهذا التاريخ العريق والحاضر المشرق وأظهر هذا المعرض ركائز من الإرث والمخزون الحضاري والثقافي الذي تحتويه هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية، وتشجيع البحث العلمي والإبداع الفكري والفني، وتعريف المجتمع عن الهيئة وأهدافها ورسالتها ورؤيتها في حفظ وصيانة الوثائق والمحفوظات ويهدف المعرض لدعوة المواطنين بأهمية المبادرة في تسجيل وثائقهم الخاصة لدى الهيئة وذلك من أجل الحفاظ على ذاكرة الوطن.
هل ما يعرض بالمعرض الدائم من وثائق تم تزويدها بتوصيفات وشروحات مترجمة إلى لغات أخرى غير العربية لتوصيل المعلومة إلى الزائر بشكل صحيح؟
نعم، لقد تم ترجمة جميع محتوى المعرض الدائم للوثائق والمحفوظات الوطنية للغة الأجنبية إلى جانب اللغة العربية، كما يحتوي المعرض على أجهزة ترجمة لجميع المحتويات وباستطاعة الزائر سماع الترجمة لخمس لغات وهي: (اللغة الإنجليزية والألمانية والفرنسية والإيطالية والروسية).
ماذا عن مشاركاتكم الداخلية والخارجية وكيف رأيتم تفاعل الجماهير وأيضا الانطباعات التي يخرجون بها عن المعرض؟
تتولى هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية ممثلة بدائرة المعارض الوثائقية بتنظيم الأنشطة والمعارض المحلية والدولية التي تبرز القيمة التاريخية والثقافية والعلمية والتربوية لأرصدة الوثائق والمحفوظات بالهيئة وتشجيع البحث العلمي والإبداع الفكري والفني وجذب الباحثين والدارسين للاستفادة من هذا الإرث الحضاري والتاريخي التليد، كما تتولى هذه المعارض تعريف الجمهور عن رسالة ورؤية الهيئة وتوضيح أهدافها في حفظ وصيانة الوثائق والمحفوظات وتوعية المواطنين لأهمية المبادرة في تسجيل وثائقهم الخاصة لدى الهيئة وذلك من أجل الحفاظ على ذاكرة الوطن.
وكان للأعوام الماضية رصيد كبير للمعارض المحلية والدولية سواء من تنظيم الهيئة أو مشاركة الجهات المعنية بالثقافة، وذلك يعبر عن مدى اهتمام الهيئة في إتاحة هذا التاريخ للشعوب المختلفة وذلك من أجل تحقيق أهدافها المرجوة والتعريف بالسلطنة وما تمتلكه من تاريخ وحاضر مشرق، حيث وضعت الهيئة برنامجا ثقافيا متكاملا للتنظيم وللمشاركة في مختلف الفعاليات المحلية والدولية وتؤكد على أهمية استمرارية المعارض الوثائقية السنوية، حيث تم تنظيم المعرض الوثائقي الثامن لعام 2018م في محافظة مسندم إيمانا لأهمية نشر الوعي في مجال التاريخ العماني لجميع محافظات السلطنة، إلى جانب المعارض الوثائقية المصاحبة للمؤتمرات الدولية التي تنفذها الهيئة وحضورها الدائم في معرض مسقط الدولي للكتاب لإبراز الإصدارات ونتاج هذه المؤتمرات التي تنفذها الهيئة، كما تنظم أيضا الهيئة معرضا سنويا في مهرجان خريف صلالة السياحي والذي يستقطب العديد من الجاليات العربية والخليجية وهي فرصة لتعريف الزائر عن هذا الكنز التاريخي، وحول التفاعل فهناك تفاعل كبير من قبل زوار المعرض وهذا ما لمسناه من خلال وعيهم بأهمية مبادرتهم لتسجيل وثائقهم الخاصة لدى الهيئة ومن خلال زيادة عدد المستفيدين في مكتبة الهيئة ومن خلال مشاريع التخرج للطلاب والتي كانت محورها عن دور الهيئة في حفظ ذاكرة الوطن، كما تحتوي دائرة المعارض الوثائقية على ورشة العمل والمطبعة التي تولي هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية اهتماما بالغا بالسرية في العمل وعدم تسرب الوثائق لما لها من خصوصية فشرعت الهيئة في تدريب العاملين في دائرة المعارض وشراء أحدث الطابعات الدولية لطباعة الوثائق فيقوم العاملون بالدائرة في طباعة الوثائق على لوحات بمواصفات عالمية ثم تجليد هذه اللوحات وتقطيعها على حسب القياس المطلوب ويتم عملية إعداد المعارض على أكمل وجه وفق خطة عمل زمنية مدروسة.
هل هناك أنشطة وفعاليات تقومون بها بالمعرض الدائم للوثائق والمحفوظات الوطنية؟
تسعى دائرة المعارض الوثائقية بتنظيم الفعاليات والأنشطة الطلابية باستمرار، حيث تم تنظيم برنامج صيفي في الصيف الماضي (المرشد الوثائقي الصغير) يهدف إلى إكساب الطلاب المهارة التطبيقية المهنية لتهيئتهم لسوق العمل بعد تخرجهم المدرسة من خلال محاضرات نظرية وأعمال تطبيقية، ينفذها نخبة من العاملين في مجال المعارض الوثائقية والمتخصصة في السلطنة، وتطرق البرنامج على أساس قيام تدريب الطلاب على أسلوب الإرشاد المتحفي وأهم المواصفات الواجب توافرها في المرشد، وإعطائهم الفرصة للتدريب العملي، لمعرفة مهارات التواصل مع الجمهور ومعرفة ماهية الوثائق والمحفوظات والمخطوطات وأساليب المحافظة عليها وطرق الحفظ إلى السلامة والأمن المتحفي وتركز المحاور على معرفة دور المرشد في السياحة، وتعريف الطلاب بالجولة المتحفية المثالية، ومهارات الاتصال والتواصل وتجنب التوتر، والقدرة على تقديم التعليق الفعال الناجح، إضافة إلى أهمية بناء العلاقات الناجحة وتوضيح الطرق السليمة في الشرح، واختيار الكلمات، وركزنا على تدريب طلاب المدارس لاستغلال الإجازة الصيفية وشغل أوقات الفراغ ببرنامج ينمي من قدراتهم وإكسابهم الثقة بالنفس أثناء الشرح والتواصل مع الغير وأيضا إكسابهم مهارات في توصيل الفكرة والرسالة للجمهور وذلك من خلال تدريبهم على الشرح والإرشاد المتحفي ومهارات المرشد والوسائل المستخدمة في الإرشاد مستخدمين وسائل الشرح المتبعة في المعرض الدائم للوثائق والمحفوظات الوطنية، وقيادة المجموعات السياحية والزوار داخل المعرض ملتزمين بمسار الزيارة والبروتوكول المتبع في المعرض، ومن ثم تم تنفيذ الأسبوع الثقافي الطلابي والذي استهدف لإكساب الطلاب من جميع الفئات العمرية الوعي الثقافي المتخصص في مجال الوثائق والمحفوظات ودور هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية في حفظ وصيانة ذاكرة الوطن وذلك من خلال تعريف أبنائنا وبناتنا الطلبة من (المدارس والكليات والجامعات) للآليات المتبعة في الهيئة في هذا المجال وعرض أفلام مرئية ومحاضرات نظرية وأعمال تطبيقية وزيارات ميدانية لمعمل ترميم الوثائق ومعمل إتلاف الوثائق بجانب المسابقات الثقافية التي تثري هذا الجانب.
ما الأهمية التي يضفيها المعرض الدائم للوثائق والمحفوظات لدعم الحركة السياحية في السلطنة خاصة السياحة الثقافية؟
المتاحف بشكل عام أو المعارض الدائمة هي الواجهة الحضارية للدولة ومعلم سياحي يعرف من خلاله السائح عن البلد والتي تبرهن على تاريخ الأمم والشعوب بما تحتويه من كنوز أثرية ومقتنيات تراثية ومخطوطات قديمة، وينظر دائما إلى هذا النوع من المعارض المتخصصة في الوثائق والمحفوظات على أنها تمثل الجانب المعرفي التاريخي ومحطة مهمة لإبراز البعد الإنساني لكل أمة في شتى مناحي الحياة، وتبرز أيضا ثقافة هذا البلد لذا فإن الاحتفاء بها من الأهمية بمكان

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *