طواف عمان 2018 يجوب الطبيعة الجغرافية المتنوعة 20/2/2018
فبراير 20, 2018
موسم طلع النخيل / تقريـــر
فبراير 25, 2018

Share Button

تحول إلى تظاهرة إنسانية وأسرية تحتفل بالثقافة والمعرفة –
تكريم رابحة محمود وعبدالله الغافري وطارش قطن على مشوارهم الثقافي –
نصف مليون عنوان .. والكتاب العماني حاضر وينافس –
أكثر من 150 فعالية وعشرات المبادرات المجتمعية –
كتب ـ عاصم الشيدي وبشاير السليمي –
دشن مساء أمس معالي السيد محمد بن سلطان البوسعيدي وزير الدولة ومحافظ ظفار النسخة الثالثة والعشرين من معرض مسقط الدولي للكتاب وسط حضور رسمي وثقافي كبير شهده مركز عمان للمؤتمرات والمعارض. وحضر حفل الافتتاح عدد من أصحاب المعالي الوزراء والسعادة الوكلاء وسفراء الدول العربية، كما حضرت الافتتاح الشيخة مي آل خليفة رئيسة هيئة البحرين للثقافة والآثار ضيفة المعرض.

وتحل مدينة صلالة ضيف شرف على المعرض، وافتتح راعي الحفل الجناح الخاص للمدينة، حيث أخذت مكانًا خاصا في الرواق الأول. ويضم برنامج الاحتفاء بمدينة صلالة فعاليات تاريخية وثقافية وفنية وأمسيات شعرية وقراءات في كتب وتجارب إبداعية شعرية وسردية.
ويضم المعرض 500 ألف عنوان 35% منها عناوين جديدة. وبلغ عدد دور النشر المشاركة في المعرض 783 دار نشر بينها 180 دار نشر عبر توكيلات من 28 دولة عربية وأجنبية.
ويحضر الكتاب العماني في النسخة الجديدة من المعرض بشكل كبير عبر إصدارات حديثة في مختلف فنون المعرفة.. وكشفت وزارة التراث والثقافة عن إصدارات حديثة فيما أعلنت دور نشر محلية ومؤسسات أهلية ومؤسسات مجتمع مدني عن عشرات الإصدارات العمانية التي سيتم تدشينها خلال المعرض.
وافتتح المعرض بكلمة لوزير الإعلام معالي الدكتور عبدالمنعم بن منصور الحسني رئيس اللجنة الرئيسية المنظمة للمعرض أكد فيها أن تظاهرة معرض مسقط الدولي للكتاب هي حالة إنسانية ومعرفية، وأسرية تحتفي فيها الأسرة العمانية والمقيمة بالكتاب وبالفعاليات الثقافية المصاحبة، وهو حالة اقتصادية تحتفي بتدوير عدد من اقتصاديات المعرفة.
وأشار الوزير إلى التحولات الحثيثة التي يشهدها معرض مسقط الدولي للكتاب عامًا بعد عام من حيث استقطابه دور نشر أكثر عن الأعوام السابقة، ومن حيث المكانة التي ينظر بها الناشرون لمكانة المعرض من حيث القوة الشرائية. واختتم الحسني كلمته قائلًا: «الثقافة تبقي على إنسانيتنا، وتقدمنا إلى العالم بالجمال، والبهاء، والتسامح، وتقّبل الآخر».
وكرّم معالي السيد راعي الحفل ثلاثة من المبدعين العمانيين الذي برزوا خلال السنوات الماضية في المشهد الثقافي المحلي والعربي. حيث كرمت الفنانة التشكيلية رابحة محمود تقديرًا لمسيرتها في الفن التشكيلي، والدكتور عبدالله بن سيف الغافري نظير دراساته وبحوثه في مجال الأفلاج وشاعر الأغنية المعروف طارش قطن الذي سافر بالقصيدة الغنائية إلى خارج الحدود.
وألقى الشاعر محمد قرطاس قصيدة شعرية تغنت بأمجاد مدينة صلالة حملت عنوان «صلالة مدينة الروح» قال في بعضها:
مدينة الروح من أغوى بك الزمنا
فرقَّ كالماء بين الغيم ثم دنى
قال امطريني فإنّي الآن أفئدةٌ
قبل السؤال.. أطافت حولك المدنا
يا أرض هودٍ وهذا النور مسلكه
إن السلام ومرفى الأنبياء هنا
فمنذ أيوب إذ نادى لرحمته
وماؤك الخلدُ يجلو الشيب والحزنا
مدينة الروح والتاريخُ منبهرٌ
يطوي الحضارات في شاطيك مفتتنا
كنت البدايات.. لازالت جدائلها
للصالحين مقامات ومحتضنا
حتى ابن فهم وقد طالت مسيرته
لما أطلّ على وديانها عمنا
وعرض خلال حفل الافتتاح فيلم توثيقي عن الدورة الماضي من المعرض التي كانت الأولى في المبنى الجديد للمعارض.
بعد ذلك دشن البوسعيدي جناح مدينة صلالة الذي سيكون القبلة الأولى لزوار المعرض نظرًا لوجوده في الرواق الأول للمعرض.
ثم دشن معاليه بقية أجنحة المعرض وتجول والحضور في قاعاته الخمس. وكان واضحًا حجم التغيرات الكبيرة الحاصلة في الكثير من الأجنحة من حيث استخدام ديكورات تكون لها علاقة في الغالب بطبيعة الجناح وأحيانا بثقافة البلد الذي ينتمي له. وتبدأ منذ مساء اليوم حفلات توقيع الإصدارات العمانية الجديدة وتدشينها في أجنحة دور النشر.
وتخصص الفترة الصباحية اليوم لطلاب المدارس، فيما يفتح المعرض أبوابه بعد الساعة الثانية ظهرًا أمام الجميع.
ويعتبر معرض مسقط للكتاب من بين أكبر المعارض العربية، ويأتي ثالثًا ضمن روزنامة المعارض السنوية بعد معرضي القاهرة والرباط. ويعد الثاني من حيث القوة الشرائية في الخليج، ويعتبره العارضون الأفضل خليجيًا من حيث مساحة الحرية، مشيرين إلى أنه في الوقت الذي تراجعت فيه مساحات الحرية في معارض عربية عريقة ارتفعت تلك المساحة في معرض مسقط.
وأكد مثقفون عمانيون حضروا حفل الافتتاح على اعتبار معرض مسقط الدولي للكتاب الفعالية الثقافية الأهم عمانيًا على الإطلاق مشيدين في الوقت نفسه بتوسيع الفعاليات الثقافية وإشراك مؤسسات المجتمع المدني والمبادرات الثقافية الأخرى. ويضم المعرض أكثر من 150 فعالية ثقافية بينها 50 فعالية تنظمها اللجنة الثقافية للمعرض.
وتقدم مساء اليوم الشيخة مي آل خليفة من مملكة البحرين محاضرة حول تجربة المملكة في صون التراث واستثماره. كما تقدم مكتبة ذاكرة عمان محاضرة حول تاريخ خزائن الكتب في عمان في أول أيام المعرض.
ومن بين أبرز ضيوف المعرض الدكتور فواز الطرابلسي الذي سيقدم محاضرة بعنوان «إعادة قراءة اتفاقية سايكس بيكو» التي ستقام يوم الخميس الأول من مارس القادم.
وتشارك هيئة الشارقة للكتاب بأمسية شعرية تشارك فيها الشاعرتان نجاة الظاهري وشيخة المطيري.
وتقام في المعرض ندوة حول الرواية النسوية العمانية «التحولات وسؤال الخصوصية والمضامين»، وندوة حول حرية التعبير بين الرغبات الشخصية والمسؤولية القانونية والاجتماعية والأخلاقية، وندوة أخرى حول تجربة الفنان الراحل عبدالحسين عبدالرضا، ومحاضرة حول الملكية الفكرية والسرقات الأدبية وأخرى حول الانتحالات الفكرية.
كما تقام خلال أيام المعرض عروض مسرحية مفتوحة في الساحة الخارجية للمعرض.
وتقام على هامش المعرض أيضًا 44 فعالية خاصة بالأطفال تتنوع بين الأدبية والعلمية والترفيهية بينها عروض مسرحية خاصة بالأطفال.
وتقام ندوة حول المكانة التاريخية والعلمية والمناخية والسياحية لمدينة صلالة ضمن فعاليات الاحتفاء بمدينة صلالة ضيف شرف المعرض، إضافة إلى محاضرة حول الشباب في الفكر المعارض وأخرى حول السمات المعمارية للمباني بظفار والصناعات الحرفية بالمحافظة، إضافة إلى قراءات أدبية في الرواية والقصة القصيرة في ظفار من خلال استقراء المنجز الثقافي للمرأة في محافظة ظفار، وأمسيات شعرية وأخرى سردية.
وحسب الجدول الذي وزعته اللجنة المنظمة على الصحفيين لا يكاد يخلو يوم واحد من أيام المعرض من عشر فعاليات تتنوع بين المحاضرات والندوات والأمسيات الشعرية والورش التدريبية في مجال الكتاب والكتابة إضافة إلى المقاهي الثقافية والأدبية المنتشرة في أروقة المعرض التي تنظم هي الأخرى العشرات من الفعاليات الثقافية وتستضيف شخصيات أدبية وثقافية عمانية وعربية تتحدث عن تجاربها وتناقش الكثير من الأسئلة المعرفية المثارة في الوقت الراهن.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *