بزخم فعاليات ثقافية ومعرفية وبحضور ثقافي وإعلامي –
تغطية ـ عاصم الشيدي –
دشن معالي الدكتور عبد المنعم بن منصور الحسني وزير الإعلام مساء أمس النسخة الثانية والعشرين من معرض مسقط الدولي للكتاب وسط حضور رسمي وثقافي كبير من داخل السلطنة وخارجها. وأكد وزير الإعلام أن معرض مسقط مستمر بلا منع أو مصادرة لأي كتاب كما اعتاد جمهور المعرض عليه منذ سنوات.
وحضر حفل الافتتاح صاحب السمو السيد هيثم بن طارق آل سعيد وزير التراث والثقافة ومعالي عبد العزيز بن محمد الرواس مستشار جلالة السلطان للشؤون الثقافية وعدد من أصحاب السمو والمعالي والسعادة وجمع من المثقفين والإعلاميين المدعوين لتغطية فعاليات المعرض.
ويفتتح المعرض صباح اليوم أمام الجمهور ويستمر حتى الرابع من الشهر القادم بفترة يومية مفتوحة تبدأ في الساعة العاشرة صباحا وتستمر حتى العاشرة مساء. وخصصت الفترة الصباحية من المعرض لهذا اليوم لتكون للطلاب على أن يسمح أيضا للرجال بالدخول.
وتحضر مدينة صحار كضيف شرف للمعرض هذا العام عبر ركن رئيسي في قاعة المعرض وعبر العديد من الفعاليات الثقافية والمعرفية والتاريخية التي تحتفي بالمدينة وتضعها في مكانتها المستحقة.
ويحضر في الدورة الجديدة من المعرض التي تقام في المبنى الجديد لمركز عمان للمؤتمرات والمعارض بحي العرفان 450 ألف عنوان و750 دار نشر بشكل مباشر إضافة إلى عدد من الدور عبر توكيلات مع دور نشر أخرى.
وأتاح المبنى الجديد للمؤتمرات والمعارض أن يتوسع المعرض في مساحته المكانية ليستوعب عشرات دور النشر. وكان قد شارك في الدورة الماضية من المعرض 550 دار نشر فقط ما يعني زيادة 200 دار نشر في الدورة الجديدة. وقال معالي الدكتور وزير الإعلام ورئيس اللجنة المنظمة للمعرض في تصريح لوسائل الإعلام: إن معرض مسقط الدولي للكتاب مستمر بلا منع لأي كتاب أو مصادرة والصحفيون والمتابعون اختبروا الأمر خلال السنوات الماضية إلا أن معاليه عاد وأكد: نستثني من ذلك أي كتاب صدر ضده حكم قضائي أو جاء مخالفا للقوانين المعمول بها في البلاد ومنع من التداول فهذا مختلف وتختص به السلطات القضائية والتظلم يكون أمامها. وأشار معالي الوزير إلى أن المنظمين للمعرض يراهنون على وعي الجمهور لفرز الغث من السمين واختيار الكتب التي تدعم الفعل المعرفي بعيدا عن أي منع. وحول ما إذا كان انتقال المعرض للمبنى الجديد ترتب عليه رفع في أسعار الأجنحة الذي من شأنه أن ينعكس على أسعار الكتب أكد معالي الوزير أن اللجنة المنظمة حركت الأسعار في الدورة الماضية وأبقتها في هذه الدورة للاختبار والتقييم والأسعار كما هي.
وقال رئيس اللجنة المنظمة: إن التعويل في معرض مسقط الدولي للكتاب يتكئ على القوة الشرائية الفردية التي أكد اتحاد الناشرين العرب على أنها قوية ومن بين أقوى المعارض في المنطقة العربية ويعول عليها الناشرون بشكل كبير.
وحول الجديد في معرض مسقط أكد الوزير إن ما يميز المعارض ويحولها إلى منطقة جذب جماهيري هي الفعاليات الثقافية والمعرفية المصاحبة وكذلك ضيوف المعرض، ولأول مرة تقام أكثر من 54 فعالية ثقافية في مختلف صنوف المعرفة، إضافة إلى أكثر من 100 فعالية للأطفال مقسمة على ثلاث فترات في اليوم.. ويستضيف المعرض هذا العام أسماء متميزة في الثقافة والإعلام من مختلف الدول العربية.
وقدم فيلم وثائقي في حفل افتتاح المعرض عكس جانبا من تاريخ المعرض ونظرة المثقفين في عُمان للدور الذي يقوم به. كما قرأ الشاعر عقيل اللواتي قصيدة شعرية احتفت بمدينة صحار.
وحضر حفل افتتاح المعرض الدكتور صابر عرب وزير الثقافة السابق في جمهورية مصر العربية كما حضر الافتتاح الإعلامي الفلسطيني المعروف عبد الباري عطوان إضافة إلى عدد من الأسماء الإعلامية التي تتواجد لتغطية المعرض من مختلف البلاد العربية، وينتظر أن تصل خلال الأيام القادمة نخبة من المثقفين والإعلاميين والكتاب العرب لحضور الفعاليات وتدشين إصداراتهم الجديدة في معرض مسقط.
وقال سعادة الشيخ حمد بن هلال المعمري وكيل وزارة التراث والثقافة للشؤون الثقافية نائب رئيس اللجنة المنظمة للمعرض في كلمة له في حفل الافتتاح: «نلتقي اليوم في هذا المحفل الثقافي والفعل الحضاري الأبرز في خارطة المناشط الثقافية في البلاد» مضيفا: «إنه المناخ الأمثل للتعاطي مع الثقافة والمعرفة في أوسع تجلياتها ومعانيها، وهي الفرصة السانحة لتلاقي الأفكار وتبادلها والوقوف على مستجدات الفكر وما أنتجته قرائح المثقفين والأدباء والكتاب». وأكد نائب رئيس اللجنة المنظمة للمعرض على أهمية اختيار مدينة صحار لتكون ضيف شرف للمعرض مشيرا «يأتي هذا الاختيار نظرا للأهمية القصوى التي تمثلها صحار في ذاكرة التاريخ العماني، وما تتميز به من مكانة علمية وحضارية وسياسية وأدبية» مؤكدا أنه من الناحية الأدبية اشتهرت صحار بسوقها الأدبي من أيام الجاهلية وقبل بزوغ فجر الإسلام وكان لسوقها شهرته الكبيرة كسوق عكاظ . أما من الناحية الدينية فإن صحار تعد البوابة التي دخلت عبرها عمان إلى رحاب الإسلام الحنيف، ومن الناحية التاريخية فقد كانت صحار عاصمة لعمان منذ قديم العصور إذ تشير المصادر أنه حينما انتقل الحكم من بني مالك بن فهم الأزدي إلى بني الجلندى اتخذوا من صحار عاصمة لهم. وصحار كانت أول مدينة بايعت الإمام أحمد بن سعيد البوسعيدي مؤسسة الدولة البوسعيدية الحاكمة في السلطنة. وأكد وكيل وزارة التراث والثقافة على الدور الذي تقوم به وسائل الإعلام كشريك أساسي لإنجاح فعاليات المعرض مشيدا بما يقومون به بشكل مستمر بهدف أنجاح المعرض.
وتجول راعي الحفل والحضور في أرجاء المعرض الذي كشف عن تنوع كبير من حيث الشكل والمضمون. فعلى مستوى الشكل بدت الكثير من دور النشر وقد بنت أجنحتها بديكورات متناسبة ومتناسقة مع طبيعتها، وكذلك بدت مساحة المعرض أكثر رحابة واتساعا عما كان عليه المعرض في دوراته الماضية، ومن حيث المضمون تتنوع مشاركات دور النشر المختلفة ويحضر فيها الكتاب الحديث إلى جوار الكتاب التاريخي والكتاب الأدبي إلى جوار الكتاب العلمي.
ويبدأ عشرات الكتاب العمانيون والعرب من مساء اليوم حفلات توقيع وتدشين لإصداراتهم الجديدة في مختلف دور النشر العمانية والعربية.
وتشكل الكتب الحديثة في معرض مسقط الدولي للكتاب والتي تعرض للمرة الأولى ما نسبته 30% من مجمل العناوين الحاضرة في المعرض.
وتبدأ اليوم الفعاليات الثقافية المصاحبة للمعرض بمحاضرة للدكتور فخري خليل النجار حول «كتابة النصوص» بتنظيم من الكلية العلمية للتصميم وتقام المحاضرة في قاعة ابن دريد وذلك في تمام الساعة الرابعة عصرا. كما تقام في الساعة الخامسة ندوة أدبية بتنظيم هيئة الشارقة للكتاب حول تجارب في القصة القصيرة والرواية تشارك فيها آمنة الشامسي وسامي الخليفي ويديرها فرج الظفيري وتقام في قاعة الفراهيدي.
وتقام في الساعة السابعة مساء أمسية شعرية يشارك فيها كل من الشاعر الدكتور هلال الحجري والدكتور اللبناني محمد علي شمس الدين والشاعرة وفاء الشامسية والشاعرة الإيرانية ساناز داود زاده وتدير الأمسية الشاعرة سميرة الخروصية.
وفي وقت مزامن مع الأمسية الشعرية ستكون مسرحية «حكاية قصتي» لفرقة الطموح المسرحية تعرض في قاعة المسرح»1». وفي قاعة العوتبي وفي الوقت نفسه أيضا ستقام قراءة في ديوان الكحالي يشارك فيها خميس العدوي والدكتور محمد جمال صقر وسعيد بن سليمان العيسائي والشاعر عبدالله بن شنين الكحالي، والندوة من تنظيم المنتدى الأدبي.
وتقام غدا الجمعة مجموعة من الفعاليات والبرامج أيضا تبدأ الأولى في الساعة الرابعة في قاعة العوتبي بحلقة علمية «مخاطبة الجمهور» يشارك فيها يوسف العامري وغسان التميمي وناصر العامري وهي من تنظيم «صناع المجد». وفي وقت مزامن تقام في قاعة ابن دريد جلسة نقدية بعنوان «الرواية العمانية الحديثة ورهانات المستقبل» يقدمها الدكتور يوسف حطيني من فلسطين وتديرها الكاتبة زوينة السليمانية والفعالية من تنظيم صالون فاطمة العلياني الأدبي. وفي نفس الوقت تقام في قاعة الفراهيدي جلسة حوارية بعنوان «نص وقارئ» تشارك فيها رحاب الشحية وعبير المسرورية وإخلاص الزكوانية وعائشة الحوسنية وناصر الحوسني والفعالية من تنظيم حملة مبدعو عمان التطوعية. وفي الساعة السابعة تقام في قاعة الفراهيدي ندوة «صحار عبر التاريخ وعبق الحضارة» يشارك فيها الدكتور علي بن حسن اللواتي والدكتور سعيد العيسائي والباحثة هدى الزدجالية ويديرها الدكتور محمد الشافعي، والفعالية تأتي ضمن أنشطة مدينة صحار ضيف شرف المعرض. وفي وقت مزامن تقام في قاعة العوتبي محاضرة حول جائزة السلطان قابوس للثقافة والفنون والآداب تقدمها الدكتورة عائشة الغابشية والدكتور محمد بن علي البلوشي والدكتور ناصر بن حمد الطائي. فيما تقام في قاعة ابن دريد محاضرة بعنوان «الشباب وفن تأليف الرواية» تقدمها الروائية الكويتية بثينة العيسى. والفعالية من تنظيم اللجنة الوطنية للشباب.