السلطنة تستضيف تجارب محاكاة العيش على المريخ في فبراير 6/11/2017

في كلمتها أمام اليونسكو :السلطنة تشيد بجهود تعزيز الحوار والتسامح واحترام التعددية الثقافية بين الشعوب 6/11/2017
نوفمبر 6, 2017
التوقيع على أول ميثاق شرف أخلاقي إعلامي في السلطنة
نوفمبر 6, 2017

وقعت الجمعية الفلكية العمانية أمس 3 مذكرات تفاهم لاستضافة ودعم تجارب محاكات العيش على كوكب المريخ بين اللجنة التوجيهية والمنتدى النمساوي للفضاء والجمعية الفلكية العمانية وشركة تنمية نفط عمان والعمانية للنطاق العريض، تحت رعاية صاحب السمو السيد شهاب بن طارق آل سعيد مستشار صاحب الجلالة ورئيس مجلس البحث العلمي، بحضور عدد من أصحاب المعالي والمكرمين وأصحاب السعادة، بمبنى مجلس عمان، وذلك في إطار دعم الجهود الدولية في مجال بحوث ارتياد الإنسان للفضاء والاستكشاف العلمي وإثراء الفضول العلمي لدى الشبيبة العمانية.
ويعد توقيع مذكرة تفاهم بحثي تشكل إطارا رسميا لاستضافة تجارب محاكاة العيش بالمريخ بين اللجنة التوجيهية والمنتدى النمساوي للفضاء والجمعية الفلكية العمانية، وقد تم مراجعة مستند مذكرة التفاهم من قبل الجهات المعنية ووزارة الخارجية بالسلطنة، وتنص مذكرة التفاهم على اتفاق الأطراف على استضافة التجارب بالسلطنة بما يخدم المصالح والاهتمامات البحثية المشتركة بين الأطراف ودعما للجهود الدولية في مجال ارتياد الإنسان للفضاء والاستكشاف العلمي، وتسرد المذكرة بعد ذلك أدوار ومهام كل طرف.
وتم توقيع مذكرة تفاهم لدعم وتمويل بين اللجنة التوجيهية وشركة تنمية نفط عمان وشركة النطاق العريض وشركات أخرى توضح جوانب الدعم اللوجيستي والدعم المالي ومكاسب الشركة غير العينية بما يتماشى مع المسؤولية المجتمعية وتنمية المجتمعات.

وقال المكرم الشيخ الدكتور الخطاب بن غالب الهنائي نائب رئيس مجلس الدولة ورئيس لجنة التخطيط الاستراتيجي بالجمعية رئيس اللجنة التوجيهية: «باختيار السلطنة لإجراء هذه التجارب، ليس محض صدفة، بل نتيجة لمنافسة عالمية، قائمة على عدد من المعطيات والمعايير الأساسية التي رأى الفريق العلمي الممثل للمنتدى أنها ستسهم بشكل كبير في خدمة التجربة وإنجاحها بتوفيق الله».
وأضاف: «من بين أهم هذه المعطيات التي ساندت هذا الاختيار المقومات الجيولوجية والطبوغرافية المماثلة لسطح المريخ التي تعتبر القاعدة الأساسية لتحقيق أهداف المحاكاة، فقام الفريق العلمي المختص من المنتدى النمساوي للفضاء بزيارة لسبعة مواقع طبيعية تتشابه في تكوينها مع كوكب المريخ، وبناء على تلك الزيارات، تم الاختيار».

التجربة

وأوضح الهنائي أن دور الجمعية الفلكية العمانية الممثلة لمؤسسات المتجمع المدني كان حجر الرحى في هذه التجربة والسعي إلى وضع حجر الأساس لمشاركة السلطنة في هذه التجارب، مسترشدة بإضاءات اللجنة التوجيهية المشرفة على التجربة والممثلة للقطاعات الحكومية والأهلية والخاصة معا، وهي التي استلهمت بلا شك عزيمتها من الرعاية الكبيرة التي يوليها حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظّم، حفظه الله ورعاه، للنهوض بالبحث العلمي بمختلف حقوله، وسيسجل التاريخ العلمي أن تجربة محاكاة العيش على كوكب المريخ وهي التي تتم على أرض السلطنة، وكانت نقطة بارزة في تاريخ العلوم التطبيقية.

تأطير التوقيع

وقال الدكتور صالح بن سعيد الشيذاني رئيس مجلس إدارة الجمعية الفلكية العمانية «سوف يؤطر التوقيع اتفاق الأطراف على استضافة التجارب بالسلطنة بما يخدم المصالح والاهتمامات البحثية المشتركة بين الأطراف وتفعيلا لأدوار المسؤولية المجتمعية وتنمية المجتمعات، وتسرد المذكرات أدوار ومهام كل طرف وتوضح جوانب الدعم اللوجيستي والدعم المالي ومكاسب الشركات غير العينية، ومن منطلق أهمية التجربة للسلطنة فقد تم دعوة العديد من الجهات الحكومية والخاصة للإسهام في هذا المشروع لما له من دور محوري في إعطاء صورة مشرفة عن تضافر الجهود الوطنية والتكاتف الرائع بهذه النوع من المشاريع التقنية الرائدة. آملين أن تكون هذه انطلاقة لتعاون مشترك وحافزا ودافعا كبيرا لتنويع العمل المشترك ودعما لتوطيد التعاون الدولي وإبرازا لإسهامكم المتميز داخل السلطنة وبالمحافل الدولية».

تشكيل لجنة

وأضاف الشيذاني «قامت الجمعية بتشكيل لجنة توجيهية تشرف على الاستعدادات والتجهيزات لإجراء التجارب بشهر فبراير القادم برئاسة المكرم الشيخ الدكتور الخطاب بن غالب الهنائي نائب رئيس مجلس الدولة ورئيس لجنة التخطيط الاستراتيجي بالجمعية وبعضوية عدة جهات معنية تتضمن مجلس الدولة ووزارة الخارجية ووزارة النقل والاتصالات ووزارة السياحة ومجلس البحث العلمي والهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون وأركان قوات السلطان المسلحة وجامعة السلطان قابوس والهيئة الوطنية للمساحة وشركة تنمية نفط عمان وشركة النطاق العريض فضلا عن الجمعية الفلكية العمانية التي تعتبر المنصة والحاضن الوطني للمشروع والمتابع لتنفيذ توصيات اللجنة التوجيهية المشرفة على أعمال التحضير المبكر لهذه التجربة من مختلف النواحي الإدارية والفنية والعلمية واللوجستية لتعظيم الفائدة للسلطنة».
وأشار رئيس الجمعية إلى أن إسهام السلطنة باستضافة تجارب محاكاة العيش في كوكب المريخ يعتبر إسهاما جوهريا وحيويا تمهيدا لنزول الإنسان على كوكب المريخ بعد أقل من عقدين من الزمن، ريثما تستكمل التجهيزات اللازمة واختبار بذلات الفضاء المعدة لتلك الظروف والتحديات، واختبار التعديلات الجديدة على كبسولة الفضاء القابلة للنفخ ومركبة روبوتية وتجارب علمية أخرى متنوعة.
وأوضح الشيذاني أن منتدى الفضاء النمساوي يعد إحدى الفرق البحثية الخمسة الرئيسة بالعالم التي تعمل بشكل دؤوب لتحسين التقنيات اللازمة مثل بذلات الفضاء المريخية، وقد سبق أن زار وفد المنتدى الفضاء النمساوي عشرة مواقع بالسلطنة ووقع الاختيار على موقع بصحراء مرمول لإجراء التجارب القادمة في فبراير 2018.

دور السلطنة

وقد أعرب رئيس المنتدى الدكتور جرومير عن أهمية دور السلطنة بقوله إن استضافة هذه المجموعة من تجارب محاكاة العيش بالمريخ من شأنه توفير فرصة عظيمة للترويج للسلطنة كدولة تشهد نموا تقنيا مطردا، وستكون عمان جزءا من طليعة البحوث في واحدة من أكثر المجالات الواعدة. إن دعوة العلماء البارزين من جميع أنحاء العالم لتقديم تجارب ذات صلة سيعطي عمان فرصة لتعزيز سمعتها الدولية أكثر من خلال تقديم الشرق الأوسط من زاوية جديدة ومختلفة».
وبدأ التنسيق بعد عرض التجربة التي أجراها المنتدى بقاعات اجتماعات الأمم المتحدة بفيينا ضمن اجتماعات اللجنة الأممية للاستخدامات السلمية للفضاء الخارجي بفيينا، وفي صيف 2016 قدم مجلس إدارة الجمعية الفلكية العمانية طلب موافقة حكومية على استضافة التجارب بالسلطنة. ووافقت الحكومة على استضافة مشروع تجارب محاكاة العيش على كوكب الأحمر بنهاية 2016، وبدأت الأعمال التحضيرية والتنسيق المشترك بعام 2017، حيث قام وفد من المنتدى النمساوي بصحبة فريق من الجمعية بزيارات ميدانية لعشرة مواقع وجد سبعة منها ذات طبيعة تشبه كوكب المريخ في السلطنة، وعلى ضوء الزيارات الميدانية بالسلطنة وخارجها والتحاليل العلمية للمواقع، وفازت السلطنة بين جميع دول العالم لإجراء تجارب محاكاة العيش على كوكب المريخ بعام 2018م، لما تتمتع به من مقومات ساعدت على هذا الاختيار.

تجهيزات

وتعتبر تجارب محاكاة العيش في كوكب المريخ أمرا جوهريا وحيويا تمهيدا لنزول الإنسان على كوكب المريخ خلال عقدين من الزمن، ريثما تستكمل التجهيزات اللازمة واختبار بذلات الفضاء المعدة لتلك الظروف والتحديات، فقد تم تشكيل لجنة توجيهية للاستضافة برئاسة المكرم الشيخ الدكتور الخطاب بن غالب الهنائي نائب رئيس مجلس الدولة ورئيس لجنة التخطيط الاستراتيجي بالجمعية وعضوية عدة جهات معنية مثل مجلس الدولة ووزارة الخارجية وأركان قوات السلطان المسلحة، ووزارة السياحة ومجلس البحث العلمي ووزارة النقل والاتصالات، والهيئة الوطنية للمساحة وجامعة السلطان قابوس والهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون، وشركة تنمية نفط عمان وشركة النطاق العريض والجمعية السلطانية لهواة اللاسلكي، فضلا عن الجمعية الفلكية العمانية التي تعتبر المنصة والحاضن الوطني للمشروع والمتابع لتنفيذ توصيات اللجنة التوجيهية المشرفة على أعمال التحضير المبكر لهذه التجربة من مختلف النواحي الإدارية والفنية والعلمية واللوجستية لتعظيم الفائدة للسلطنة، وبإذن الله تعالى ستشارك وتساهم كل من شركة تنمية نفط عمان وجامعة السلطان قابوس في إنجاح التجربة العمانية. الجدير بالذكر أنه ستتضمن التجارب سلسلة من التجارب العلمية التي تعنى باختبار التعديلات الجديدة على بذلة الفضاء وكبسولة فضائية قابلة للنفخ ومركبة روبوتيك وتجارب علمية أخرى متنوعة.ومن منطلق أهمية التجربة للسلطنة فقد تمت دعوة العديد من الجهات الحكومية والخاصة للإسهام في هذا المشروع لما له من دور محوري في إعطاء صورة مشرفة عن تضافر الجهود الوطنية والتكاتف الرائع بهذا النوع من المشاريع التقنية الرائدة.

زيارة ميدانية

يذكر أن المكرم الشيخ رئيس اللجنة التوجيهية ورئيس الجمعية ومدير المشروع وممثل من شركة نفط عمان كانوا قد انطلقوا مع الوفد النمساوي لزيارة ميدانية لمواقع التجربة؛ وذلك للنظر في إمكانية إزاحة موقع التجربة حسب طلب الشركة، ويقوم فريق متخصص بإجراء دراسات حيوية في مجالات تكنولوجيا الفضاء والجيولوجيا وعلم الأحياء الفلكية وفروع الهندسة، وبالتالي تقييم آخر مخرجات التقنيات المتقدمة، وجمع البيانات المهمة لتعزيز ورفع مستوى جاهزية التكنولوجيا للبعثات المستقبلية إلى سطح المريخ.
وتتطلع البشرية منذ عقود مضت لسبر الكواكب وارتياد الفضاء، وقد كانت النقلة النوعية بعام 1969، حيث هبط الإنسان لأول مرة على القمر ضمن رحلات برنامج أبولو 11، 12، 14، 15، 16، والرحلة الأخيرة 17.
ويشهد العالم الآن من جديد حراكا متناميا، ولكن هذه المرة ليس للقمر بل لكوكب المريخ الذي يشكل تحديا جديدا للبشرية ليس لكون حجمه 8 أضعاف حجم القمر ولكن لكون أقرب مسافة بيننا وبينه تعادل أكثر من 200 ضعف المسافة للقمر، وعليه فإذا كانت آخر التقنيات الحديثة تمكن الإنسان الوصول للقمر في 4 ساعات وهو زمن قياسي جدا فإن الوصول للمريخ يتطلب قرابة 70 يوما، وليس الزمن هو التحدي الأكبر، ولكن التجهيزات اللازمة والمؤونة الضرورية لإبقاء الرواد على قيد الحياة لفترة قرابة 6 أشهر والعتاد المناسب لتوفير ظروف الحياة اللازمة ولوقايتهم من رياح المريخ العاتية وبرودته القارصة والنسبة العالية من ثاني أكسيد الكربون.

استشراف آفاق جديدة

وقد طبع الإنسان على حب الاستكشاف والاستعداد للتحديات واستشراف آفاق جديدة بالمستقبل الجديد. ومن هذا المنطلق وجدت عدة مراكز بحثية وهيئات تعنى بالتحضير والاستعداد للرحلات المأهولة لكوكب المريخ. وفي هذا الإطار ومن أجل زيادة الجاهزية والاستعداد للبعثات المأهولة في المستقبل إلى المريخ يقوم منتدى الفضاء النمساوي في كثير من الأحيان بإجراء عمليات محاكاة لكيفية العيش على بيئات الأرض التي تشبه التضاريس المريخية. على سبيل المثال لا الحصر بعثة المريخ التماثلية في المغرب 2013 وفي النمسا بعام 2015.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *