عقد مساء أمس وزراء الخارجية العرب جلسة تشاورية مغلقة بمشاركة الأمين العام لجامعة الدول العربية بمقر الأمانة العامة للجامعة بالقاهرة وذلك قبيل بدء اجتماعهم الطارئ لبحث سبل التصدي للتدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية للدول العربية. وقد شارك في الاجتماع ممثلا عن السلطنة سعادة السفير الدكتور محمد بن عوض الحسان، المكلف بتسيير أعمال وكيل وزارة الخارجية للشؤون الدبلوماسية.
ناقش الوزراء في الجلسة سبل التصدي للتدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية للدول العربية «بحسب مسؤولين شاركوا في الاجتماع».
يأتي الاجتماع الوزاري العربي الطارئ بناءً على طلب المملكة العربية السعودية، وأيدت طلبها كل من الإمارات والبحرين والكويت، ويعقد برئاسة محمود علي يوسف وزير خارجية جيبوتي الرئيس الحالي للدورة العادية لمجلس وزراء الخارجية العرب.
وقال دبلوماسي خليجي لوكالة فرانس برس: إن مشروع القرار الذي سيعرض على الوزراء العرب «سيتضمن إدانة صريحة لحزب الله والميلشيات المدعومة من إيران».
إلا أن دبلوماسيًا في الجامعة العربية قال إنه «لا يستطيع أن ينفي أو يؤكد ذلك فالمشاورات كانت لا تزال مستمرةً حول صياغته». وأضاف: إن اللجنة الرباعية العربية «المعنية بالتصدي للتدخلات الإيرانية» في الدول العربية ستجتمع لوضع صيغة مشروع القرار الذي سيعرض على الوزراء. وكانت السعودية قد طلبت الأسبوع الماضي عقد هذا الاجتماع بعد «ما تعرضت له الرياض ليلة السبت الرابع من أكتوبر 2017 من عمل عدواني من قبل أنصار الله في اليمن».
وأشارت إلى «إطلاق صاروخ بالستي إيراني الصنع من داخل الأراضي اليمنية، وكذلك ما تعرضت له مملكة البحرين من عمل تخريبي إرهابي بتفجير أنابيب النفط ليلة الجمعة» الماضية «بحسب قوله».
واتهمت السلطات البحرينية إيران بالوقوف وراء حريق عطل تزويد البحرين بالنفط السعودي بشكل مؤقت، معتبرة أنه «عمل إرهابي»، إلا أن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية نفى اتهامات البحرين.
ويغيب وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل عن اجتماع الوزراء العرب على أن يمثل لبنان بمندوبه الدائم لدى الجامعة العربية أنطوان عزام، وفق ما أكد مصدر رسمي في وزارة الخارجية.
ويأتي قرار باسيل عدم المشاركة شخصيًا في اجتماع القاهرة في ظل أزمة سياسية يعيشها لبنان منذ تقديم رئيس الحكومة سعد الحريري استقالته بشكل مفاجئ من الرياض في الرابع من الشهر الحالي، بعد توجيهه انتقادات لاذعة إلى حزب الله وإيران لتدخلهما في صراعات المنطقة لا سيما اليمن وسوريا.
ووضع محللون استقالة الحريري في إطار التوتر المتصاعد بين إيران والسعودية في المنطقة. وعشية اجتماع الوزراء العرب، أعلن البيت الأبيض أن الرئيس الامريكي دونالد ترامب أجرى محادثة مع نظيره الفرنسي ايمانويل ماكرون عقب استقبال الاخير للحريري السبت في باريس، مضيفا إنهما «اتفقا (خلال المحادثة) على ضرورة العمل مع الحلفاء لمواجهة أنشطة حزب الله وإيران المزعزعة للاستقرار في المنطقة» من جانبها، قالت الرئاسة الفرنسية السبت إن ماكرون أجرى محادثات هاتفية مع نظرائه اللبناني ميشال عون والأمريكي دونالد ترامب والمصري عبدالفتاح السيسي وكذلك مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش.
وأضافت: إن ماكرون تطرق معهم إلى «الوضع في الشرق الأوسط وسبل التهدئة في المنطقة وبناء السلام» بحسب ما أوضح الإليزيه من دون أن يعطي تفاصيل حول النتائج التي حققتها هذه الاتصالات.
وأضافت الرئاسة الفرنسية: إن ماكرون «سيواصل هذه الاتصالات مع قادة دوليين اخرين في الأيام المقبلة»