يناقش تطوير
الأنشطة الهيدروغرافية للدول الأعضاء وسلامة الملاحة
افتتحت أمس بفندق جراند ملينيوم فعاليات الاجتماع
التاسع عشر للجنة الهيدروغرافية لشمال المحيط الهندي برعاية معالي محمد بن ناصر
الراسبي الأمين العام بوزارة الدفاع والذي تستضيفه السلطنة ممثلة بالمكتب الهيدروغرافي
الوطني العماني بالبحرية السلطانية العمانية وبالتعاون مع وزارة النقل والاتصالات.
ويشارك
في الاجتماع الذي تستمر فعالياته حتى يوم غد 28 من الشهر الجاري الدول الأعضاء
باللجنة والتي تضم كلا من المملكة العربية السعودية، وجمهورية مصر العربية،
والمملكة المتحدة، وجمهورية الهند، وجمهورية باكستان الإسلامية، وجمهورية بنجلاديش
الشعبية، ومملكة تايلاند، وجمهورية سريلانكا الديمقراطية الاشتراكية، وميانمار
الاتحادية وأندونيسيا، ودول أعضاء منتسبين وهي السلطنة، وأستراليا، وجمهورية
فرنسا، وجمهورية موريشيوس، وجمهورية سيشل والولايات المتحدة الأمريكية، بالإضافة
إلى دول مشاركة بصفة مراقب كروسيا واليمن والصومال، وبحضور ممثلي المنظمة الدولية
للهيدروغرافيا والمنظمة البحرية العالمية، وعدد من الشركات الدولية المتخصصة
بالأنظمة والبرامج المتعلقة بالهيدروغرافيا.
ويهدف الاجتماع إلى مناقشة مستجدات أعمال اللجنة
فيما يتعلق بالهيدروغرافيا والعلوم المحيطية في منطقة شمال المحيط الهندي وسبل
تطوير الأنشطة الهيدروغرافية للدول الأعضاء، وكذلك تفعيل التعاون المشترك بين دول
الأعضاء والتأكد من التزامها بمتطلبات منظمة الهيدروغرافيا الدولية (IHO ) لتحقيق
السلامة البحرية ومتابعة بناء القدرات والتأكد من مواكبتها في مجال الهيدروغرافيا
وإنتاج الخرائط الملاحية ووضع أسس سليمة للتعاون مع المنظمة.
أهمية الهيدروغرافيا
في
بداية حفل الافتتاح ألقى اللواء الركن بحري عبدالله بن خميس الرئيسي قائد البحرية
السلطانية العمانية كلمة رحب فيها بالضيوف والمشاركين في الاجتماع ونوّه بأن هذا
الاجتماع هو الاجتماع الثاني من نوعه الذي تستضيفه البحرية السلطانية العمانية
ممثلة بالمكتب الهيدروغرافي الوطني العماني، وقد أشاد بتنظيم المكتب الهيدروغرافي
الوطني العماني بالتعاون مع وزارة النقل والاتصالات لفعاليات هذا الاجتماع.
وأشار اللواء الركن بحري قائد البحرية السلطانية
العمانية أيضا إلى أهمية الهيدروغرافيا على المستوى الإقليمي والعالمي حيث إنها ليست
مجرد معلومات للسلامة الملاحية فقط وإنما تتخطى إلى أبعد من ذلك مضيفاً أن سواحل
السلطنة والتي تمتد من الخليج العربي وبحر عمان في الشمال مع مضيق هرمز والذي يربط
تلك المسطحات المائية ويعطي هذه المنطقة أهميتها والتي تعد من أكثر خطوط الملاحة
ازدحاما والتي تعبر من خلالها أكثر من (30 %) من تجارة النفط العالمية. كما أن بحر
العرب والذي يندمج مع المحيط الهندي يمثل امتدادا للمنطقة الاقتصادية الخالصة
لسلطنة عمان، مما جعل هذه المنطقة واحدة من أهم خطوط النقل البحري، وهذا يحتم على
السلطنة توفير معلومات حديثة وآمنة للبحّارة إلى جانب أهميتها لدعم نمو البنية
الرئيسية البحرية للسلطنة.
كما أكد قائد البحرية السلطانية العمانية في
كلمته التزام البحرية السلطانية العمانية في إجراء المسوحات الهيدروغرافية وبناء
قاعدة البيانات المكانية البحرية كمتطلبات وطنية، وتوفير معلومات السلامة
الملاحية، والخرائط البحرية والإنذارات الملاحية لمرتادي ومستخدمي مياه السلطنة من
خلال المكتب الهيدروغرافي الوطني العماني الذي يمثل السلطنة فنيا في المنظمة
الدولية للهيدروغرافيا واللجان الإقليمية.
وأبدى قائد البحرية السلطانية العمانية مساندته
لشعار يوم الهيدروغرافيا لعام 2019 والذي يصادف 21 يونيو من كل عام، حيث يأتي شعار
هذا العام تحت عنوان (المعلومات الهيدروغرافية أساس المعرفة البحرية) وحث على
توسيع نطاق البيانات الهيدروغرافية لدعم الخطط الوطنية في تطوير القطاعات البحرية،
والبيئات البحرية، وصيد الأسماك، والاستكشاف، والموارد البحرية، والبحوث العلمية
والعديد من القطاعات البحرية الأخرى التي يمكن الحفاظ عليها وحمايتها للأجيال
القادمة.
وفي ختام كلمته أكد على أهمية المحافظة على هذه
العلاقة الوثيقة بين جميع المكاتب الهيدروغرافية للدول الأعضاء، وأشار إلى تطلع
البحرية السلطانية العمانية إلى استضافة ودعم الأحداث الإقليمية للمنظمة الدولية
للهيدروغرافيا المستقبلية.
الداعم لسلامة الملاحة البحرية
بعدها
ألقى اللواء بحري تيم لو رئيس اللجنة الهيدروغرافية لشمال المحيط الهندي كلمة أعرب
من خلالها عن بالغ شكره للسلطنة على استضافة الاجتماع التاسع عشر، وأشار إلى أن
التاريخ والتراث حجران أساسيان منذ مئات السنين، وقال إن وجود الخبراء في مجال
الهيدروغرافيا والخرائط البحرية فرصة كبيرة لتطوير سلامة الملاحة البحرية كالهيئة
الدولية للمساعدات البحرية، وسلطات المنارات الملاحية، وأضاف في كلمته أن
الهيدروغرافيا تعرف على أنها الداعم الأساسي لسلامة الملاحة البحرية، وتلعب دورا
متزايد الأهمية في الاستدامة والتنمية من خلال التجارة الدولية « الاقتصاد الأزرق»
وحماية البيئة والأمن القومي ونظرا لأن شعار المنظمة لهذا العام يعكس « المعلومات
الهيدروغرافية أساس المعرفة البحرية»، فإن توفر مجموعات البيانات البحرية أمر
أساسي لفهم واستغلال المجالات البحرية حتى يتم التغلب على التحديات المستقبلية
التي قد تنتج ثورة من البيانات الاقتصادية.
كما أكد اللواء بحري متقاعد مصطفى آيبتس مدير
المنظمة الهيدروغرافية الدولية ومقرها موناكو في كلمته على أن مثل هذه اللقاءات
فرصة جيدة لتحسين العلاقات الثنائية والمتعددة الأطراف والتعاون في المجتمع
الهيدروغرافي، حيث إن المنظمة الهيدروغرافية الدولية تولي اهتماما خاصا للأحداث
والتطورات الناشئة في المنطقة الهيدروغرافية لشمال المحيط الهندي باعتبار أن هذه
المنطقة ذات أهمية استراتيجية واقتصادية في العالم. كما حث على ضرورة التواصل
والتنسيق والمشاركة في مجموعات العمل المختلفة والتي بدورها تسهم في تطوير كل ما
يتعلق بالمعلومات البحرية، والمسوحات الهيدروغرافية، وإنتاج الخرائط والوثائق
البحرية، والتدريب، والتعاون التقني، ومشاريع بناء القدرات وإدارة الكوارث.
وسوف يتناول الاجتماع الموضوعات المستجدة في
أعمال اللجنة الهيدروغرافية لشمال المحيط الهندي ومتابعة كل ما يتعلق
بالهيدروغرافيا في دول شمال المحيط الهندي، بالإضافة إلى مناقشة التقارير
الهيدروغرافية السنوية للدول الأعضاء بما يكفل عرض المرئيات وتقديم الاقتراحات
ومناقشة آلية توسيع الخدمات الهيدروغرافية في المنطقة ويتضمن اجتماع اللجنة العديد
من المحاور أهمها مناقشة التقارير الصادرة عن اللجان الأخرى في المنظمة الدولية
للهيدروغرافيا، وكذلك مناقشة الكتاب السنوي الذي تصدره المنظمة بالإضافة إلى تناول
الأمور المتعلقة بالبنية الرئيسية لقاعدة البيانات المكانية البحرية (Marine Spatial
Database Infrastructure ) مما
يسهم في حفظ البيانات الهيدروغرافية والملاحية بشكل عام، كما يشمل الاجتماع
الموضوعات المتعلقة بمعلومات السلامة البحرية، وخدمات الإنذارات الملاحية وكيفية
تقديم الخدمات الهيدروغرافية الأخرى، ومناقشة التقارير الهيدروغرافية الوطنية
للدول الأعضاء ومتابعة أعمال اللجان المتفرعة وفرق العمل ضمن لجنة الهيدروغرافيا
لدول شمال المحيط الهندي، بالإضافة إلى مناقشة تقارير المنظمات البحرية الأخرى
والمؤسسات الملاحية التي تُعنى بسنّ القوانين الملاحية وتقديم الخدمات والدعم في
مجال الهيدروغرافيا والملاحة لدول العالم.
الجدير بالذكر أن هذه اللجنة تعد إحدى لجان
الهيدروغرافيا الإقليمية المنبثقة عن منظمة الهيدروغرافيا الدولية، والتي تتخذ من
موناكو مقرا لها وتُعنى اللجنة بتقديم الاستشارات والتوصيات التي تصدرها المنظمة
فيما يخص سلامة الملاحة والعلوم ذات الصلة والمسوحات الهيدروغرافية والإصدارات من
الخرائط الملاحية الورقية والإلكترونية للمنطقة والمنشورات والكتب الملاحية
بالإضافة إلى توفير خدمات التدريب والإسناد والدعم الفني للدول الأعضاء في منطقة
شمال المحيط الهندي، كما تقوم اللجنة بتحفيز الدول الأعضاء لتطوير الخدمات
الهيدروغرافية في المنطقة بما يكفل تعزيز القدرات الهيدروغرافية وكذلك تسهيل تبادل
المعلومات والمسوحات البحرية والأبحاث العلمية ذات الصلة بين الدول الأعضاء بما
يكفل مواكبة التطورات العلمية الحديثة في هذا المجال من أجل المساعدة في التخطيط
وتنظيم الأنشطة الهيدروغرافية دون تدخل في المسؤوليات الوطنية. ونظرا لموقعها
الإستراتيجي المتميز فإن السلطنة تشارك في لجنتين إقليميتين هما اللجنة الهيدروغرافية
لشمال المحيط الهندي والتي تغطي المنطقة الاقتصادية الخالصة للسلطنة وتشمل المنطقة
من بحر العرب وشمال المحيط الهندي والبحر الأحمر وخليج البنغال إلى الشرق من
الهند، واللجنة الإقليمية الهيدروغرافية لحماية البيئة البحرية (روبمي) التي تغطي
منطقة الخليج وبحر عمان وبحر العرب وتمتد إلى حدود المنطقة الاقتصادية الخالصة
للسلطنة وجمهورية باكستان الإسلامية، وتعد هاتان اللجنتان ضمن (15 ) لجنة إقليمية
هيدروغرافية حول العالم تقوم بأعمال منظمة الهيدروغرافيا الدولية المتعلقة بإدارة
الشؤون الهيدروغرافية للدول الأعضاء.
حضر حفل افتتاح الاجتماع الفريق الركن أحمد بن
حارث النبهاني رئيس أركان قوات السلطان المسلحة، وقادة قوات السلطان المسلحة
والجهات العسكرية والأمنية الأخرى، وعدد من أصحاب السعادة، وعدد من كبار ضباط قوات
السلطان المسلحة والجهات العسكرية والأمنية الأخرى، وعدد من المدعوين.
وبهذه المناسبة أدلى معالي محمد بن ناصر الراسبي
الأمين العام بوزارة الدفاع راعي المناسبة بتصريح قال فيه: « تشرفت برعاية هذا
الاجتماع، وإن اختيار السلطنة لاستضافة هذا الاجتماع لدلالة على قدرة السلطنة على
استيعاب وتنظيم مثل هذه الاجتماعات العالمية التخصصية، ويسعى الاجتماع إلى تفعيل
التعاون المشترك بين الدول الأعضاء في مجال الهيدروغرافيا، وكذلك الاستفادة من
الخبرات العلمية العالمية، والاطلاع على آخر المستجدات العلمية والفنية في مجال
الهيدروغرافيا وعدد من الموضوعات ذات الصلة ».
الخرائط الإلكترونية
من
جانبه قال العقيد الركن بحري جمعة بن خلفان البوسعيدي مدير المكتب الهيدروغرافي
الوطني العماني: « ضمن اهتمامات البحرية السلطانية العمانية وتفاعلها الدولي
بالهيدروغرافيا ، تستضيف السلطنة الاجتماع التاسع عشر للجنة الهيدروغرافية لشمال
المحيط الهندي، وهذه اللجنة ضمن لجان المنظمة وتقوم بدراسة ومناقشة التعاون ما بين
الدول الأعضاء في الهيدروغرافيا والمساحة البحرية، والتي تعد من أهم العلوم التي
تتبناها الدول في الوقت الحالي، ولهذا الشأن يسعى المكتب الوطني العماني
للهيدروغرافيا إلى تعزيز البيانات المكانية البحرية للسلطنة من خلال البيانات
المتوفرة والكوادر الوطنية المؤهلة ، ويستفاد من البيانات البحرية في عدة أنشطة
أبرزها النشاط السمكي والبيئي والاستكشاف في الخدمات الهيدروغرافية، وهنالك توجه
في المستقبل القريب من قبل المكتب الوطني العماني للهيدروغرافيا بإصدار الخرائط الإلكترونية
وهي المستقبل للملاحة البحرية».
وقال منصور بن خلفان الوهيبي مدير مساعد دائرة
الملاحة والسلامة البحرية بوزارة النقل والاتصالات: « يعد هذا الاجتماع اجتماعاً
إقليمياً تشارك فيه جميع الدول الأعضاء في المنظمة، ويأتي في ظل التعاون المشترك
بين البحرية السلطانية العمانية ووزارة النقل والاتصالات وذلك للاطلاع على آخر
المستجدات ومناقشة الموضوعات المدرجة على جدول الاجتماع ».