حققت السلطنة رقما قياسيا في موسوعة جينيس للأرقام القياسية، وذلك من خلال المبادرة الوطنية للتبرع بالدم (دمك حياة لغيرك) التي نظمها صندوق الزمالة لموظفي وزارة الصحة بالتعاون مع دائرة خدمات بنوك الدم بالوزارة، حيث بلغ عدد المتبرعين والمتعهدين في الحملة 5555 متبرعا خلال ثماني ساعات، متجاوزة بذلك العدد السابق في موسوعة جينيس للمتبرعين في الهند الذي بلغ 3034 متبرعا.
وتم إعلان النتيجة أمس الأول في حفل أقيم على مسرح وزارة السياحة تحت رعاية معالي الدكتور أحمد بن محمد بن عبيد السعيدي وزير الصحة بحضور عدد من أصحاب السعادة، وفي بداية الحفل قال خالد بن عبدالله المنظري مدير عام الشؤون الإدارية رئيس المبادرة الوطنية للتبرع بالدم: إن المبادرة التي تم تنفيذها بنجاح، وتم تنظيمها تزامنًا مع احتفالات السلطنة بالعيد الوطني الثامن والأربعين المجيد، حيث جاءت مساهمة من صندوق الزمالة لموظفي وزارة الصحة الذي عودنا دائما على مثل هذه المبادرات، وتعتبر الأولى من نوعها على مستوى الوطن العربي، حيث جاءت لمشاركة أبناء المجتمع وتعزيز مفهوم الشراكة بين القطاع الحكومي (العسكري والإداري) والقطاع الخاص والإسهام بقطرات الدم لإنقاذ أرواح المحتاجين لها. وأضاف: إن التبرع بالدم يُعد عملا إنسانيا يساعد على إنقاذ الأرواح، بالإضافة إلى أنه يساعد المتبرع في تجديد دمه، وتُعد هذه المبادرة بمثابة تدريب للتعرف على مدى جاهزية منظومة الخدمات الطبية لمجابهة الأزمات والحالات الطارئة وتثقيف وإعداد أبناء المجتمع لمثل هذه الحالات بجميع محافظات السلطنة، كذلك سعى الصندوق لتسطير اسم السلطنة في موسوعة جينيس للأرقام القياسية العالمية بتسجيل أكبر عدد من المتبرعين خلال ثماني ساعات، وأعرب المنظري عن شكره لجميع المتبرعين والمتعهدين واللجنة الرئيسية للمبادرة الوطنية لحملة التبرع بالدم ولجميع العاملين على تنفيذها بجميع المحافظات وجميع الشركات الراعية.
بعدها تم عرض أوبريت (عمان المجد) الذي احتوى على أربع لوحات وطنية قدمها مجموعة من طلبة وطالبات مدرسة الإبداع العالمية، في ختام الحفل أعلن المحكم أحمد جمال الدين جبر المبتعث من موسوعة جينيس للأرقام القياسية لمراقبة عملية سير تنفيذها مجموع عدد المتبرعين التي شملت محافظات مسقط وظفار وجنوب وشمال الباطنة والداخلية والظاهرة والبريمي وجنوب وشمال الشرقية، واستمرت خلال 28 يوما منذ انطلاق المبادرة في شهر نوفمبر الجاري، حيث تم تشكيل لجنة لتنفيذ المبادرة للتبرع بالدم في تلك المحافظات التي انطلقت صباح أمس حتى الخامسة مساء، كما تم تكريم الرعاة والمساهمين في إنجاح الحملة.
وحول هذه النتيجة المشرفة وجهود بنك الدم في إنجاح الحملة قالت الدكتورة زينب بنت سالم آل فنة العريمية مديرة دائرة خدمات بنوك الدم بالوزارة: نجحت المبادرة الوطنية للتبرع بالدم (دمك حياة لغيرك) التي تم تنفيذها ببنوك الدم بوزارة الصحة بتسجيل المبادرة في موسوعة جينيس للأرقام القياسية، وجاءت فكرة المبادرة إيمانا من صندوق الزمالة لموظفي وزارة الصحة بالأهداف السامية والإنسانية للتبرع بالدم، وقامت دائرة خدمات بنوك الدم التابعة للمديرية العامة للرعاية الطبية التخصصية بدراسة الفكرة وتحديد إمكانيه تجاوز هذا الرقم المسجل سابقا، وهو ٣٠٣٤ متبرعا دون إهدار للدم المجمع، وذلك وفقا للاحتياج الفعلي للمؤسسات الصحية بالسلطنة، وتم وضع تصور شامل يهدف للاستفادة من هذه المبادرة مع توفير كل الاحتياجات الضرورية اللازمة لنجاح المبادرة. وأضافت: إنه بما أن تجميع وحدات الدم في البنوك التابعة لوزارة الصحة يصل لحوالي ٦٠٠٠٠ وحدة دم سنويا، فقد تم حساب العدد الذي يمكن تجميعه في يوم الفعالية على ألا يتجاوز الاحتياج الأسبوعي لكل بنك دم مشارك بالمبادرة، وتم تحديد عدد المتبرعين المتعهدين بالتبرع وفق الاحتياج الفعلي الشهري لكل بنك دم، وذلك تجنبا لحدوث أي هدر للدم المجمع خلال فترة التعهدات (٢٨ يوما)، ومن ضمن الاحتياطات التي تمت دراستها ومراعاتها أيضا السعة التخزينية المتوفرة بكل بنك دم، وتم بعد ذلك التواصل مع كل بنك دم مشارك بعدة اجتماعات لتحديد الإمكانيات المتوفرة من حيث عدد الموظفين والأجهزة الضرورية لفصل وحفظ الدم والمحاليل الضرورية؛ وذلك بهدف تحديد الاحتياجات الضرورية ليتم توفيرها قبل الفعالية، وذلك بالتنسيق مع صندوق الزمالة لموظفي وزارة الصحة لضمان توفير الاحتياجات الضرورية. وبينت العريمية أن من أهم التحديات التي تم مواجهتها نقص طاقم التمريض ببنوك الدم حتى يسهل تجميع العدد الكبير من المتبرعين المتوقع في يوم المبادرة، وتمت مناقشة هذه الإشكالية مع المديرية العامة للتمريض، ثم قامت دائره خدمات بنوك الدم بوضع خطة وتدريب عدد من الممرضين والممرضات ليكون جزءا من الفريق الطبي خلال عمليه تجميع الدم وذلك حسب الأدلة المتبعة ببنك الدم مع التأكيد على أهمية اتباع الخطوات الأساسية تجنبا لحدوث أي أخطاء.
وأضافت: لقد تكلل كل هذا بنجاح المبادرة، وتم تسجيل اسم السلطنة بموسوعة جينيس نتيجة لتكاتف جهود جميع العاملين بوزارة الصحة وأخص بالذكر أعضاء صندوق الزمالة لموظفي الوزارة بطرحهم الفكرة والعمل والتنسيق مع دائرة خدمات بنوك الدم وبنوك الدم بالمحافظات على ضمان نجاح الفعالية والتزامهم بتوفير الاحتياج والدعم لبنوك الدم، ومديرية الشؤون الهندسية، والمديرية العامة لنظم المعلومات، المديرية العامة لشؤون التمريض، والجهات العسكرية والكليات المشاركة والشركات المساهمة في نجاح الفعالية مؤكدة في ختام حديثها أن أهم داعم وأكبر مساهم لنا في هذا الإنجاز كانوا المتبرعين بالدم الذين بادروا بالمشاركة في هذه الفعالية الوطنية المهمة.