ندوة المهلب بن أبي صفرة الأزدي العماني تبدأ بالتأكيد على عمانية هذه الشخصية التاريخية

السلطنة تشارك في أعمال الدورة الـ 49 لمجلس وزراء الإعلام العرب
يونيو 3, 2018
مستشار جلالة السلطان للشؤون الثقافية : ندوة المهلب بن أبي صفرة تُقام لوقف الاعتداء على أسلافنا وعلى تاريخ رجال عظام
يونيو 3, 2018

أكدت ندوة “المهلب بن أبي صفرة الأزدي العماني” التي انطلقت اليوم بجامع السلطان قابوس الأكبر بولاية بوشر ” على عمانية هذه الشخصية الهامة ” مستندة في ذلك الى المصادر والمراجع التاريخية والأدبية القديمة المختلفة .

 

رعى افتتاح الندوة معالي عبدالعزيز بن محمد الرواس مستشار جلالة السلطان للشؤون الثقافية بحضور عدد من أصحاب المعالي الوزراء والمكرمين أعضاء مجلس الدولة وأصحاب السعادة أعضاء مجلس الشورى ووكلاء الوزارات والباحثين .

 

وتهدف الندوة التي تنظمها جامعة نزوى ممثلة في مركز الخليل بن أحمد الفراهيدي للدراسات العربية والإنسانية وتستمر ليومين الى رسم صورة واضحة لحياة المهلب بن أبي صفرة وإبراز دوره العسكري والسياسي ودور آبائه في عُمان والحجاز والعراق وإفريقيا وجرجان ودراسة الأدوار التاريخية للمهالبة وتحديد معالمهم الأثرية في ولاية أدم بمحافظة الداخلية.

 

بداية أوضح الدكتور محمد بن ناصر المحروقي رئيس اللجنة العلمية للندوة ومدير مركز الفراهيدي بجامعة نزوى أن هذه الندوة الدولية تأتي في إطار الجهود الوطنية المبذولة عبر البحث العلمي للإسهام الفاعل في صون الإرث التليد لأمتنا العظيمة بشقيه المادي والمعنوي مبينًا أنه في هذا المسعى تتكامل جهود مركز الخليل بن أحمد الفراهيدي للدراسات العربية والانسانية بجامعة نزوى عبر سلسلة ندوات تعنى بأعلام عُمان تخليدًا لعطائهم الانساني الفياض وتمحيصًا علميًا دقيقًا لنزع ما قد يشوبه من دخن الزمان وعوالق الهوى.

 

وأضاف المحروقي أن علم هذه الندوة هو المهلب بن أبي صفرة الأزدي العماني هذه الشخصية القيادية الفذة التي برعت في فنون الحرب وصنع الانتصارات كما أشرقت في إدارة الأقاليم وترسيخ الملك والذي نشأ في بيت زعامة وقيادة لقومه وهو أبو صفرة سارق بن ظالم العتكي الأزدي الذي وفد على رسول الله صلى الله عليه وسلم وأعلن إسلامه وكناه بأبي صفرة ثم وفد على خليفة رسول الله أبي بكر الصديق رضي الله عنه ضمن وفد عُماني رسمي رفيع المستوى بقيادة عبد بن الجلندى وكان خطيب الوفد فألقى كلمة الوفد في مسجد رسول الله كما يحفظ التاريخ لهذا الأب الزعيم درسًا لا ينسى في تربية القادة.

 

وأكد المحروقي في كلمته أن التاريخ العماني يضرب بجذوره في القدم منذ سبعة آلاف سنة وفي كثير من مراحل التاريخ كانت امبراطورية عُمان قوية سادت بحار العالم وتمددت على أراض آسيوية وهندية وإفريقية ” وأنجبت هذه الأرض الكثير من القادة والعلماء العظام والإرث الفكري والحضاري العُماني بمخطوطاته ووثائقه ” التي هي شاهد على تلك الانجازات رغم أنه متوزع في دول العالم في فارس والهند والبرتغال وشرقي إفريقيا حتى جزر القمر ومدغشقر .

 

وأضاف الدكتور محمد بن ناصر المحروقي رئيس اللجنة العلمية للندوة ومدير مركز الفراهيدي بجامعة نزوى أنه مع الجهود الكبيرة والمقدرة التي تبذلها المؤسسات الرسمية فإن المهمة تعد كبيرة جدًا جدًا داعيًا الجامعات والمراكز البحثية الحكومية والأهلية الى أن تباشر لتوثيق ذلك التراث وحفظه وعرضه للداخل والخارج في عُمان والعالم وتكثيف العمل لتقديم هذا التراث للنشء حفاظًا على الهوية والأصالة المميزة لعُمان معتبرًا أن الانقطاع عن التراث ” خيار من لا خيار له ” داعًيا الى انشاء صندوق وقفي يساهم فيه الجميع ليكون داعمًا لهذه الجهود على أن يسخر ريع هذا الوقف لتمويل الأبحاث العلمية.

 

من جانبه قدم الدكتور سعيد بن محمد الهاشمي من جامعة السلطان قابوس قسم التاريخ أول أوراق العمل وكانت بعنوان / اضاءات من التاريخ العماني/ تطرق فيها الى ثلاثة محاور تناول فيها جغرافية عُمان والدولة العمانية واضاءات من التاريخ العماني والحضاري تطرق فيها الى وصول مالك بن فهم الأزدي الى عُمان وتحريرها من الفرس ودخول الاسلام الى عُمان في عهد عبد وجيفر ابني الجلندى.

 

وتناول الهاشمي في ورقته تعاقب الإمامة ومنها دولة اليعاربة وبداية دولة البوسعيد في عهد الإمام أحمد بن سعيد البوسعيدي وامبراطورية عُمان في عهد سيف بن سلطان ..

 

واختتم ورقته بالحديث عن النهضة المباركة في العهد الزاهر لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم /حفظه الله ورعاه/.

بعد ذلك قدم الأستاذ الدكتور فاروق عمر حسين فوزي الأكاديمي العراقي ورقة عنوانها ” دور المهلب بن أبي صفرة في المشرق الإسلامي خلال العصر الأموي 51- 132هجري /661- 750 ميلادي/ تطرق فيها الى دور المهلب بن أبي صفرة الريادي في العراق والمشرق الاسلامي في حقبة من أشد حقب التاريخ الاسلامي تعقيدًا وتداخلًا في الأحداث السياسية والتي لعب فيها أبو صفرة والد المهلب دورًا في الفتوحات في العصر الراشدي خاصة بعد استقرار الأزد في البصرة مبينًا أن اسم المهلب ظهر مبكرًا في فتوح المشرق منذ عهد الخليفة معاوية بن أبي سفيان حيث ثبت أنه عسكري محترف وسياسي محنك مشيرًا الى أنه حينما وقعت الفتنة في بلاد الشام والحجاز سنة 64هجرية انسحب الى البصرة ولم يشارك في الفتنة.

 

وتطرق في ورقته الى دور المهلب في مجابهة أكبر خطر هدد الدولة والمجتمع وهو خطر الأزارقة حيث تمكن ببراعته العسكرية وحنكته السياسية من اجتثاثهم في زمن قصير نسبيًا في عهد الخليفة الأموي عبدالملك بن مروان سنة 65 هجرية رغم ما تعرض له من حقد وحسد وتآمر من بعض الولاة في العراق وخراسان.

 

وتناولت الورقة المناصب التي تقلدها المهلب في العراق وخراسان وأقاليم أخرى في المشرق الاسلامي إذ ظل هو وابناءه موالين للشرعية متجنبًا للفتنة .. كما تطرقت الى سيرة أولاد المهلب الذين نهجو طريق والدهم مبينة أن تغير الأوضاع السياسية في عهد يزيد بن عبدالملك / يزيد الثاني 151- 105 هجري/ الذي لم يقدر مواقف أبناء المهلب وعلى رأسهم يزيد بن المهلب أدى إلى أن أمر ولاته بمصادرة أموالهم وحبسهم مما أدى الى ثورة يزيد بن المهلب في البصرة على الدولة.

 

ومضى الباحث يقول إن ارتباط أسرة آل المهلب بالولاء للدولة الاسلامية والاخلاص لها بقي متجذرًا لديهم ويتضح ذلك من خلال اهتمام خلفاء الدولة العباسية بهم.

من ناحيته قدم جمال بن محمد الكندي صاحب متحف بيت قرش ورقة بعنوان / تاريخ آل المهلب من خلال المسكوكات الاسلامية/ أكد خلالها على أهمية المسكوكات الاسلامية في كشف الحقائق متناولًا ابرز المسكوكات التي سكها المهالبة ومنها درهم المهلب بن أبي صفرة الذي ضرب بيشابور سنة 76 هجرية وهو من الطراز الساساني المعرب عليه اسم المهلب باللغة الفهلوية .

 

واستعرض الباحث ” فلس روح بن حاتم ” الذي ضرب في صحار سنة 141 هجرية وفلس محفوظ بجامعة توبنجن الألمانية وهو من النوادر ويدل على دور آل المهلب في عُمان كما استعرض الدراهم التي سكت في زمن آل المهلب  .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *