حصدت السلطنة ممثلة في وزارة الصحة ثلاث جوائز من جوائز مسابقة الاتحاد
الدولي للمستشفيات التي أعلن عن نتائجها وتم تسليمها خلال الدورة الـ43 للمؤتمر
الدولي للمستشفيات 2019 الذي نظمه مؤخرًا الاتحاد واستضافته السلطنة بمركز عمان
للمؤتمرات والمعارض على مدى أربعة أيام تحت شعار «الناس في صميم الخدمات الصحية في
أوقات السلم والأزمات».
وقد جاءت الجوائز على النحو التالي: المستشفى السلطاني فاز بالجائزة الكبرى وذلك
لتطبيق نظام إدارة التطوير المستمر، فيما حصد المركز الوطني لطب وجراحة القلب على
الجائزة الذهبية لمشروع إدارة مخزون المواد الجراحية، فيما نجح مستشفى صحار في
اقتناص جائزة الاتحاد الدولي للمستشفيات عن مشروع متعدد المراحل لتطبيق آلية
التحكم في وصف وصرف المضادات الحيوية بالمستشفى.
وتمنح هذه الجوائز للمستشفيات ومنظمات مقدمي الخدمات الصحية للابتكار
والتميز وحققت الإنجازات المجيدة وأفضل الممارسات في المجالات التي تستحق التقدير
الدولي من خلال تقديمها للمشروعات والبرامج المجيدة والمبتكرة للحصول على فرصة
للاعتراف بها دوليًا في واحدة من الجوائز الأربع: وهي الجائزة الكبرى، وجائزة
التفوق في الجودة وسلامة المريض وتجربته، وجائزة التفوق في المسؤولية الاجتماعية
المؤسسية، وجائزة التفوق في القيادة والإدارة.
كذلك تم في الافتتاح الرسمي للمؤتمر الإعلان عن إضافة فـئة خامسة من الجوائز
الدولية تحمل اسم جائزة سلطنة عمان للتفوق، يتم منحها للمستشفيات التي تمر دولها
بأزمات أو كوارث، على أن يتم فتح المجال للتقدم لهذه الجائزة من قبل اتحاد
المستشفيات العالمي بداية من العام القادم 2020.
وقد فاز المستشفى السلطاني بالجائزة الكبرى وذلك لتطبيق نظام إدارة التطوير
المستمر بشكل جذري في العاميين الماضيين عن طريق مئات المشروعات التي تعنى بزيادة
الكفاءة والإنتاجية على المستوى الإداري والمهني كجودة الخدمة وسلامة المريض
وتقليل ساعات ومواعيد الانتظار.
ويأتي سر النجاح لزراعة ثقافة التطوير والتحسين المستمر، بالإضافة إلى العمل
الجماعي والمسؤولية الجماعية للتقدم في العمل على جميع الأصعـدة.
وهذه الجائزة يعترف فيها بالتميز والإنجازات على مستوى النظام الصحي أو المنشأة في
مجالات متعـددة، بما فيها الجودة وسلامة المرضى والمسؤولية الاجتماعية والابتكارات
في تقديم الخدمات بتكلفة معقولة وممارسات القيادة والإدارة الصحية وهي أكثر شمولية
عن الجوائز الأخرى.
أما المركز الوطني لطب وجراحة القلب التابع للمستشفى السلطاني فقد حصل على الجائزة
الذهبية في مشروع إدارة مخزون المواد الجراحية، نظرًا لإسهام المشروع في تطبيق
جـرد وصرف المواد إلكترونيا باستخدام الباراكود في جميع مخازن المركز الوطني
والصيدلية وغرف القسطرة، كما ساهم في تقليص الوقت لرفع مستوى الخدمة بالمركز،
وكذلك لتسريع سير عملية طلب المواد الجراحية المستنفذة بنسبة 50%.
ونجح مستشفى صحار التابع للمديرية العامة للخدمات الصحية بمحافظة شمال الباطنة في
الفوز بجائزة الاتحاد الدولي للمستشفيات عن مشروع متعدد المراحل لتطبيق آلية
التحكم في وصف وصرف المضادات الحيوية بالمستشفى، حيث تعد المقاومة البكتيرية
للمضادات الحيوية من المشاكل التي تواجه المتخصصين بالرعاية الصحية في جميع أنحاء
دول العالم، ويمكن للمقاومة البكتيرية أن تسابق بشكل فعال البحوث وتطوير مضادات
حيوية جديدة مما دفع الإدارة والمختصين بالمستشفى إلى اعتماد برامج وأنظمة وإرشادات
معينة من أجل وقف معدلات المقاومة المتزايدة وحالات فشل العلاج وتحسين معدلات
الشفاء السريري مع الحد الأدنى من الأعراض الجانبية وتكاليف العلاج وذلك من خلال
ثلاث مراحل.
المرحلة الأولى اشتملت على جمع وتحليل ودراسة البيانات الميكروبيولوجية الخاصة
بـ(17700) مريض لتحديد أنماط الدعوى البكتيرية في محافظة شمال الباطنة التي يخدمها
مستشفى صحار، من أجل بناء خريطة واضحة لأنماط العدوى والمقاومة البكتيرية وتوضيح
ارتباطهم بالمضادات الحيوية المستخدمة التي يمكن استخدامها من قبل الأطباء
والصيادلة لتحديد أفضل الخيارات الأولية لعلاج المرضى الذين يعانون من العدوى
البكتيرية، ليتم تحديد العديد من النقاط الساخنة التي تتطلب مزيدا من البحث في
المرحلة الثانية، وتحتاج إلى جمع بيانات سريرية أكثر تفصيلا للمرضى، لتطوير حلول
لعلاج الحالات الأكثر تعقيدًا الناجمة عن البكتيريا شديدة المقاومة للمضادات
الحيوية.
المرحلة الثانية: تم اختيار أبرز النقاط البحثية التي ظهرت من المرحلة السابقة مع
تحديد أولية العمل وفقًا لخطورة الموقف والبيانات المتاحة التي أدت إلى عمل تصاميم
وتجارب عملية على الأنواع البكتيرية المقاومة للمضادات الحيوية بالتعاون مع عدد من
الجامعات ومراكز البحوث المعتمدة في هذا المجال (جامعة فيلادليفيا – الولايات
المتحدة الأمريكية)، لهدف اختبار استخدام مزيج من المضادات الحيوية الأقل سمية
وفعالية، من حيث التكلفة من تلك المستخدمة حاليًا لتوفـير بدائل علاجـية.
المرحلة الثالثة تمثلت في تطبيق توصيات المراحل السابقة من المشروع ودراسة تأثير
التوصيات على الرعاية المقدمة، ومعدلات المقاومة البكتيرية ومعدلات استخدام
المضادات الحيوية، وكذلك توثيق ونشر نتائج البرامج المنفذة على التوالي بعد إجراء
البحوث اللازمة.
وبحلول النصف الأول من العام الحالي 2019، حقق مستشفى صحار الكثير من الإنجازات في
المشروع، الذي تمكن من دعم الأهداف الحقيقية لمثل إعداد إرشادات النسخة
الإلكترونية التي احتوت على جداول موجزة لجميع المضادات الحيوية ومضادات الفطريات
والعقاقير المضادة للفيروسات المتاحة في وزارة الصحة، وأظهرت الجداول أن الجرعات
المستخدمة للبالغين والأطفال وللمرضى الذين يحتاجون إلى تعديل جرعة خاصة، لحالات
الفشل الكلوي والكبدي، كما تضمن الدليل إرشادات لعلاج معظم الأمراض المعدية لمرضى
الرعاية الصحية الأولية والثانوية.
وتم تقديم ملخص لنتائج المرحلة الأولى في مؤتمر USA نيابة عن وزارة الصحة، حيث تم نشر الملخص في نوفمبر الحالي في
منتدى الأمراض المعدية.
تلي ذلك تحضير نسخة مطبوعة احتوت على أنماط العدوى والمقاومة البكتيرية بالمستشفى
مع جداول بيّنت النتائج الإجمالية لجميع المزارع الميكروبية، بناء على إحصائيات
مرحلة المسح السابقة، وهو عبارة عن خريطة متكاملة وقوية لأنماط العدوى والأقسام
الأكثر إصابة ونوع الميكروبات والأعمار الأكثر إصابة بالإضافة إلى حساسية
الميكروبات إلى المضادات الحيوية المتاحة في وصفات المستشفى، من أجل توجيه العلاج
التجريبي للعدوى من خلال المساعدة في أفضل الخيار للمضادات الحيوية في بروتوكول
العلاج، مع تقديم عدد من التوصيات للإدارة المستشفى فيما يتعلق بوصف المضادات
الحيوية وتحديد عملية وصف الدواء، وانعكس ذلك بشكل إيجابي على نتائج العلاج
بالمضادات الحيوية وتحديد استخدامها وتقليل الآثار الجانبية المرتبطة بالإفراط في
الاستخدام، بالإضافة إلى تقنين استخدام الموارد المالية والصيدلانية المتاحة.
وأدت تلك الخطوات في الأخير إلى تتويج الجهود بمكافأة المشروع من قبل الاتحاد
الدولي للمستشفيات من أجل السلامة والعناية للمرضى (مسقط 2019) واختياره من بين
أفضل (5) أبحاث على مستوى (120) ورقة بحثية مقدمة من (92) مؤسسة صحية من (34)
دولة.
وشارك الصيدلي ضياء الرحماني الباحث الرئيسي بالمشروع في برنامج تدريبي للصيادلة
العمانيين العاملين بالمؤسسات الصحية بمحافظة شمال الباطنة للتعريف بأهمية
المشروع، ولتوعيتهم بأهمية دور الصيادلة في تنظيم وصف المضادات الحيوية وتوزيعها
على جميع مستويات الرعاية الصيدلانية.
كما شارك الرحماني وبالتنسيق مع المديرية العامة للمستلزمات الطبية في إعداد خطة
عمل وطنية لتنفيذ المشروع في مستشفيات الرعاية الصحية الثانوية والمرجعية
بالسلطنة، بالإضافة إلى تنظيم برنامج تدريبي وطني شامل للمستشفى عقد بمسقط في
أغسطس الماضي، ليتم بعدها الانتهاء من تدريب أكبر عدد من الصيادلة لتنفيذ المشروع
في مؤسساتهم، وإدراج الموضوع في برنامج التعليم الصيدلي المستمر كواحدة من الخطط
المستقبلية للمشروع التي تمثلت في إكمال البحث عن النقاط المختارة التي تم إدراجها
بعناية وترتيب أولوياتها من خلال التشاور مع الاستشاريين من جامعة فيلادليفيا،
وجمع بيانات المرضى السريرية ذات الصلة بموضوع البحث، وإشراك المزيد من المؤسسات
الصحية الوطنية في مراحل البحث العلمي لتحقيق أفضل النتائج، ونشر التجربة للتوصل
إلى توصيات علاجية من جميع مراحل البحث التي يمكن تطبيقها مؤسسيا على المستوى
الوطني، ونشر جميع النتائج القادمة لتكون بمثابة وثائق تشير لجميع الجهود
والإنجازات.
وتمثل الأهداف المستقبلية في الخروج بتوصيات حول طريقة الوقاية من أنواع العدوى
ومكافحتها إلى قسم مكافحة الأمراض المعدية، وتطوير وتحديث الإرشادات العلاجية
للأمراض المعدية بشكل مستمر.