السلطنة تحتفل باليوم العربي للمخطوط .. الانتهاء من رقمنة 5000 مخطوط وإتاحتها قريبا «إلكترونيا» بسعر رمزي

اليوم.. وزراء الداخلية العرب يناقشون الاستراتيجية الأمنية
أبريل 5, 2017
النظام الداخلي لمركز الإعلاميات العربيات
أبريل 8, 2017

أقدم مخطوط تمتلكه وزارة التراث والثقافة يعود لعام 1220م –
أنهت رقمنة 5000 مخطوط وتتيحها قريبا على موقع «التراث والثقافة» بسعر رمزي –
كتب ـ عاصم الشيدي –
احتفلت السلطنة أمس بيوم المخطوط العربي تحت شعار «التراث في زمن المخاطر» وسط دعوات عربية وعالمية لحماية التراث من مخاطر الحروب والصراعات التي تشهدها المنطقة العربية بشكل خاص والتي ضاع وسطها الكثير مما تبقى من تراث الأمة الإسلامية. وهذه السنة الخامسة التي يتم الاحتفال بها بيوم المخطوط العربي.
ورعى صاحب السمو السيد فاتك بن فهر آل سعيد أمين عام وزارة التراث والثقافة الحفل الذي نظمته الوزارة بالمناسبة. وكشف الحفل الذي تضمن ورقتي عمل وفيلمين وثائقيين قصيرين ومعرض الجهود التي تبذلها وزارة التراث والثقافة للحفاظ على المخطوطات العمانية، والمشاريع التي تنفذها لتسهيل تحويل المخطوطات إلى مشاريع بحثية محلية وعربية.
وتمتلك دار المخطوطات التي أنشئت مطلع سبعينات القرن الماضي أكثر من 5000 مخطوط في مختلف فنون المعرفة. وأنهت دار المخطوطات مشروع رقمنة جميع المخطوطات التي بحوزتها، وتعمل حاليا على جعلها متاحة على موقع الوزارة بأسعار رمزية نظير اشتراك سنوي لتسهيل عمل الباحثين.
ويعود أقدم مخطوط تمتلكه وزارة التراث والثقافة إلى عام 1220م وهو مخطوط في السير، كما أشار أحد المتحدثين في الاحتفال.
وألقى حمود بن عبدالله الراشدي مدير دائرة المخطوطات كلمة الافتتاح تناول فيها التعريف بعالم المخطوطات ودور العلماء العمانيين في كل مجالات العلم والمعرفة ودور دائرة المخطوطات في حفظ التراث العماني.
وقدمت سعاد الفارسية فنية مخطوطات بدار المخطوطات ورقة عمل تعريفية حول آلية تعامل الدائرة مع المخطوطات. وأشارت الفارسية إلى أن الدائرة تحصل على المخطوطات بثلاث طرق حتى الآن الأولى عن طريق الإهداء والثانية المبادلة بأن يأخذ مقابل المخطوط بعض إصدارات الوزارة والطريقة الثالثة، وهي الأكثر شيوعا، الشراء بناء على تقييم لجنة خاصة بتثمين المخطوطات. وقالت الفارسية: إن المخطوط يمر بعدة مراحل بعد أن يصير مُلكا للوزارة. وأول تلك المراحل، بحسب الفارسية، هو تسجيل المخطوط ضمن قاعدة بيانات دار المخطوطات، ويحال بعدها للتعقيم وللترميم إن كان يحتاج إلى ترميم، وتثبيت أوراقه. ثم يتم تصويره رقميا بثلاث صيغ قبل أن يتم فهرسة المخطوط ووصفه بالتفصيل، وتقديمه للتحقيق ومن ثم الطباعة.
واستطاعت وزارة التراث منذ مرحلة مبكرة أن تحفظ آلاف المخطوطات وتطبعها، وترد وزارة التراث والثقافة على من يقول أن طباعة تلك الكتب بدون تحقيق أو بتحقيق ضعيف أساء لها بالقول إن تلك المرحلة المبكرة من عمر النهضة الحديثة كان الهدف هو الحفظ في المقام الأول. وتعيد وزارة التراث والثقافة الآن تحقيق بعض الكتب التي كانت قد نشرتها في سبعينات وثمانينات القرن الماضي بتحقيقات حديثة.
وقدم محمد الطارشي رئيس قسم التسجيل والاتصالات بدار المخطوطات ورقة عمل بعنوان «المخطوطات والمخاطر» تحدث فيها عن أهم المخاطر التي تحيط بالمخطوطات عالميا في الوقت الراهن.
وقال الطارشي: إن من أوائل المخطوطات التي ترجمت إلى الروسية كان كتاب الإرشادات البحرية للبحار العماني أحمد بن ماجد إضافة إلى مخطوط القانون في الطب لابن سينا.
وقال الطارشي: إن أكبر الأخطار التي تهدد المخطوطات اليوم هي الإهمال وسوء الحفظ مشيرا إلى أن دائرة المخطوطات بوزارة التراث والثقافة وقفت على الكثير من التجارب لأوضاع مخطوطات مهمة نالها الإهمال وسوء الحفظ، كما حدث في ظاهر الفوارس بولاية عبري وفي وادي بني حبيب بالجبل الأخضر وحارة آل براشد بسناو. وهناك وجدت الوزارة مخطوطات أراد ملاكها أخيرا فرزها وتجميعها ولكن بعد فوات الأوان فكانت حالتها سيئة جدا وأصابتها الهشاشة والجفاف وتعرضت للكثير من التشققات وثقوب دودية وتشوهات لونية.
كما تحدث الطارشي عما يصيب المخطوطات من المخاطر المتعلقة بالعوامل البيئية والمناخية والكوارث. ومخاطر أخرى متعلقة بالأوضاع المعيشية في الدول التي بها المخطوطات كما هو الحال في بعض الدول العربية التي مرت بأوضاع معيشية صعبة. وقال الطارشي: إن مصريا باع ما يفوق عن 600 مخطوطة لجامعة ليدن بهولندا1883. وقال الطارشي: إن هذا الأمر حدث أيضا في عمان في مرحلة من المراحل حين كان العمانيون يتعرضون لظروف معيشية صعبة. وتعرضت الكثير من مكتبات علماء عمان ومقتنياتهم «للبيع أو الاقتسام بين أفراد الأسرة لتتفرق يمنة ويسرة».
ولا توجد مقتنيات اليوم من المخطوطات تعود للقرون الهجرية الأولى وأغلب مقتنيات الوزارة يعود إلى القرن العاشرة الهجري. إلا أن الطارشي عاد وقال إن وزارة التراث والثقافة تحتفظ بأقدم مخطوطة عمانية في السير ترجع إلى القرن السادس الهجري. وأشار أحد الباحثين العمانيين إن أكثر من 600 مصنف مما أنتجه العمانيون في القرون الهجرية الأولى ضاعت ولا يوجد لها أصل من الأصول الخطية أبدا.
واستعرض فيلمان وثائقيان دورة العمل في دار المخطوطات والدور الذي يقوم به فريق العمل من الكوادر العمانية منذ لحظة استلام المخطوط إلى لحظة طباعة المخطوط في حلة زاهية.
وتجول صاحب السمو السيد فاتك بن فهر آل سعيد في المعرض المصاحب الذي ضم نماذج لتطور طباعة وتحقيق المخطوطات في السلطنة، والأدوات التي تستخدم في تعقيم المخطوطات وفي ترميمها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *