حضور طلابي جيد.. والمبيعات «لا بأس بها» –
متابعة- شذى البلوشية –
يتواصل الإقبال على معرض مسقط الدولي للكتاب، حيث يكون الكتاب هو المحور الأول الجاذب لكل القادمين، وقد شهد المعرض في يومه الأول المخصص للطالبات إقبالا جيدا من مختلف مدارس السلطنة، رغم التفاوت في العملية الشرائية للكتب.
كما استمرت الفعاليات الثقافية المصاحبة للمعرض، والتي تقام في الفترة الصباحية والمسائية، وتختلف في ما تقدمه من الجوانب العلمية والثقافية والفنية وغيرها من المجالات، حيث يحتفى بالكتاب والكاتب على حد سواء، وتفتح المجالات لتبادل المعلومات والأفكار والثقافات.
ومع تذبذب أعداد الزوار إلى المعرض كان لابد من السؤال حول تأثر المبيعات لدى بعض دور النشر، ومستوى الإقبال على الشراء، فقال محمد النبهان من دار مسعى للنشر والتوزيع: «بداية المعرض لا يقاس عليها شراء الكتب وإقبال الناس، ولكن بشكل عام فالإقبال على الشراء هذا العام أقل من التوقعات مقارنة بالسنوات الماضية، وهذا قد يكون بسبب المكان، فهو مكان جديد ولم يتعود الناس على ارتياده إلى الآن، وحسب علمي إن الكثيرين لديهم معرفة بتغير مكان المعرض، ولكن السؤال هو أين الموقع بالضبط؟ وقد تكون هناك صعوبة نسبية في الوصول إلى الموقع، ونتمنى أن تحل هذه المشكلة مع مرور الأيام».
وأضاف النبهان حول إقبال طالبات المدارس على شراء الكتب: «لاحظت أن نسبة إقبال الطالبات هذا العام أقل، ربما المكان له أثر، وقد يكون تضاعف حجم المعرض أو اتساعه هو الســـــبب في توزع الزوار بين الأركان، وربما كانت عملية الزحام المتواجدة في السنوات الماضية عائدة إلى صغر حجم المكان نسبيا، ولكن هذا العام تضاعف المكان، وازدادت دور النشر».
ووافقه الرأي أحمد حسن من الشرق الأوسط للبرمجيات، حيث قال في حديثه: «تنظيم المعرض جيد جدا، ولكن الإقبال هذا العام أقل بكثير من الإقبال في كل عام، وهو ما تسبب في انخفاض نسبة المبيعات لدينا، وهذا ما لا نتوقعه من معرض مسقط، حيث إننا كنا معتادين في السنوات الماضية طيلة العشرة أيام للمعرض يكون الإقبال أكثر على الشراء، فهل هناك نقص في الإعلان والدعاية للمعرض، أو أن المكان الجديد هو السبب أيضا؟».
بينما كان رأي أحمد الحلبي من دار الفكر الحديث الكويتي مختلفا إلى حد ما، حيث أكد أن الإقبال كان جيد جدا، وكل يوم يزداد عن سابقه، وعلل ذلك بقوله: «تواجد كتب الأطفال لدينا تنشط عملية البيع في فترة إقبال الطلاب والطالبات، كما أننا في العادة نعتبر معرض مسقط من المعارض الممتازة بالنسبة لنا، لا سيما أن إدارة المعرض لديها اهتمام في جذب طلبة المدارس، وبالتالي هو ما يساعد في تنشيط العملية الشرائية».
وأكد الحلبي على أنه كان مخاوف دور النشر حول المكان الجديد للمعرض قائمة، ولكن التوقعات كانت عكس ذلك تماما، ولكن يبقى أن المكان الجديد له جوانبه الإيجابية أكثر لاسيما وجود جميع دوور النشر في صالة واحدة مشتركة».
وقالت رائدة إدريس من دار الآداب: «كنا نتوقع أن تغيير المكان سيؤثر سلبا على المبيعات، ولكن لم نكن قد توقعنا الكم الهائل من الزيادة في دور النشر، وهذا ما لا يلزم المعرض، فوجود بعض المكتبات السيئة، ودور نشر غير معروفة، وهذا ربما فقط قد يكون للربح، ولا يعطي أي قيمة للمعرض أبدا».
وأضافت: «أشعر بأن بعض الزوار تائهين في المعرض، فاتساع المكان أضافت إليه عدم التنظيم المناسب للدور، حيث تم تقسيم الدور من الدولة الواحدة في أركان متباعدة ومتفرقة، كما تم توزيع بعض الدور المعروفة إلى جانب ركن لدار ضعيفة أو غير معروفة، وهذا يظلم الدار نفسها في إقبال الناس عليها، وقد يقول البعض أن «دار الآداب» لها جمهورها وإقبال الزوار لاقتناء إصداراتها، وبالنسبة للمبيعات حتى اليوم فهي جيدة إلى حد ما، وتظل ثقتي كبيرة بالمستوى الثقافي للشعب العماني، لا سيما أن الدار لديها مجموعة إصدارات متنوعة هذا العام».
فعاليات مسائية..
أقامت حملة «مبدعو عمان» جلسة حوارية مساء أمس الأول بعنوان (نص وقارئ في الشعر الفصيح)، قدمها الشعراء أحمد بن محمد البلوشي ومعتصم بن محمد الخروصي وزياد بن سليمان العبري وقراءة نقدية من قبل الشاعر العماني عقيل اللواتي وذلك بقاعة العوتبي بمعرض مسقط الدولي للكتاب، حيث ألقى الشعراء قصائدهم المتنوعة في مجال الشعر الفصيح في عدد من المواضيع والمجالات المختلفة الاجتماعية والثقافية والفكرية وغيرها من المواضيع.
بعدها قام الشاعر عقيل بن درويش اللواتي بقراءة نقدية لهذه النصوص وتركيباتها المختلفة، من خلال تناولها من الناحية اللغوية والإملائية والعروضية ومن ناحية تركيب العبارات والصياغات اللغوية وتراكيب الجمل، من خلال مناقشات أدبية تضمنت الحوار الأدبي النقدي البناء.
تكنولوجيا المعلومات والاتصالات
وقدم الدكتور المهندس مجدي محمد عبدالله استشاري نظم المعلومات والحاسبات الآلية خبير التنمية البشرية والتدريب محاضرة حملت عنوان «كيف تستغل قوة الشبكات الاجتماعية للوصول إلى مختلف الفئات المستهدفة وتحقيق الأهداف المختلفة، حيث قدم المحاضر شرحاً وافياً عن المفهوم الشبكات الاجتماعية وعلاقتها الوثيقة بمختلف شرائح المجتمع، باعتبارها تمثل قوة إعلامية إلكترونية يمكن استغلالها بشكل إيجابي على مختلف المعارف والعلوم وكذلك للأغراض التجارية، مشيراً أن الشبكات الاجتماعية مثل (الفيس بوك، تويتر، يوتيوب، الانستجرام، وغيرها من الشبكات الاجتماعية) التي باتت الأكثر انتشارا واستخداما يكمن سرها فيما توجده من تفاعلا في العالم الافتراض من حيث المشاركة والتعبير والدردشة وتبادل الأفكار، وعليه فإن توجيه الأفكار من خلال استخدام تلك الشبكات يحقق تأثيرا على المجتمعات التي أصبحت تعتمد وتستخدم التكنولوجيا.
تحدي القراءة
ونظمت دار الوراق بمسرح معرض مسقط الدولي للكتاب مسابقة أفضل قارئ للأطفال يقدمها مجموعة من قادة المبادرات القرائية النشطة، وتقوم فكرة المسابقة على مشاركة مجموعة من الأطفال الذين يقومون بقراءة نص من كتاب تختاره لجنة التحكيم التي تحكم قراءات الأطفال بناء على النطق الصحيح والسليم والقرأة اللغوية والصوت الواضح، بعد قراءات الأطفال قامت لجنة التحكيم بالتقييم واختيار الأطفال الذين أبدعوا في قراءاتهم وتكريمكم من قبل دار الوراق.
