بمشاركة 600 متخصص و49 متحدثا من 45 دولة –
بدر الصالحي: نعمل على إصدار قانون خصوصية البيانات بحيث يكفل السرية والحماية
للمستخدمين –
السلطنة تصدرت في 3 سنوات متواصلة المركز الأول عربيا والرابع عالميا في مجال
التصدي للهجمات –
انطلق امس أسبوع الأمن السيبراني، برعاية صاحب السمو السيد شهاب بن
طارق آل سعيد مستشار جلالة السلطان، حيث تستضيف الفعاليات وتديرها وزارة التقنية
والاتصالات بالسلطنة، وينظمه المركز العربي الإقليمي للأمن السيبراني التابع
للاتحاد الدولي للاتصالات، خلال الفترة من 27 إلى 31 أكتوبر الجاري، في فندق
كمبنسكي الموج مسقط، بحضور عدد من أصحاب المعالي والسعادة، وبمشاركة أكثر من 600
متخصص و49 متحدثا من 45 دولة.
وصرح المهندس بدر بن علي الصالحي مدير عام المركز الوطني للسلامة المعلوماتية
ورئيس المركز العربي الإقليمي للأمن السيبراني، بأن أهمية أسبوع الأمن السيبراني
تكمن في تسليط الضوء على الفرص والتحديات التي ستشهدها الثورة الصناعية الرابعة.
وأضاف انه على المستوى الوطني تعاملنا مع أكثر من 2300 حادث أمني معلوماتي تعرضت
له المؤسسات الحكومية والخاصة وكذلك المواطنين، وكذلك التعامل مع الهجمات
الإلكترونية التي استهدفت المواقع الإلكترونية الحكومية والشبكة الحكومية الموحدة.
وأضاف الصالحي: تصدرت السلطنة في 3 سنوات متواصلة المركز الأول عربيا والرابع
عالميا في مجال الأمن السيبراني.
وقال: عملية الوعي للمستخدمين لشبكة الإنترنت هي عملية مستمرة، لأن المخاطر
متجددة، حيث إن هناك حملات وطنية للتوعوية بالأمن السيبراني شملت المؤسسات
الحكومية والخاصة بالإضافة للمواطنين، وعلى مستوى التشريعات فإنه بالإضافة لقانون
المعاملات الإلكترونية وقانون مكافحة جرائم تقنية المعلومات نعمل على اصدار قانون
خصوصية البيانات بحيث يكفل سرية وحماية البيانات المتعلقة بالمستخدمين.
الثورة الصناعية الرابعة
تضمن اليوم الثاني للأسبوع الإقليمي السيبراني على كلمة للدكتور سالم بن سلطان
الرزيقي الرئيس التنفيذي بوزارة التقنية والاتصالات تحدث فيها عن أهمية الثورة
الصناعيـة الرابعـة بتأثيراتها الهائلة على البنى الاقتصادية والاجتماعية، حيث
قال: «إن تطبيقات وبرامج الثورة الصناعية الرابعـة مثل الذكاء الاصطناعــي،
وسلاسـل الكتـل، وانترنت الاشياء، والطابعة ثلاثية الأبعاد، والبيانات الضخـمة،
والروبوتات، وتقنيات الواقـع الافتراضي والواقع المعزز، والمدن الذكـية أصبحت
ركائز أساسية لاقتصاديات الألفية الثالثة، وتُحدث تغيرات جذرية على صعيد متطلبات
سوق العمل من المهارات والكفاءات، وقواعد وأسس التعامل المالي، والتبادل التجاري،
وأساليب تقديم الخدمات وتحسين جودة الحياة، والتي أصبحت أكثر اعتماداً على خوارزميات
تعلم الآلـة (Machine Learning)،
والروبوتات، والتقنيات المتقدمة، ولاشك أن هذه الثورة الصناعية الجديدة التي تطال
مختلف مناحي الحياة تتطلب أن يواكبها تحولات متسارعة لتوظيفها في مجال الأمن
السيبراني، حيث يُمكن للذكاء الاصطناعي تعزيز الأمن السيبراني من خلال الاستفادة
من البيانات الموجودة وتحليلها للكشف عن أوجه الضعف وتحديد المخاطر المتوقع
حدوثها، كما تساهم هذه العملية في تقليل الوقت اللازم للتحليل والعمل على تصحيح
الثغرات الأمنية».
إحصائيات دولية
وأضاف الزريقي: «وفقا لتقارير أنظمة سيسكو فإن ما يقارب من 32 %من المؤسسات في
العالم تعتمد اعتمادا كبيرا على تقنيات الذكاء الاصطناعي لتلبية احتياجاتها من
الأمن السيبراني، كما أطلقت شركـة IBM عددا من البرمجيات والأدوات العاملة بمبدأ الذكاء الاصطناعـي
لتعزيز عمل مراكز عمليات الأمن الإلكترونـي (SOCs)، بحيث تعمل على مساعدة المختصـين والخبراء في تحليل البيانات
وإصدار التقارير الفنية في غضون دقائق، وبحـسب دراسـة قامت بها وزارة العمل
الامريكـية، بالإضافـة إلى تقريـر المنتدى الاقتصادي العالمي الخاصـة بـمستقبل
الوظائف، فإن هناك تزايــداً ملموساً في احتياج السـوق العالمـي لمطوري الأنظمة
والمواقـع، ومحللي أمن المعلومات. علاوة على ذلك، فإن 47% من المؤسسـات العالميـة
تحتـاج إلى مهارات جديـدة في مجال الذكاء الاصطناعـي، في حين أن 37% من المؤسسات
تجد صعـوبة في ايجاد المهارات المطلـوبـة حسب تقرير نشرته شركـة جارتنر (Gartner) نهاية العام الماضي.
أولويات الدول
وتطرق الرزيقي إلى أهمية وضع الأمن السيبــرانــي ضمن أولويــات الدول
والحكــومــات وشــركات القطـاع الخـاص، لمواجهــة التحـديـات واستغلال الفــرص
التـي ستخلقهـا الثورة الصنــاعيــة الرابــعة وقال: «إن التقـاريـر الدوليــة،
كالتقريــر السنــوي لـلمنتدى الاقتصادي العالمــي الخاص بـالمخاطر والتهديدات
العالمـية على سبيل المثال، تشـير إلى أن البرمجيات الخبيثـة والهجمات السيبرانـية
واسـعة النطاق تتصـعد قائمة المخاطر العالميـة في احتمالية الحدوث والتأثـير،
خاصـة في عامـي 2018و2019، لإمكانياتها في التسبب بخساِئر ماديـة وإضرار اقتصادية
على المدى البعـيد؛ وفي هذا الشأن حرصـت السلطـنة على اعتماد الأمن السيبرانـي
كركـيزة أساسـية، ووضع السياسات الوطنـية المعنية بالأمن السيبرانـي».
تأهيل الكوادر
وتحدث الدكتور سالم الرزيقي عن أهمية تعزيز وتأهيل الكوادر الوطنــية بمهارات
احترافـية عاليـة وفق المعايـير المهنـية المعترف بها على مؤسسـات التدريب
العالمــية، قائلا: من أجل دعم مختلف القطاعات الحكــوميـة والخاصــة بالسلـطنة
ورفدها بالمهارات والخبــرات التخـصصيـة للتصدي لأي هجمات إلكترونـية، ومواجهـة
التحديات الأمنيـة والحد من مخاطـر التهديدات السيبرانـية فقد تم تدشـين أكاديمـية
الأمن السيبرانــي المتقدم في نوفمـبر الماضــي، كأول صرح تدريبـي وطنــي مختـص
بتقديم التدريب والتأهيل في مجال الأمن الإلكترونــي كما تم استحداث لجنـة وطنـية
للدفــاع الإلكترونـــي، تضم المؤسسـات ذات العلاقـة بما فيـها مؤسسـات البنـية
الأساسـية؛ ونظراً لجهـود السلـطنة في مجال الأمن السيبرانـي على الأصعـدة
المحليـة والإقليمـية، فإننـا نفخر باعتمـادهـا كمركـز إقليمـي للأمن السيبرانـي
للاتحاد الدولي للاتصالات، وترأسهـا مجلس إدارة المراكـز الوطنية للأمن السيبرانـي
والسلامة المعلوماتــية بمنظمة التعاون الاسلامي.
مختبر تقنية
ووصف الرزيقي إنشاء مختبر تقنية المعلومات والثورة الصناعية الرابعة بأنه جاء من
أجل ضمان تحقـيق أقصـى استفادة ممكـنة من قطاع تقنية المعلومات والاتصالات ليكون
أحد القطاعات الرئيسـية الرافـدة للاقتصاد الوطنــي، ولتوطيـن التقنية الحــديثـة،
وقال الرزيقي: ان المختبر الذي تم إنشاءه خلال الربع الأول من هذا العــام
بالتعاون بين هيئة تقنية المعلومات سابقـا (وزارة التقنية والاتصالات) ووحدة دعم
التنفيــذ والمتابـعة قـد شهــد مشاركة عدد كبير من المختصــين والخبراء في هذا
المــجال، إضــافة إلى تخصـيص مختبر رديــف للشبــاب العُمــاني ليكون لهم اسهامهم
في الرؤى والتصورات التـي سترسم معالم مستقبل التقـنية والاتصالات في السلطنــة.
حيـث أولى المختـبر اهتماما كبيـرا بالتقنيـات الناشـئة للثورة الصنـاعية
الرابـعـة، بالإضافـة إلى تأسـيس صناعة حقيقية لتوطين رأس المال المحــلي
والمعرفة، وفتـح المجـال للاستثمار.
مسرعة ساس
وأعلن الدكتور سالم عن إطلاق مسرعة ساس للأمن السيبراني وقال: إن الابتكار التقني
أصبح ضرورة ملحة مع تزايـد احتياجات وتطلعات المستفيدين من الخدمات الإلكترونيـة،
ولتحقيق مبدأ الشراكـة بين المؤسســات والمجتمع، ومن أجل تشجــيع الابتكار في
مشاريــع الأمن السيبرانـي، يسرنا أن نعلن عن احتضـان وزارة التقنية والاتصالات
بالسلطنـة لبرنامج مسرعـة ســاس للأمن السيبرانــي لدعم وتنمية الشركـات التقنية الناشـئة
في مجال الأمن السيبرانـي، بالتعاون مع الصندوق العُمانــي للتكنولوجيـا
والشركــاء الدولييـن. حيـث سيبدأ التسـجيـل بالبرنامج في شهر نوفمبر القادم،
وستباشر الفرق المشاركـة البدء في برنامج المسـرعـة خلال الربـع الأول من عام
2020، ولمدة 10 أسابيـع. يستهدف هذا البرنامج الفرق والشركـات المختصة بمجال الأمن
السيبرانـي في منطقـة الشرق الأوسـط وشمال افريقـيا، والتـي لا زالت في مرحـلة
تطوير الفكـرة. وسيركـز البرنامج على المجالات التجـارية التقنية مخـصصة بمجال
الأمن السيبرانـي، مثل تحليـل المنتج، ومعرفة القيمة المضـافة، وكيـفية بناء نموذج
أولي للمنتج، وإمكانية الوصول للمستثمرين.
ابتكار وتنافسية
وحول أهمية تعزيز الابتكار والقدرات التنافسيـة في مجال الأمن السيبرانــي من خلال
تحقيــق الشراكات الوطنيــة والدولية سيسـهم في دفع عجلة التنمية والاقتصــاد قال
الزريقي: نحن ملتزمون القيام بدورنا الكـامل في المســاعدة على وضـع السلطنة
كرائـد إقليــمي في مجال الأمن السيبرانــي في منطقة الشرق الأوســط. واذ نحرص على
توفيـر المنصـة اللازمـة لإنشاء نظام إيكولوجـي لريادة الأعمال في مجال الأمن
السيبرانـي في المنطقة العربيـة، نسـعى أيضـاً إلى دعم نقل المعرفــة بين الشركات
المنتسـبة للبرنامج وشركائنا من المؤسسات الحكوميـة والخاصــة على حد سواء لتلبيـة
احتيـاجات السلطنة والعـالم في تخصصـات تقنية المعلومات والأمن السيبرانــي ،
لتسريـع عجـلة النجاح نحو منظومة متكاملـة لريادة الأعمال في مجال الأمن
السيبرانـي بمواصـفات عالمـية، ومستقبل تقني مشرق وآمن؛ ومن هذا المنطلق يسرنا
دعوة جميع المؤسسـات وشركات الاستثمار للاطلاع على هذه المبادرة، لما للقـطاع
الخاص من دور في التنمية المحـلية وايجاد صناعـة للأمن السيبرانـي في السلـطنــة.
كما نشجعها على تبـنـي الحلول السيبرانـية الرائدة التي ستقدمها الشركات الناشئـة،
المحلية والدوليـة، من مخرجات البرنامج، مما سيضمـن تلبية احتياجات السوق الحالـية
بما بتناســب مع سياسات الأمن السيبراني ومتطلبات الثورة الصنـاعيـة الرابعــة
وأضاف الرزيقي: إيماناً بالدور الحـيوي للمؤسسـات الاستثماريــة من القطــاعيــن
العام والخــاص في تقرير الأمن السيبرانــي على المسـتوى المحـلي والعالـمي، فقد
نظمت وزارة التقنية والاتصالات حلقة عـمل للمؤسسـات الاستثماريــة من القطاعين
العام والخاص، بهدف تعزيز وعـي المستثمرين واطلاعهم على تقرير المنتدى الاقتصادي
العالمي حول «تعزيـز المسـؤولية والابتكار الأمن»، ولتوعـية المستثمرين بأهمية
إدراج موضوع مخاطر الأمن السيبراني ضمن أولويات برامجهم الاستثمارية، بهدف حماية
استثماراتهم وتعزيز العائد من ورائها، إضافـة إلى المساهمـة في تعزيز الأمن
السيبرانـي على المستوى المحلي والعالمي، نظراً لما تخلـفه الهجمات الإلكتروني من
خسـائر مادية عالـية على المستثمرين والمؤسسـات.
أوراق عمل
كما تضمن المؤتمر في يومه الثاني 3 جلسات نقاشية و5 أوراق عمل بدأت بورقة عمل
قدمها ماركو اوبيزو (رئيس قسم الأمن السيبراني) في الاتحاد الدولي للاتصالات،
بعدها توالت أوراق العمل التي تركزت على عدد من المحاور وهي: نقاط القوة والضعف في
الأمن السيبراني، الإصلاحات التنظيمية للاستعداد للثورة الصناعية الرابعة، أهمية
التعاون الدولي والإقليمي والتعاون بين مؤسسات القطاعين الحكومي والخاص، كما تم
التطرق للأطر التشريعية لمنع الجريمة الإلكترونية والعوائد والأرباح المتوقعة من
توفير مقومات الأمن السيبراني.
صائدو الثغرات
وعلى هامش أعمال المؤتمر تم الإعلانعن نتائـج المســابقة العربيــة للأمن
السيبرانـــي (صائــدو الثغرات الأمنية) في نسختها الثالـثة، والتي تم تصميمها من
قبل المركز العربي الإقليمي للأمن السيبراني بالسلطنة، برعـاية من شركـة «إرنست
وينـج» وبشراكة استراتيجية مع شركــة سايلنســك Silensec، بهدف إيجاد الكفاءات الأمنية السيبرانـية وتطوير المهارات
والمواهـب في الدول العربيـة في مجال الأمن السيبرانــي، ولتهـيئة الجيــل القادم
من المتخصـصيــن في مجال أمن المعلومات، وتعزيزهم للمنافســة على المستويات
الإقليمية والعالمية، حيث تميزت نسخة هذا العام من المسـابقــة باستهدافـها الهواة
الشباب من الفئة العمريــة (24-17) والمتخصصـين من الفئة العمرية (24 فما فوق) من
الذين لديهم مهارات اكتشاف الثغرات الأمنية المعلوماتية وإيجاد أفضل الحلول لسد
تلك الثغرات. واستهدفت المسـابقــة 383 من المتخصصين والطلاب والمهتمين بالأمن
السيبراني من 8 دول عربية، وهـي: الجمهورية التونسية، جمهورية السودان، سلطنة
عُمان، دولة فلسطـين، دولة الكويت، الجمهورية اللبنانية، دولة ليبيا، وجمهورية
مصـر العربيـة، وقد تأهل 30 مشاركـاً للتنافس في المرحلة النهائـية من المسـابقـة
والتي أقيمت في شهـر سبتمبر الماضـي، للتصدي لسلسلة من التحديات في مجالات:
القرصنة الأخلاقية، حماية نظم البنى الأساسية، تحليل البرمجيات الخبيثة وتحليل
الأدلة الرقمية.
وسيتضمن اليوم عقد ندوة خاصة بمنظمة «فيرست»، وكذلك عقد اللقاء السنوي الحادي عشر
لمراكز الأمن السيبراني لمنظمة التعاون الإسلامي، وفي اليومين الأخيرين لفعاليات
هذا الأسبوع من 30 إلى 31 أكتوبر الجاري سيتم عقد النسخة السابعة للتمرين الإقليمي
لتقييم الجاهزية للاستجابة للطوارئ المعلوماتية (Cyber
Drill).