إسرائيل ما هي إلا سفينه أو قارب صغير – تبحر في محيط من العرب – في الأكاديميات البحريه العسكريه – الدرس الأول – هو أن تتناغم مع الماء والبحر والمحيط وتتعايش مع مخلوقاته البحريه – من أسماك وحيتان وقرش – لكي تحافظ على السلامة والأمن – وهذا ما تفعل عكسه إسرائيل
لم يحدثنا التاريخ سواء” المعاصر أم القديم أن إستراتيجية” ما، لأمه ما – أو تحالف – قد نجحت أو إستمرت ناجعه إذا بقيت ثابته ولم تطور وتحدث مهما تغيرت معطيات الحياه السياسيه سواء” الإقليميه أم الدوليه المحيطه، 60 عاما” من عمر إسرائيل ككيان سياسي حدثت خلالها أحداث وتطورات كثيره وهامه – 1948 ولادة إسرائيل كدوله – مرحلة إنتهاء الحرب العالميه الثانيه وخطة مارشال لبناء أوروبا – معظم المنطقه العربية محتله أو مستعمره ويعيش الشعب العربي من المحيط الى الخليج حياة” بدائيه تعتبر الراديو القديم والسياره والطائره ضربا” من السحر والعجائب – حارب الإسرائيليون الجيوش العربية ثلاث مرات بتعبية الحرب التقليديه أي جيش دفاع إسرائيلي مجهز بأحدث وسائل تكنولوجيا الآله العسكريه مقابل جيوش بدائيه تمتلك معدات حربية وطائرات وقطع بحرية مجردة من التكنولوجيا الحديثه أو أقل كفاءة منه – أي التي تمتلكها إسرائيل وجيشها – إنتصرت إسرائيل في كل حروبها مع العرب وبسهوله وسرعه سواء” عام 48 أم 67 وآخرها حرب التحريك 73- ثم حدث زلزال 11 سبتمبر 2002م وما تلاه من حشد وتجييش وتعبئه أمريكيه وغربيه لتنفيذ إستراتيجية الحرب على الإرهاب – وحملة الشرق الأوسط الجديد – كانت محصلة كل هذه الحروب معاهدات سلام غير متكافئه مع مصر في كامب ديفيد والأردن في وادي عربه وأوسلوا وخارطة الطريق مع السلطه الفلسطينيه – وكذلك تطبيع عربي شامل أو شبه شامل مع إسرائيل ومبادرات سلام عربيه لم تكترث بها إسرائيل – ثم تورط كامل في وحل العراق وأفغانستان بعد غزوات أمريكيا لكل منهما.
هنالك أحداث هامه تفرض على إسرائيل بأن تغير وتطور إستراتيجيتها أو ربما إلغاؤها بالكامل منها ما يلي:
أولا” ظهور إيران كدوله وكقوة متقدمه في الشرق الأوسط متحالفة” سياسيا” مع شيعة العراق – وسوريا – حزب الله ، لبنان – وحركة حماس ، فلسطين.
ثانيا” نجاح حزب الله وحركة المقاومه في لبنان في طرد إسرائيل من الجنوب المحتل وكذلك حماس في التعجيل بإنسحاب إسرائيل من غزة.
ثالثا” في تموز يوليو 2006م حدثت المعجزة بفعل المقاومه اللبنانيه بقيادة حزب الله وهي هزيمة جيش الدفاع الإسرائيلي – لأول مره منذ تأسيسه – الذي لا ولم يقهر في كل حروبه كلها مع العرب.
رابعا” إخفاق المشروع الأمريكي – مشروع الشرق الأوسط الجديد – وتعثر العمل العسكري الأمريكي – قائد قوات التحالف لغزو العراق – لا بل غوصه في وحل الطوائف والمذهبيات ونجاح المقاومه العراقيه في عدم إستتباب الأمن والسلم الأهلي لتعلن أمريكيا إنتصارها الإستراتيجي – حيث أنه لم يتحقق حتى تاريخه – وربما ستغوص أمريكيا أكثر في وحل البلقان بعد إعترافها بإستقلال كوسوفو عن صربيا قبل أيام – وهذا بحد ذاته يعني عجزا” أمريكيا” على المستوى الإستراتيجي في قيادة العالم كقطب أوحد – بدأت روسيا تستعيد نفوذها وبجانبها الصين – الأسد النائم – الذي إحتج بشده على منافسة البنتاغون له في إسقاط قمر إصطناعي للتجسس – كما فعلت الصين قبل سنه.
خامسا” إنقسم النظام العربي الى ثلاث توجهات ومحاور أولها المعتدل – المساند للمشروع الأمريكي وصاحب فكرة التطبيع مع إسرائيل – والثاني المقاوم المساند لإستراتيجية المقاومه للدفاع عن الوطن أولا” ومن ثم تحرير الأرض- والثالث بين البينين وغير واضح الهويه.
سادسا” أضحى الصراع على الشرق الأوسط بين فريقين – قوتين – رئيسيين هما:
1. تحالف قوى المشروع الأمريكي بقيادة أمريكيا وإسرائيل مرورا” بدول الإعتدال العربي، حيث يخبو ويضعف ويفشل يوما” بعد يوم.
2. تحالف قوى المقاومه للمشروع الأمريكي بقيادة إيران وتحالفها من العراق الى سوريا وحزب الله وإنتهاء” بحماس والجهاد الإسلامي – يتصاعد وينمو ويلقى تجاوبا” يوما” بعد يوم.
إستراتيجية إسرائيل التي لم تتغير حتى تاريخه تمثل القوه في إسرائيل بمثلث قائم ألزاويه متساوي ألساقين فألوتر فيه هو ألسياسه وأما ضلعيه المتساويين فهما ألقدره ألإقتصاديه وألعسكريه بألترتيب فألقوه ألسياسيه هي حاصل ألمجموع الهندسي لكل من ألإقتصاد وألدفاع وفي إسرائيل يطبق هذا المفهوم إستراتيجيا وتكتيكيا فهي لم تكن أبدا كيانا له قوه عسكريه – كأي دولة في ألعالم – ولكنها كانت ولا تزال قوه عسكريه مرتبط بها كيان سياسي – فتاريخ إسرائيل هو تاريخ نشأة جيشها وأجهزة مخابراتها وحاضرها هو عملية تطوير وتحديث مستمر لآلة ألحرب أما مستقبلها فهو مرهون بمدى نجاح ألعسكريه ألصهيونيه في تحقيق أهداف إسرائيل ألإستراتيجيه من خلال ألقوه بأشكالها ومستوياتها وتأثيرها.
نحن العرب الآن في عام 2008 لسنا قطعانا” من البشر فنحن نعيش عصر الإنترنيت وتكنولوجيا الإتصالات الحديثه الرقميه ونتفاعل معهما في عالم أضحى قرية ألكترونيه بكل أبعاده – نقول لإسرائيل إن أردت فعلا” السلام والعيش معنا ككيان سياسي فعليك أولا” تحديث أو ربما إلغاء إستراتيجيتك هذه لأن متطلباتها مكلفة جدا” وتكاد تكون مستحيله حيث تعتمد على منظور قاصر ويتنافى مع نواميس الطبيعه – و تتطلب ما يلي:
أولا” تفوق كامل لجيش الدفاع الإسرائيلي ليبقى مهيمنا” على العرب أولا” ومنطقة الشرق الأوسط في أي وقت- وأن يقاتل الجيوش العربية بحرب تقليديه خاطفه وينتصر على العرب في وقت قصير.
ثانيا” إعتبار أي حركة وطنيه عربية مقاومه للهيمنه الإسرائيليه إرهابيه ويجب ملاحقتها وضربها في أي وقت وأي مكان بدون معارضه عربية أو إقليميه أو دوليه.
ثالثا” أن يكون النظام العربي معتدلا” بمعنى مسالم ومساند للمشروع الأمريكي الداعم للدوله العبريه وتفوقها – ومن ثم مطبعا” مع الكيان الإسرائيلي والى الأبد – وأي نظام عربي غير ذلك فهو إرهابي وعلى أمريكيا والعالم محاربته ومحاصرته وإسقاطه.
رابعا” أن تعامل دولة إسرائيل كإمبراطورية مقدسه – لاينطبق عليها قرارات مجلس الأمن و لا تطبق حقوق الإنسان وتحاصر غزة وتقتل كل من هو معارض ومقاوم في فلسطين وخارج فلسطين – وعلى كل من أمريكيا وحلف شمال الأطلسي مساندتها عسكريا” وحتى شن الحروب عنها في أي مكان تريده إسرائيل.
نقول – نحن العرب – على إسرائيل أن تتغير في كل شئ من إستراتيجيتها المعاديه لكل ما هو عربي – الى مفهومها للسلام والتعايش معنا واحترامنا وعدم الإستهانة بنا – فنحن أمة لها حضاره وتاريخ مشرف – ولنا مستقبل ولسنا متخلفين كما تسوقنا إسرائيل في العالم