وتأتي هذه الفعالية للاهتمام بالنشء من خلال تعليمهم والاهتمام بقدراتهم القرائية.
جلسة أخلاقيات الإعلام الاجتماعي
استضافت اللجنة الوطنية للشباب أمس الأول في فعالية مقهى الشباب مجموعة من المتخصصين والباحثين في مجال التواصل الاجتماعي لمناقشة قضية «أخلاقيات العمل الاجتماعي»، حيث كان من المشاركين سعود الفارسي المستشار القانوني وباحث دكتوره في القانون النووي وكاتب في مجال القانون، ويونس الحراصي متخصص في مجال الإعلام الاجتماعي، وأدار الجلسة موسى البلوشي متخصص في مجال الإعلام الاجتماعي .
تناولت الجلسة عدة محاور أهمها أخلاقيات الإعلام الاجتماعي والحاجة الى ميثاق أخلاقي لاستخدام وسائل الإعلام الاجتماعي، ومناقشة الكثير من القضايا التي تطرح على منصات التواصل الاجتماعي، وكيفية التعامل مع الجمهور، مع ً تناول قضية غياب الحس الإنساني في النشر والتفاعل مع المحتويات غير الإيجابية والسلبية كنشر مقاطع الحوادث وغيرها، وأيضاً سرقة المحتوى والانتحالات التي تحدث في العالم الرقمي
وحول القوانين الخاصة بهذا الجانب في السلطنة أفاد بانه يوجد اكثر من قانون يعالج هذه المسألة مثل قانون مكافحة جرائم تقنية المعلومات، الذي صدر مؤخرا بشكل كامل في قالب جديد، مشيرا إلى أن القانون عمل إنساني والممارسة توضح مواطن الضعف والخلل في القواعد الموجودة.
تحديات الإعلام الخليجي
تحت عنوان «تحولات الخطاب الإعلامي الخليجي في ظل المتغيرات الراهنة» قدم الدكتور عادل سالم الجادر رئيس تحرير مجلة العربي الكويتية في قاعة الفراهيدي بمعرض مسقط الدولي للكتاب محاضرة تحدث فيها عن التحولات الجذرية للخطاب الإعلامي الخليجي ووضع الخطوط والمعايير العامة حول مسيرة الخطاب الإعلامي العربي.
وقال الدكتور عبد الجادر في حديثة إن خطاب الإعلام الخليجي لا يمكن فصله عن الإعلام العربي، مضيفا ان الخطاب الإعلامي السياسي يتغير بتغير ظروف المنطقة العربية والخليجية على السواء .
وعلى المستوى الخليجي يذكر الدكتور عادل أن المواطن وصل إلى مرحلة اصبح يستقي الأخبار من قنوات وإذاعات أجنبية في مرحلة شهدت عزوفاً عن الإعلام المحلي ، مما أوجد بالمقابل ظهور حقبة جديدة للإعلام التجاري الخاص الذي كان حسب رأي الدكتور يحاكي الإعلام الأوروبي والأمريكي في برامجه وأخباره، وأنه كان لا بد النظر بعين الاعتبار إلى شرائح المجتمع المختلفة والمتنوعة الاهتمامات والتخصصات .
وحول الخطاب التكنولوجي في الإعلام الافتراضي قال الدكتور إنه لا شك ان هذا الخطاب يحقق فائدة نوعية واصبح مصدرا هاماً للمواطن الخليجي والعربي على السواء، وانه لا بد من ان تكون المفاهيم المستخدمة في الخطاب الإعلامي تؤدي دورا إيجابيا للمتلقي وتساهم في تقريب الأفكار ووجهات النظر حول القضايا المشتركة.
ودعا الدكتور في ختام حديثه إلى أهمية تجديد الخطاب الإعلامي الخليجي بما يواكب التطورات الحالية ويلبي تطلعات المتلقي ويواكب معرفته المستمر التي أصبح يستمدها عبر جواله في أي وقت كان وأي زمان .