السلطنة الأولى خليجيا في إنتاج الأسماك والأسطول التجاري يركز على القاعية
سبتمبر 10, 2018
انقشاع الضباب نسبيا والجبال تزدان بكسوتها الخضراء
سبتمبر 10, 2018

قصائد وأناشيد وعروض مرئية وفقرات معبرة عن المناسبة –
احتفلت السلطنة ممثلة في وزارة الأوقاف والشؤون الدينية صباح أمس بذكرى الهجرة النبوية الشريفة على صاحبها أفضل الصلاة وأزكى التسليم، حيث أقامت الوزارة بهذه المناسبة الخالدة حفلا دينيا على مسرح كلية العلوم الشرعية بالخوير بولاية بوشر رعاه فضيلة الشيخ الدكتور عبدالله بن راشد السيابي نائب رئيس المحكمة العليا تضمن عددا من القصائد والأناشيد والعروض المرئية والفقرات المعبرة عن هذه المناسبة الجليلة، وتخلل الحفل عرضا مرئيا يحكي سيرة هجرة الرسول عليه الصلاة والسلام وصحابته الكرام من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة.
وألقى الشيخ سلطان بن سعيد الهنائي خبير الوعظ والإرشاد والمكلف بالمدير العام للوعظ والإرشاد كلمة وزارة الأوقاف والشؤون الدينية أكد من خلالها أن الأمة مع ضعفها وفرقتها لا تزال تعيش الشهود الحضاري روحيا وأخلاقيا وعقائديا بين هذه الإنسانية الحائرة وتمثل باعث الأمل لانتصار الحقائق على الأوهام وغلبة الحق على الباطل وظهور التوحيد على الكفر والإلحاد وتحمل أنوار الهداية من الضلالات وتدلل على منافع الحياة وخيرها وتقود إلى السلامة في الدين والسعادة في العاقبة.. مستشهدا بقوله تعالى: (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ).. مبينا أن الأمة الإسلامية تحفها معية الله بالنصر والتمكين ما اعتمدت عليه سبحانه منتصرة لدينها وقيمها ومقدساتها، مصداقا لقوله سبحانه: (وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ)، ولابد أن تتجلى في أنظار كبارها وصغارها رجالها ونسائها شيبها وشبابها حادثة النصر المبين في هجرة سيد المرسلين عليه أفضل الصلاة والتسليم، فالحق سبحانه وتعالى يقول: (إِلَّا تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا ۖ فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَىٰ ۗ وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا ۗ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ).
وأضاف قائلا: لنعلم يقينا أن دسائس الماكرين وأراجيف المنافقين بكل صورها وألوانها ودوافعها لن تثبت أمام العدل الإلهي دوما وإن سخرت لها الأموال الطائلة والآلات الإعلامية الضاربة (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ)، مبينا أن تلكما الصورة ما هي إلا تكرار لصورة العداوة على نبي الرحمة في كتاب الله (وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ). مضيفا: أن أمة الإسلام لا تزال تتنفس من كربها وتلتقط أنفاسها من معضلاتها بذكرها محمدا عليه الصلاة والسلام الذي يبعث فيها الأمل بالحياة ويجلي لها النصر بالصبر ويفتح لها آفاق الألفة والاتحاد بعد الشتات ويرشدها إلى مصادر العزة وأسباب التمكين والثبات ويلفت أنظارها إلى دوافع الخيرية بكل معانيها ويشدها بقوة اليقين إلى اليقظة الكبرى التي تنتشلها من جهالتها ويهز كيانها المصاب بالوهن لكي تنتبه من غفلاتها ويؤذنُ في المسلمين فردا فردا بمسؤوليتهم العقدية والأخلاقية إلى يوم الدين «ألا إنّ دماءكم وأموالكم وأعراضكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا».
وأكد أن الأحداث الكثيرة تتوالى في الحياة إلا أن الحدث الأعظم الذي لا يزال صداه يهتز له العالم من أقصاه إلى أقصاه ويتفاعل معه البشر طوعا أو كرها بوعي أو بغير وعي منذ أكثر من ألف وأربعمائة سنة هو محمد صلى الله عليه وسلم النبي العظيم والرسول الكريم إذ لم يشهد التاريخ ولن يشهد أعظم من خاتم الأنبياء والمرسلين الذي تدوي أحداث حياته بتفاصيلها في كل بقعة من الأرض ويبلغ صوت دعوته بكل معانيها الدنيا بأسرها ويجري سر اصطفائه الإلهي في قلوب من علم الله فيهم خيرا ويستضيء الوجود بمشعل أنواره العابرة من مرقده بطيبة عبر سننه العطرة وتلتف حوله قلوب المسلمين باختلاف أجناسهم ولغاتهم وألوانهم ويتعجب من بالغ تأثيره العقلاء والحكماء والعلماء في المشرق والمغرب وما ذلك إلا لكونه داعي الله إلى قيام.
وأضاف: لقد أحدثت الهجرة النبوية الشريفة منعطفا تاريخيا مشهودا لدعوة محمد عليه الصلاة والسلام لترسم معالم استراتيجية في حياة الأمة تتمثل في أن دين الله غير محدود بجغرافيا من الأرض وأنه يعبر كل الحواجز ويتجاوز كل الموانع ليبلغ مداه قلب من استحق هداية الله واستوجب رحمة رب العالمين وأن الرسالة المحمدية لن تزال مهاجرة بخيريتها الإيمانية وشرعتها الربانية لتحل بالنفوس الطيبة لتملأها يقينا وسعادة وسلاما ورحمة تحقيقا لقول الله تعالى: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ) وأن أمة الإسلام ستبقى شاهدة على الناس بالحق والعدل والأمن والسلام والبر والمعروف.
وفي ختام كلمته قال الهنائي: تغتنم وزارة الأوقاف والشؤون الدينية ظلال هذه المناسبة المباركة لترفع التهنئة الصادقة إلى المقام السامي لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم – حفظه الله ورعاه – وإلى الشعب العماني المسلم وإلى الأمة الإسلامية جمعاء سائلين الله أن يعيد عليه هذه المناسبة الجليلة وهو في مقام العز والتمكين وأن ينعم عليه بالصحة والعافية والعمر المديد وأن ينعم على عمان وبلاد المسلمين عامة بالأمن والأمان وأن يجنبهم الفتن ما ظهر منها وما بطن إنه ولي ذلك والقادر عليه. وقد تخلل الحفل قصيدة للشاعر خميس بن سليمان المكدمي، ثم عرض مرئي بعنوان: «هجرة النور»، وقدم المنشد راشد بن سعيد البويقي فن الشلة، مجدت هذه الذكرى العطرة.
يأتي هذا الحفل ضمن الفعاليات التي تشارك بها وزارة الأوقاف والشؤون الدينية العالم الإسلامي من أجل ترسيخ مثل هذه المناسبات في عقول المسلمين وترك الأثر العميق فيهم من حيث استيعاب الدروس والعظات التي تستدعي الوقوف والتأمل والاعتبار بها وأخذ الزاد الروحي والمعنوي وسط ما تعاني منه الأمة من أحداث وتغيرات وفرقة ، وإسقاط تلك الدروس على الواقع.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *