ضمن حزمة واسعة من المشروعات الاستراتيجية التي تمثل دعمًا كبيرًا للتنويع الاقتصادي في السلطنة، يستعد قطاع البتروكيماويات للقيام بدور متزايد في رفد الناتج المحلي الإجمالي وتحقيق الاستفادة القصوى من خامات النفط والغاز، حيث تتقدم معدلات الإنجاز في عدد من أهم مشروعات البتروكيماويات في مناطق متعددة من السلطنة، ويجري العمل حاليا في 8 مشروعات استراتيجية قارب بعضها على الانتهاء وسيدخل مرحلة التشغيل خلال الأشهر المقبلة، كما اكتمل العمل في مشروع مصفاة سيباسك بالدقم ومصنع إنتاج البوليمرات، وتقترب نسبة الإنجاز في مصفاة الدقم من 60 بالمائة, كما بلغت نسبة الإنجاز في مصنع صلالة لاستخلاص الغاز البترولي المسال نحو 88 بالمائة وتخطت النسبة 80 بالمائة في مصنع الأمونيا التابع لشركة صلالة للميثانول، وتمهد هذه المشروعات لنقلة كبيرة في قطاع الصناعات التحويلية في السلطنة وتحقيق أقصى استفادة من خامات النفط والغاز وتحويلها إلى منتجات بتروكيماوية تحقق عائدات مضاعفة مقارنة بما يحققه بيع الخام. وخلال الأسابيع الأخيرة دخل مجمع لوى للصناعات البلاستيكية مرحلة الإنتاج التجريبي مع البدء في تعبئة الدفعة الأولى من البولي إيثيلين في أحدث مصنع للبوليمر، وسيزيد المشروع معدل الإنتاج بإضافة 880 ألف طن سنويا من البولي إيثيلين و300 ألف طن من البولي بروبلين، ووفق أحدث تقرير صادر عن وحدة دعم التنفيذ والمتابعة، يعد مجمع لوى للصناعات البلاستيكية أول مشروع من نوعه في السلطنة. ويقع المجمع في منشأة مجموعة أوكيو في ميناء صحار الصناعي. ويعد مشروع لوى مشروع تكسير بالبخار، يتم من خلاله استخدام النواتج الخفيفة التي يتم إنتاجها في مصفاة صحار التابعة لمجموعة أوكيو ومصنع العطريات، وسيعمل المشروع كذلك على تحقيق الاستغلال الأمثل لسوائل الغاز الطبيعي التي تستخرج حاليًا من موارد الغاز الطبيعي المتاحة. وبعد انتهاء المشروع، سيصل حجم الزيادة في المنتجات البلاستيكية إلى أكثر من مليون طن ليصل إجمالي إنتاج مجموعة أوكيو من البولي إيثلين والبولي بروبلين إلى 1.4 مليون طن خلال العام الجاري. أما مشروع صلالة لاستخلاص الغاز البترولي المسال فيقع في المنطقة الحرة بصلالة، وهو مشروع ضخم من المخطط له أن يستخرج أكثر من 300.000 طن في العام من البروبين والبوتين والمكثفات من خلال معالجة الغاز الطبيعي من حقل رباب هرويل ومحطة المعالجة المركزية بحلول الربع الثالث من عام 2020. وأُنشئ مشروع صلالة لاستخلاص الغاز البترولي المسال الذي تملكه حكومة السلطنة لتحسين سلسلة قيمة الغاز؛ وسيشمل المشروع بعد استكماله مصنع استخراج ومنشأة تجزئة وخزانات تخزين ومرافق شحن ونظام لربط الأنابيب. كما ستوفر وزارة النفط والغاز الغاز الثقيل للمشروع عن طريق خط أنابيب نقل شركة الغاز العمانية، وستحصل في المقابل على الغاز الخفيف وحصة من الأرباح، حيث ستقوم المحطة بمعالجة ما يقارب 8.8 مليون متر مكعب يوميًا من الغاز الخفيف، وستنتج حوالي 304 كيلو طن في السنة من منتجات الغاز البترولي المسال، التي تتكون من 155 كيلو طن سنويًا من البروبين C3 و111 كيلو طن سنويًا من البوتين C4 و38 كيلو طن سنويًا من المكثفات +C5 وقد تم اختيار شركة بتروفاك البريطانية لتكون مقاول الهندسة والتوريد والبناء، وهي إحدى الشركات الدولية العاملة في مجال خدمات النفط ومقرها المملكة المتحدة. ويتمثل الهدف الرئيسي للمشروع في بناء أحدث المرافق باستخدام تقنية مجربة وفي الوقت المناسب دون المساس بمبادئ السلامة والجودة. وأحرز المشروع تقدمًا مستمرًا خلال عام 2019 نحو إنجاز 100 % من أنشطة الهندسة والمشتريات وأنشطة البناء المهمة؛ وقد تم بالفعل شراء المعدات والكثير من التجهيزات للمرحلة النهائية الثالثة، كما تم تنفيذ الأعمال المدنية وأعمال البناء، وكذلك الأعمال الميكانيكية والكهربائية وتجهيز الأنابيب للمرحلة الثانية. وعلى الرغم من التأخير في إكمال عدة عناصر غير رئيسية في 2019 مثل أنابيب المرفأ والطرق والأسوار والعزل، إلا أن ذلك كان منطقيًا نظرًا إلى حجم المشروع، ولم يؤثر على التاريخ المستهدف لإنجاز المشروع. وبدأت أنشطة التحضيرات لمرحلة ما قبل التشغيل ومرحلة التشغيل بنهاية عام 2019. وسيكون التركيز الرئيسي للمشروع في العام الجاري هو مواصلة الاختبار والتشغيل، يليه إصدار شهادة القبول الأولية؛ وبمجرد تنفيذ ذلك سيبدأ المشروع مرحلة التشغيل. وفي صلالة أيضا سيعمل مصنع الأمونيا الواقع في المنطقة الحرة بصلالة والمملوك لمجموعة أوكيو مجموعة على تنويع منتجات شركة صلالة للميثانول بحيث تشمل الأمونيا إلى جانب الميثانول. حيث ينتج المصنع حاليًا 3.000 طن متري من الميثانول يوميًا، وسيتم تعزيز ذلك بإنتاج 1.000 طن من الأمونيا يوميًا. وبمجرد اكتماله، سيفتح المشروع الآفاق لصناعات تكميلية جديدة، فضلًا عن إيجاد فرص عمل جديدة في المنطقة. كما سيضيف قيمة عن طريق زيادة حجم الصادرات لميناء صلالة، بينما سيعمل كمحرك نمو للمرافق المرتبطة به ومرافق التصدير والبنية الأساسية للمنطقة خارج الموقع. وبمجرد الانتهاء من جميع أعمال البناء الميكانيكي، سوف يستمر المصنع في تحضيرات مرحلة ما قبل التشغيل ومرحلة التشغيل؛ ومن المتوقع أن يبدأ المشروع في الإنتاج التجاري بحلول الربع الأخير من عام 2020. وفي المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم, تقع شركة مصفاة الدقم والصناعات البتروكيماوية كمشروع مشترك بين مجموعة أوكيو وشركة بترول الكويت العالمية؛ وقد تأسست هذه الشراكة الإستراتيجية خلال تأسيس شركة مصفاة الدقم الصناعات البتروكيماوية. وسجلت نسب الإنجاز في مشروع مصفاة الدقم للصناعات الكيماوية ما يقرب من 60 بالمائة، وبمجرد بدء التشغيل، ستبلغ الطاقة التكريرية للمصفاة نحو 230 ألف برميل من النفط الخام يوميًا، التي يمكن أن يشتق منها أيضًا في الموقع الديزل ووقود الطائرات بالإضافة إلى النافثا وغاز البترول المسال والكبريت والفحم البترولي. حيث تتمثل إحدى المزايا التنافسية الرئيسية للمصفاة في سهولة الوصول إليها مقارنة بالمصافي الأخرى في منطقة الخليج، ويرجع ذلك إلى موقعها خارج مضيق هرمز، وموقعها البحري الإستراتيجي في مسار خطوط الشحن الدولية في المحيط الهندي وبحر العرب. ومن المقرر أن تقدم مصفاة الدقم دفعة قوية للمنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم حيث توفر فرص تطوير للمشروعات الجديدة التي سيرتبط عملها بشكل مباشر وغير مباشر بالمصفاة؛ وستكون هذه المشروعات قادرة على إقامة روابط تجارية مع المصفاة مع وجود منتجات متاحة وجاهزة للاستخدام التشغيلي الخاص بها. ولمواكبة التطورات التقنية في العالم تم بنجاح استكمال مصفاة سيباسك عُمان في الدقم وهي أكبر مصفاة حيوية في العالم والوحيدة من نوعها في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لتصنيع الكيماويات المتخصصة من زيت الخروع، بالإضافة إلى إنتاج النايلون الحيوي والبوليمرات ونايلون- 6 ونايلون- 10 . وقد تم استكمال المشروع بنجاح حيث بدأ المشروع إنتاجه التجريبي، وتلاه الإنتاج التجاري – مع تسليم أول دفعة من المنتجات في مايو 2019 لشركة في الصين. وتعمل هذه المصفاة الحيوية التي بلغت تكلفتها 26 مليون ريال عماني بالتعاون مع مصانع البتروكيماويات في سلطنة عُمان من خلال الاستفادة من العديد من المنتجات الخام لهذه المصانع في إنتاج النايلون؛ وتتوفر النباتات المنتجة لزيت الخروع بكثرة في أودية السلطنة، مما ساهم في الاستفادة من مشروعات الزراعة التعاقدية الإضافية وإيجاد المزيد من فرص العمل لتوفير المتطلبات الأولية ل 66.000 هكتار من الخروع. ويواكب المشروع توجه العالم نحو إنشاء صناعات أكثر استدامة من الناحية البيئية، تجدر الإشارة إلى أن زراعة هكتار واحد من الخروع يزيل 17.8 طن متري من ثاني أكسيد الكربون من الجو، مما يجعل من شركة سيباسك عُمان شركة صديقة للبيئة. ومن بين المشروعات التي تم استكمالها بنجاح أيضا مصنع إنتاج البوليمرات “مصنع الجزئيات المتعددة” وشهد هذا المشروع توقيع اتفاقية شراكة بين المجموعة الصينية زد ال ايور كيميكالز وشركة تنمية نفط عُمان لتدشين أول مصنع لإنتاج البوليمرات في السلطنة في منطقة ريسوت الصناعية بصلالة، وهو الأول من نوعه في منطقة دول مجلس التعاون الخليجي. وتستخدم البوليمرات المنتجة حاليًا في العديد من التطبيقات، ولكن في المقام الأول لتحسين إنتاج النفط. وتم بناء المصنع الذي تبلغ مساحته 33 ألف متر مربع باستثمار يزيد عن 7.7 مليون ريال بواسطة الشركة الصينية، وبسعة إنتاجية تبلغ 15 ألف طن سنويًا. كما يتم إعداد خطط لزيادة هذا الرقم تدريجيًا ليصل إلى 70 ألف طن سنويًا، حيث تم تجهيز المصنع بأنظمة حديثة للتحكم والأتمتة والبلمرة. وبعد الانتهاء من جميع الأعمال الإنشائية للمشروع في عام 2018، تم إدراجه ضمن لوحة مؤشرات أداء قطاع الصناعات التحويلية في بداية عام 2019، وذلك بهدف دعم إدراجه في القائمة المعتمدة للبائعين في شركة تنمية نفط عُمان، والإسراع في استكمال توصيلاته المائية والكهربائية. حيث استكمل المشروع جميع توصيلات المرافق الخاصة به، وبدأ مرحلة الإنتاج مع تسليم أول دفعة من البوليمر إلى شركة تنمية نفط عُمان. وتتضمن المشاريع ايضا مصنعين الأول هو مصنع تكليس الفحم البترولي حيث تم تأسيس شركة سانفيرا للكربون لإنشاء مصنع لإنتاج الفحم البترولي المكلس، الذي سيتم توزيعه وبيعه في جميع أنحاء دول مجلس التعاون الخليجي مع بدء تشغيل المصنع, والمصنع الثاني هو مصنع كلوريد الكالسيوم التابع لشركة ديباك عمان للصناعات في المنطقة الحرة بصلالة في محافظة ظفار، ويعتبر مشروعًا مشتركًا بين مجموعة ديباك الهندية والشركة العمانية لتنمية الاستثمارات الوطنية “تنمية” وشركة مسقط لما وراء البحار. وسوف يستخدم المصنع إمدادات الكهرباء المحلية، والمواد الخام المحلية المصدر مثل الحجر الجيري، والجير الحي، والغاز الطبيعي، والأمونيا، لعملية الإنتاج. وأُضيف المشروع إلى لوحة مؤشرات أداء قطاع الصناعات التحويلية في يوليو 2019 نظرًا لما يتمتع به من مميزات تنافسية، من أهمها موقعه البحري الإستراتيجي في ميناء صلالة، الذي يعد ميناء رئيسيا في المنطقة يقع في مسار خطوط الشحن الدولية في المحيط الهندي وبحر العرب.