كُلفت بمناصب وزارية جديدة تقديرا لمكانتها ونالت تقدير المجتمع ووصلت للعالمية –
حققت المرأة العمانية مكاسب وإنجازات في مختلف المجالات خلال العام 2019، بدعم وتوجيه واهتمام ورعاية لا محدودة من الحكومة وقيادات الدولة، وأصبحت المرأة العمانية تشارك أخيها الرجل في مختلف نواحي الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية، حتى وصلت إلى العالمية من خلال مشاركتها في العديد المسابقات والروايات والاختراعات، وليس أدل على ذلك من رفع نسبة التمثيل النسائي في المجلس الوزاري بعد تعيين معالي الدكتورة سعاد بنت محمد بن سليمان اللواتية وزيرة شؤون الفنون، وتعيين معالي المهندسة عزة بنت سليمان الإسماعيلية وزيرة للتقنية والاتصالات، إيمانا بأهمية وإمكانات وقدرات المرأة العمانية في تحقيق المكاسب للدولة.
وعلى المستوى البرلماني والمشاركة، فقد ارتفعت نسبة
المرشحات النسائية في انتخابات مجلس الشورى للفترة التاسعة إلى 40 امرأة، بعد أن
كانت 20 امرأة في استحقاقات الدورة الماضية، على أمل الفوز باستحقاقات برلمانية
قادمة.
وحظيت المرأة العمانية بتقدير واهتمام القيادة ودعمها المتواصل منذ فجر النهضة
المباركة وتمكينها وفتح الأبواب أمامها لتتبوأ مكانتها إلى جانب الرجل بين مختلف
المستويات، وتقترب المرأة العمانية من مناصفة الرجل في نسبة العاملين بوحدات
الجهاز الإداري للدولة التي وصلت إلى نحو 47 % من إجمالي العاملين في القطاع
الحكومي، وبالتالي تخطت المرأة العمانية العديد من العقبات التقليدية لترتقي إلى
مرحلة الشراكة المجتمعية الكاملة والتمثيل المتكافئ والريادة والتفوق في العديد من
القطاعات الاستراتيجية.
«عمان» التقت بمجموعة من النماذج المضيئة للمرأة العمانية، لتقف معها وتعبر عن ما
وصلت إليه من تقدم وازدهار ورعاية واهتمام الحكومة نحوها في يوم خصص لها تحديدا
باسم «يوم المرأة العمانية».
يوم مميز
فقد أكدت صاحبة السمو السيدة علياء بنت ثويني آل سعيد أن
المرأة العمانية أصبحت عاماً بعد عام تثبث وجودها بوقوفها لخدمة هذا الوطن وأصبحت
جزءا لا يستغنى عنها لذا أصبح يوم المرأة العمانية يوما مميزا نحتفل به بالإنجازات
التي أنجزت، كما نسعى لتحقيق المزيد منها مستقبلا وتلك الإنجازات نحققها رفعة
لبلدنا الغالي عمان.
وعن مشاريعها لهذا العام قالت السيد علياء لكوني امرأة أعمال اعتبر افتتاحي
للمشروع التجاري «أوتلت صحار» من أهم إنجازاتي التي قمت بها خلال العام وهي فكرة
مستحدثة في السلطنة تجمع عددا من بيوت الأزياء تحت سقف واحد ونال ذلك استحسان
وتقدير المجتمع وكان له صداه بينهم وتم تشجيعي على جلب المزيد من الأعمال
المستحدثة للسلطنة والتي تخدم المجتمع في المقام الأول.
وأشارت سموها إلى أن المرأة العمانية بدأت مسيرها جنبا إلى جنب مع فجر النهضة
المباركة بدءًا بالعمل في الأعمال الصغيرة والتي كانت تناسب تلك الحقبة من الزمن
ومع تطور النهضة تطورت المرأة العمانية وواكبت التطور وسعت له دون أي تخلف لتثبت
للعالم بأن المرأة العمانية قادرة على البذل والعطاء ومع العلم والتعلم اعتلت جميع
المنصات وتوجهت للعالمية ولله الحمد ولا أحد ينكر مجهودات الكثير من الرائدات
العمانيات في شتى المجالات والتي نفخر بهن جميعا.
تحظى باحترام وتقدير المجتمع
من جهتها قالت صاحبة السمو السيدة علياء بنت برغش آل سعيد:
«تخصيص هذا اليوم للمرأة دلالة على الاحترام والتقدير للمرأة العمانية وإنجازاتها
الاجتماعية أولا وبعدها بالعديد من الإنجازات الاقتصادية والسياسية وهو أيضا تعزيز
لحقوقها، ومن الجميل أن نعيش في مجتمع يعترف بإنجازات المرأة وهذا يجعلنا نجتهد كل
الجهد لتقديم الأفضل لهذا الوطن الغالي».
وأكدت أن المرأة العمانية تساهم في بناء المجتمع وتطويره ونموه من خلال المهام
والأدوار المختلفة التي تؤديها في خدمته، بداية بدورها الأساسي في بناء الأسرة
وتربية الأطفال تربية حميدة وبذلك ينتج جيلا واعيا يعتمد عليه لتكملة مسيرة تطوير
عماننا الحبيبة، ويوم المرأة العمانية هو عيد لكل عمانية فهي تستحق ذلك التقدير.
وتطرقت السيد علياء بنت برغش إلى مشاريعها لهذا العام، وقالت: «بعد جهد كبير ولله
الحمد قمت بفتح مركز (الأتيكيت) للنساء وهو المركز الأول من نوعه في السلطنة والذي
يهدف إلى تطوير المرأة في جميع الجوانب وجعلها أكثر تألقا، و المجتمع والحكومة
قدما لي الكثير، فما أقدمه أنا الآن للمجتمع هو شكر وتقدير لعمان الغالية، ومن
طموحاتي أن أساهم في تطوير المرأة العمانية حتى تكون امرأة متوازنة قادرة على أن
تكون أماً حقيقية وصاحبة طموح، فدور المرأة كفاعل اجتماعي لا يقل أهمية عن دورها
كأم، ومن طموحي كذلك أن أرى المرأة العمانية أكثر تميزاً بتمسكها بالعادات
والتقاليد وأيضا بتعاليم ديننا الحنيف وهذا ما يجعلها مختلفة».
مؤكدة أنه في هذا الزمن والوقت الحالي وفي ظل القيادة الحكيمة لجلالة السلطان
قابوس بن سعيد المعظم فإن المرأة لا ينقصها شيء، فالمرأة ولله الحمد كرمت في جميع
المجالات وإنما الدور الآن يكون في يد كل امرأة إن رغبت للأفضل فيجب عليها البدء
بنفسها.
أول أستاذة في تاريخ الجامعة
أما البروفيسورة سلمى بنت محمد الكندية أستاذة الكيمياء
التحليلية بجامعة السلطان قابوس فأشارت إلى أن مسيرتها الأكاديمية في الجامعة بدأت
في عام 1989، حيث أصبحت أول أستاذة في تاريخ الجامعة، وأول مواطن عماني بشهادة
الدكتوراه ينضم إلى قسم الكيمياء. وفي أبريل عام 2012 انتخبت البروفيسورة سلمى
لتكون أول عمانية زميلة في الأكاديمية العالمية للعلوم (TWAS)، وفي الفترة بين 2013-2019 تولت منصب عميدة
لكلية العلوم كأول امرأة تتسلم زمام هذا المنصب في تاريخ الكلية وفي أكتوبر 2014
خلال الاجتماع السنوي للأكاديمية الذي عقد في مسقط تم تكريم البروفيسورة سلمى
لمساهماتها في مجال العلوم والتكنولوجيا في البلدان النامية. وفي عام 2013 اختيرت
البروفيسورة سلمى الكندي للدخول في «قاعة النساء المشاهير في العلوم» لمنطقة الشرق
الأوسط وذلك من قبل وزارة الخارجية الأمريكية، والتي تهدف إلى الاعتراف بإنجازات
النساء العالمات وتحفيز الشابات على دراسة العلوم وممارسة المهن في مجال العلوم.
وفي عام 2017 حصلت على جائزة (إنجاز الحياة) تقديرا لمساهماتها في مجال علوم
الكيمياء من مؤسسة فينس الدولية في الهند.
وفي هذه المقابلة تلقي البروفيسورة سلمى الكندي الضوء على حياتها الشخصية والمهنية
وأهم إنجازاتها وتقول: بداية أجدها فرصة سانحة يجب علي اقتناصها من هذا الصرح
العملي العظيم أن أتقدم بخالص الشكر والتقدير والعرفان لمولاي صاحب الجلالة -حفظه
الله ورعاه- على هذه اللفتة الكريمة من لدن جلالته بأن خصص يوما للمرأة العمانية
وهذا يدل على إيمانه العميق والثقة غير المسبوقة بدور المرأة في بناء وطنها ودفع
عجلة التنمية والتقدم جنبا إلى جنب مع أخيها الرجل. المرأة التي حظيت في عهده بحق
التعليم والعمل وتبوأت مناصب قيادية مؤكدة على جدارتها واستحقاقها لهذه المنزلة
والمكانة الرفيعة فكانت عند حسن ظن الأب القائد حفظه الله ورعاه.
وقالت: «أنا ككل نساء عمان المخلصات أنظر إلى هذا اليوم كعرس تاريخي حُق لكل
عمانية أن تحتفي وتحتفل به وتبهر العالم بعطائها اللامحدود في بناء وطنها الغالي.
أنظر إليه وصور كثيرة تتقافز في ذاكرتي لنساء عمان الماجدات على مر التاريخ،
فالمرأة نصف المجتمع ولا يقتصر دورها وعطاؤها في مجال عملها فقط فهي الأم والزوجة
قبل كل شيء ويقع عليها عبء التربية والتنشئة ويعوّل عليها في إنشاء جيل صالح واعٍ
ينفع أمته».
وعن أبرز الجهود والمشاريع التي قدمتها البروفيسورة سلمى تقول خلال فترة عملي كانت
لي الكثير من الأبحاث التي تتركز على تطوير حلول وبروتوكولات في الكيمياء
التحليلية، وبالأخص في عملية ضبط وتحليل مواد معقدة التركيب كالأدوية مثلا من خلال
تطوير طرق تحليلية حساسة وانتقائية في نظام المختبرات المصغرة (مختبر في رقاقة)
ضمن فريق متميز من الباحثين والأكاديميين في قسم الكيمياء بجامعة السلطان قابوس.
حيث تتركز جهود هذا الفريق في إيجاد طرق مبتكرة للتحليل الكيميائي في مجال الصحة
الدوائية والملوثات البيئية والمعادن الثقيلة والسامة في الماء والأدوية وحاليا
يقوم الفريق بالبحث عن بدائل خضراء صديقة للبيئة في عمليات التحليل الكيميائي. تم
نشر أكثر من 90 بحثا من هذه البحوث في مجلات علمية محكمة. كما أنني أقوم بالإشراف
على مجموعة من الطلبة بمختلف المستويات الدراسية (البكالوريوس والماجستير
والدكتوراه). هذا بالإضافة إلى استضافتي في العديد من المؤتمرات العلمية الدولية.
مضيفة «لا يمكن لأحد أن ينكر المكانة الرفيعة التي حظيت بها المرأة العمانية في
شتى مجالات الحياة في ظل القيادة الحكيمة لمولانا السلطان -حفظه الله ورعاه- أتمنى
أن يستمر صعود المرأة في تقلدها المناصب القيادة وأن نرى أسماء نسائية جديدة في
مراكز صنع القرار فهناك الكثير من الكوادر النسائية الفذّة القادرة على تقلد مناصب
عليا إذا ما توفرت لها الفرصة وأتيح لها المجال. فالمرأة قادرة على دفع عجلة
التنمية قدما بدءًا من منزلها في تربية أبنائها على حب الوطن وغرس قيم المواطنة
الصحيحة في نفوس الأبناء وهذا أكبر دور يحتاج إليه الوطن، فالأم مدرسة يجب أن لا
يتأثر دروها في الأمومة بعملها ويجب أن توازن بين الدورين والمرأة العمانية أثبتت
أنها أهلٌ لذلك».
مؤكدة أن عدد النساء اللاتي يواصلن التعليم العالي في سلطنة عمان يزداد بشكل كبير،
وهذا يرجع إلى القيادة الحكيمة لجلالة السلطان قابوس في تشجيع المرأة ومنحها منحا
دراسية إضافية لمواصلة التعليم على حساب المكرمة السامية. إن تخصص الكيمياء في
جامعة السلطان قابوس يحظى بشعبية كبيرة لاسيما بين الطالبات، وإن أفضل الطلبة
لدينا في قسم الكيمياء معظمهن من الإناث.
تشريف وتكريم
وتعبر المكرمة الدكتورة بدرية بنت إبراهيم الشحية عضوة مجلس الدولة ومديرة مركز
الدراسات التحضيرية بجامعة السلطان قابوس عن هذا اليوم، ووصفته بأنه «تشريف وتكريم
لكل نساء هذا الوطن الغالي وإدراك من لدن جلالته لدور المرأة في مسيرة التنمية
واعتبارها الجناح الثاني الذي ينهض بكيان ورفعة المجتمع ويساهم وبفعالية في تعزيز
الاقتصاد الوطني وهيكلته. ولهذا التكريم جانب التكليف أيضا ولذلك وجب من كل امرأة
أن تتقلد الوسام وتسعى جاهدة لتحقيق الرؤية الجليلة بما يتناسب مع تحديات المرحلة
الزمنية التي نمر بها وفي وسط عالم متغير بوتيرة سريعة».
مضيفة: كل عام يمر نتعلم وننجز فيه شيئا جديدا وقد أتممت في عامي هذا مسيرة أربعة
أعوام في مجلس الدولة كانت بالنسبة لي تجربة جديدة ومثالية في عالم التشريع
والقضايا الاقتصادية. تعلمت كيف يمر التشريع عبر مجلس عمان وكيف يمكن أن تساهم
المرأة العمانية في خط المواد التي تؤثر على المجتمع ككل وعلى المرأة والأسرة
بالخصوص ومدى أهمية تواجدها لضمان شمولية التشريع وتغطية الثغرات إن وجدت. كما
أنني قد تعلمت الكثير عن التخطيط الاقتصادي والميزانية العامة للدولة والخطط
التنموية وقمت مع زملائي بإعداد دراسات متعددة للقيام بالاقتصاد في فترة كانت من أكثر
الفترات تحديا وركودا ليس في المنطقة فقط وإنما العالم ككل.
وقالت: «أما على المستوى الإداري فقد استطعت القيام في هذا العام في مركز الدراسات
التحضيرية بإدارة وقيادة عملية الإعداد للتدقيق على البرنامج التأسيسي في جامعة
السلطان قابوس وإعداد وتسليم تقرير الدراسة الذاتية وتمت بنجاح زيارة التدقيق
وإعطاء التغدية الراجعة. كما أنني استطعت في هذا العام تحقيق الاستقرار في المركز
بعد عملية الدمج في عام ٢٠١٦ وأصبحت الأمور الهيكلية والإدارية في موضع التطبيق
بعد تحد طويل في تحقيقه، وأما على المستوى الشخصي فقد استطعت برغم المشاغل
المتعددة في طباعة روايتي الثالثة (كارما الذئب) والتي أخذت مني اكثر من أربعة
سنوات في إتمامها. الرواية تحتوي على قضايا اجتماعية وفلسفية تم توظيفها في ٣٧٥
صفحة».
وأكدت الشحية «أستطيع القول بأن بلدي أعطاني الثقة والتشجيع في كل مراحل حياتي
ولقيت كل أنواع التقدير سواء من زملائي ورؤسائي أو من أفراد أسرتي الصغيرة
والكبيرة. الحمد لله من قبل ومن بعد، فالتقدير والدعم المعنوي كفيلين بمساعدتي في
تخطي كل التحديات والعقبات».
معقبة : أتمنى أن تصل المرأة العمانية لمستوى إدراك عال بحقوقها وواجباتها
القانونية وأن تساهم اكثر في العملية البرلمانية لما في ذلك من الأثر الإيجابي
لمصالحها العامة. أتمنى أن تكون مشاركة المرأة في التنمية الاقتصادية أكثر حضورا
عبر تواجدها في القطاع الخاص وإسهامها وبقوة في رفع اقتصاديات الأسرة مع المحافظة
على دورها في الأسرة والمجتمع.
وسام فخر واعتزاز
وقالت الدكتورة رحمة بنت إبراهيم المحروقية نائبة رئيس جامعة السلطان قابوس
للدراسات العليا والبحث العلمي «يعتبر يوم المرأة العمانية وسام فخر واعتزاز توجت
به مسيرة المرأة العُمَانية من لدن الأب الحاني صاحب الجلالة أبقاه الله الذي آمن
بأهمية دور المرأة في بناء هذا الوطن ودفع عجلة التقدم به، وهو في واقع الأمر حافز
حقيقي لاستنهاض همة المرأة العمانية والارتقاء بعزمها نحو بذل مزيد من العطاء
والإنجازات في مختلف المجالات. وعلى الصعيد الشخصي، يُشكل يوم السابع عشر من شهر
أكتوبر من كل عام محطة لشحذ الهمم واستحضار عظمة هذه المسؤولية والثقة الغالية
التي منحت للمرأة العمانية، مما يدفعنا إلى مواصلة ترجمة ذلك على نحو واقع عملي
يتجسد في توظيف وتسخير كل ما لدينا من قدرات وإمكانات ومهارات في سبيل خدمة هذا
البلد الغالي والارتقاء به، ويحثنا كذلك إلى تطلعات أكثر اتساعًا وأجدى أثرًا في
مصلحة هذا الوطن. ؟
وعلى الصعيد الشخصي شاركت في كثير من اللجان والمحافل المحلية والإقليمية والدولية
المهمة التي كان لها دور في رسم خطط وسياسات مهمة وموجهه كرئاستي للجنة التقنية
لمركز (الأسكوا) للتكنولوجيا وللجنة الرئيسية لإدارة مشروع المرأة والابتكار الذي
نتعاون فيه مع وزارة التجارة والصناعة ومع المنظمة العالمية للملكية الفكرية
ومشاركتي كعضو في لجنة ركيزة الإنسان والمجتمع ضمن رؤية عمان 2040 وفي فريق ضمان
الجودة لبناء استراتيجية البحث العلمي 2040 تحت مظلة مجلس البحث العلمي. كما ترأست
لجان منظمة لإقامة فعاليات مختلفة في الجامعة ومنها مؤتمرات دولية أقيم إثنين منها
والثالث قيد الإعداد.
موضحة بالنسبة لي فإن تكريمي الحقيقي هو المساهمة بفعالية وكفاءة في خدمة هذا
البلد العزيز وتنميته وتطويره فذلك في حقيقة الأمر هو المنطلق الفعلي لجميع الجهود
التي نقوم بها؛ وهو ما يمثل لي كذلك أيضا المؤشر الفعلي لقياس الإنجاز والنجاح
الحقيقي. كما أن المنجزات التي يحققها أبناؤنا طلبة الجامعة بما فيها المنجزات
المتوالية في مجال المشاريع الابتكارية على المستويين المحلي والدولي هي مبعث فخر
واعتزاز لي وهي تكريم فعلي بالنسبة لي.
الطموح بأن تركز المرأة على إثارة الكوامن والطاقات المخبوءة وألا تتهاون في
مواكبة المستجدات وتعزيز قدراتها وتطوير إمكانياتها ومعارفها وخبراتها؛ بما يتيح
لها التعامل مع المعطيات والمتطلبات المتغيرة للعصر، ويُمكّنها أيضا من القيام
بأدوارها الريادية المنوطة بها على أكمل وجه، ويدفعها للمساهمة بفعالية في تنمية
المجتمع وتطويره باعتبارها جزءًا أساسيًا في المجتمع، فهي بذلك أيضا تستطيع أن
تضمن حضورها وأثرها في المجالات الاجتماعية ليس على المستوى المحلي فحسب وإنما على
كافة الأصعدة والمستويات الإقليمية والعالمية، ويتيح لها كذلك تبوأ مكانة مهمة
تليق بالثقة الغالية التي مُنحت لها. ونحن في هذا الصدد، نعمل حاليًا على تنفيذ
برنامج خاص بتمكين المرأة في الابتكار وريادة الأعمال، حيث تم اختيار السلطنة من
قبل المنظمة العالمية للملكية الفكرية ضمن أربع دول لتنفيذ هذا البرنامج، وهو برنامج
يهدف إلى تعزيز القدرات الابتكارية للبلدان المشاركة، مع التركيز على زيادة مشاركة
المخترعات والمبدعات في نظام الابتكار الوطني من خلال دعمهن في استخدام نظام
الملكية الفكرية بشكل أكثر فعالية. ويتم تنفيذ البرنامج في مركز الابتكار ونقل
التكنولوجيا بالجامعة وبالتعاون مع دائرة الملكية الفكرية بوزارة التجارة
والصناعة، حيث يهدف المشروع إلى تعزيز دور المرأة في السلطنة في مجال الابتكار
وريادة الأعمال، وتشجيع النساء المبتكرات والمبدعات للعمل على تسجيل ابتكاراتهن
ومبادراتهن من خلال نظام الملكية الفكرية لحماية حقوقهن وذلك بمنحهن براءة اختراع
وحقوق مؤلف وتصاميم صناعية وعلامات تجارية.
وتضيف في تقديري الشخصي أرى كل الظروف والمعطيات الحالية مهيأة للمرأة العُمَانية
تمامًا لإثبات جدارتها بتلك المكانة الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والعلمية
التي حظيت بها، فمن ناحية التشريعات والقوانين تم سن العديد منها والتي تكفل
حقوقها وتمكنها من القيام بأدوارها وتساعدها على تعزيز الانخراط في مختلف
المجالات، وهناك أيضا القيم المجتمعية التي تقدر المرأة وتؤيد حقها في نيل العلم
وسبر أغوار المعرفة ومساهمتها بجانب أخيها الرجل في خدمة المجتمع وتنميته وتطويره.
إضافة إلى ما تزخر به السلطنة من بيئة أساسية داعمة بما فيها حاضنات الأعمال
والمراكز البحثية. لذا؛ فالدور يبقى على عاتق المرأة في الاستفادة مما تنعم به
حاليًا من دعم ومواصلة العمل الجاد والتقدم بثقة نحو بعض المجالات لاسيما مجال
الابتكار وريادة الأعمال، باعتبارهما مجالين استراتيجيين تفرضهما متطلبات العصر،
كما أن انخراطها في هذا المجال يوفر لها ولأفراد مجتمعها فرصًا وآفاقًا متعددة؛ إذ
يُشكّل مصدرًا للدخل ويقود إلى تحقيق التنويع الاقتصادي.
تأكيد دورها الريادي
أما الدكتورة ماجدة بنت طالب الهنائية مديرة مركز التعليم
الذاتي ورئيس اللجنة الوطنية بجامعة السلطان قابوس فقالت: «لا شك أن المرأة
العمانية تمكنت من تأكيد دورها الريادي والمؤثر في القطاعات الحيوية في الدولة.
فمنذ بزوغ فجر النهضة، أتيحت لها كل الفرص في التعليم والعمل في جميع القطاعات
لتتبوأ أعلى المناصب في الدولة وتخوض خضم الحياة البرلمانية جنباً إلى جنب مع
أخيها الرجل بمجلسي الدولة والشورى. وها نحن على أعتاب انتخابات الشورى نراها
ناخبة ومرشحة تستعد للانتخابات القادمة».
كل هذا بدعم وتشجيع واضح من القيادة الحكيمة لجلالة السلطان، الذي حقق برؤيته وصف
رسولنا الكريم للنساء بـ «شقائق الرجال» والذي تجلى مؤخراً في استحداث وزارتي
الفنون والتقنية والاتصالات لتولى كل منهما امرأة.
وأضافت «يعكس تخصيص يوم للاحتفال بالمرأة في عمان ثقة قائد البلاد في إمكانيات
المرأة العمانية في العطاء ودفع عجلة تطوير البلاد. فمن جانبي لا أرى يوم المرأة
العمانية تشريف بقدر ما هو دافع لبذل المزيد من العطاء كي تحافظ المرأة العمانية
على منجزات عمان. وأقول لكل عمانية: السابع عشر من أكتوبر هو تقدير لإسهامات
المرأة العمانية، فلتقدم كل منا في مجالها ما يجعلها جديرة بتقدير الوطن لها».
موضحة بالنسبة لي، أقوم بكل ما يسند إليَ من مهام في مجال عملي كأكاديمية
بجامعتنا؛ جامعة السلطان قابوس. ذلك إلى جانب أعمال أخرى تطوعية أؤديها لخدمة
المجتمع. سعادتي الكبرى تكمن في التعامل مع أبنائي الطلبة الذين هم قادة الغد
ومستقبلنا الذي بأيدينا نجعله مشرقاً. ومن أجلهم عملت بتكليف من الجامعة على إنشاء
وتفعيل مركز التعلم الذاتي بالجامعة والذي دشنته الجامعة قبل عدة أشهر. يسعى
المركز للإنماء المعرفي للطلبة وتطوير مهاراتهم، إلى جانب غرس مهارات التعلم
الذاتي من أجل التعلم مدى الحياة.
أيضا، كـُلفت بترأس اللجنة العمانية للرياضيات والتي تشكلت بقرار من مجلس الوزراء
قبل عدة سنوات، مما يعكس اهتمام السلطنة بالرياضيات كلغة عالمية، وعلم له دوره في
تطوير العلوم الأخرى وله تطبيقاته في الحياة اليومية. ليس ذلك فحسب فللرياضيات
أيضا دور في تنمية مهارات التفكير العليا والتفكير المنطقي وصقل الشخصية. تقوم
اللجنة الوطنية للرياضيات بالعديد من المهام من أجل الرقي بالرياضيات تربويا
وبحثيا ً. ومؤخرا ً تقدمت اللجنة العمانية للرياضيات بتقرير للاتحاد العالمي
للرياضيات بألمانيا عن وضع الرياضيات بالسلطنة وما تقوم به اللجنة من أعمال شتى.
وتمكنت السلطنة بموجب هذا التقرير من وضع بصمتها على خارطة الرياضيات العالمية
والحصول على العضوية الكاملة بالاتحاد.
مضيفة «أن المرأة هي أحد أهم الأطراف المساهمة في تحقيق التنمية الاجتماعية
واستدامتها. لها دور لا يمكن تجاهله ولا يقل عن دور الرجل في إيجاد حلول لتحديات التنمية
الاجتماعية من أجل مستقبل مستدام».
وفي ضوء ما يضمنه النظام الأساسي للدولة للمساواة بين الرجل والمرأة، والذي يقضي
على كافة أشكال التمييز في إطار شريعتنا الغراء، فإن ذلك حتما ً يدفع قـُدما ً
بزيادة فعالية دور المرأة كرائد أساسي في بناء عمان والارتقاء بها في كافة
المجالات، ومن ضمنها استدامة التنمية الاجتماعية. وتستطيع المرأة الإسهام في
التنمية الاجتماعية بأوجه عديدة، أبسطها أن تكون قدوة لمن حولها في كل عمل تقوم
به؛ على سبيل المثال قدوة في التحلي بأخلاقيات العمل. ولا يتطلب الإسهام في تنمية
المجتمع خروج المرأة لمعترك الحياة العملية، فإخلاصها في تربية الأبناء على الورع
وحب الوطن له دور كبير. كذلك تستطيع المرأة عمل مشروع منزلي صغير تنمي به مجتمعها
الصغير، وإن لم تستطع فأضعف الإيمان قد يكون ترشيد الاستهلاك داخل المنزل وبيئة
العمل من وسائل التنمية الاجتماعية التي بيد المرأة إدارتها.
وتقول منى بنت راشد بن محمد اليحيائية رئيسة مجموعة «سنبادر لأجلكم لمرضى السرطان»
«لله الحمد والنعمة، فتكريم المرأة العمانية بتخصيص يوم لها يدل أن لها شأنا في
المجتمع العماني» .
متمنية اليحيائية إقامة الملتقيات للمرضى الأطفال والنساء والرجال المصابين
بالسرطان وجعل الأولوية لهم في القطاعين العام والخاص، وأنا اخدم مرضى السرطان
لوجه الله بدون مقابل