تتواصل في مركز عمان للمؤتمرات والمعارض فعاليات النسخة الثانية والعشرين من معرض مسقط الدولي للكتاب وسط اقبال متزايد يوما بعد آخر.
وسجل المعرض في يومه الثالث إقبالا جيدا من مختلف الفئات. وحضرت أسر للمعرض بصحبة أطفالها.
ودشن عشرات الكتاب العمانيين والخليجيين إصداراتهم الجديدة في أيام المعرض الثلاثة الماضية، وشهدت حفلات التوقيع إقبالا جيدا وحضورا لافتا.
وقال ناشرون إن الإقبال ما زال في بدايته وانهم يعتقدون أن وتيرته سوف تزداد خلال أيام الأسبوع. وقال محمد بن سلطان العيسائي إنه جاء من ولاية صحار بصحبة عائلته من أجل اقتناء مجموعة من الكتب كتبها في مذكرة على هاتفه النقال. وقال العيسائي: أبحث عن كتب في التاريخ العماني في مقدمتها مذكرات أميرة عربية ووجدت عبر محرك البحث أن الكتاب موجود في ثلاثة أجنحة وأعتقد أنني سأختار جناح وزارة التراث والثقافة.
لكن العيسائي قال إن محرك البحث الذي يستخدمه عبر هاتفه النقال بطيء جدا معتبرا أن الشبكة تحتاج إلى تقوية.
من جانبه قال إبراهيم الفارسي القادم من ولاية عبري رغم الوصف الذي قدمه لي الأصدقاء إلا أنني وجدت صعوبة حتى وصلت إلى الموقع الجديد للمعرض وعندما وجدته ضحكت لأنني كنت أدور حوله ولا أصله.
ويحمل الفارسي في يده كيسا مليئا بالكتب بينها كتاب «برهان الحق» للشيخ المفتي ورواية «مائة عام من العزلة» لماركيز ويقول أبحث عن كتاب «الأمير» لميكافيلي. وأبدى الفارسي ارتياحه للمبنى الجديد للمعارض والمؤتمرات وقال: هذا معرض حقيقي.
وقالت سوسن البكري إن الأسعار متفاوتة من دار إلى آخره لكنها أتت وفي اعتقادها أن الأسعار ستكون رخيصة ولذلك تفاجأت من أسعار بعض الكتب.. تقول سوسن: هل يعقل أن يكون سعر رواية 8 ريالات وهي موجودة بالمجال بصيغة «بي دي أف» على الكثير من المواقع الإلكترونية؟
وسوسن التي التقينها بجوار جناح وزارة التراث والثقافة تقول: الكتاب العماني بشكل عام أسعاره مقبولة للجميع خاصة كتب وزارة التراث وكذلك كتب بيت الغشام.. لكتب بعض دور النشر وخاصة اللبنانية أسعارها مرتفعة.
ومحمد الندابي يوافق سوسن فيما ذهبت إليه إذ يقول الكتب غالية وفي كل عام تزيد أسعارها.. وطالب الندابي أن يتم دعم الكتاب من قبل الجهات المعنية خاصة أن هذا الموسم هو الموسم الوحيد لشراء الكتب واقتنائها.
«صحار التاريخ والحضارة»
واستمر جناح مدينة صحار يستقبل زوار المعرض لمشاهدة المعروض في الجناح الذي خصص للولاية باعتبارها ضيف شرف المعرض إلا أن المختار المزروعي قال: اعتقدت أن أجد كتابا في الجناح أكثر مما وجدت.. مشيرا أن القائمين على الجناح أكدوا له أن حفلات تدشين الكتب في الجناح مستمرة.
ونظمت ندوة ثقافية حول « صحار تبر التاريخ وعبق الحضارة» بقاعة الفراهيدي، وشارك فيها الدكتور علي بن حسن اللواتيا عميد كلية العلوم التطبيقية في صحار الذي تحدث عن واحد من علماء صحار وهو « ابن الذهبي » أبو محمد عبدالله بن محمد الأزدي الصحاري وهي شخصية عمانية هاجرت في القرن الرابع الهجري من عمان الى أنحاء مختلفة من العالم الإسلامي وأخذ من مختلف العلماء في تلك الفترة، ولم يكن العالم معروفا حتى منتصف التسعينات، واستطاع من خلال فترة حياته أن يجمع خلاصات المعارف والعلوم، وهو أحد أهم علماء مدينة صحار وكان ضمن ١٠٠ عالم تأثيرا بتقرير اليونسكو.
كما قدم الدكتور سعيد بن سليمان العيسائي محاضر في كلية العلوم التطبيقية بالرستاق وكان سابقاً ملحقا ثقافيا للسلطنة في مصر ورقة بعنوان «وقفات ثقافية من صحار» تناولت بعض المحطات المضيئة لتاريخ صحار الثقافي وتطرق الى أهم عناصر الازدهار الثقافي والفكري في صحار ومنها تشجيع الولاة والحكام وولاة الأمر للشعراء والمثقفين ومنها المدارس والمكتبات، كما تناولت الورقة سوق صحار في صبغته الأدبية خلال الجاهلية حيث كان يحضر إليه كبار الشعراء كنقاد للشعراء، كما تحدث عن حركة التأليف والنشر في صحار في جوانبه التاريخية والفقهية والفكرة والدينية والأدبية والقراءات، وذكر مجموعة من أعلام صحار في الشأن الثقافي.
وتناولت ورقة «صحار في عصرها الذهبي» للباحثة هدى بنت عبدالرحمن الزدجالية أستاذة تاريخ في مدرسة حواء والحاصلة على ماجستير في التاريخ دور صحار والتي كانت من أبرز الموانئ التجارية العمانية المعروفة عبر التاريخ وعاصمة عمان السياسية والتجارية لأكثر من ألف وسبعمائة عام، وتناولت أيضا الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، ووصف المؤرخين والجغرافيين لها من خلال كتاباتهم.
تدشين الإصدارات
ودشن مجموعة من الكتاب العمانيين إصداراتهم الجديدة في المعرض، حيث دشن كل من سليمان المعمري وعبدالعزيز الفارسي روايتهم الجديدة «شهادة وفاة كلب» بدار الانتشار العربي وسط حضور كبير من زوار المعرض.
ووقعت الشاعرة فاطمة إحسان ديوانها الشعري «قلب مائل للزرقة»، وهدى حمد روايتها «سندريلات مسقط» في دار الأداب، وحمود سعود مجموعته القصصية «غراب البنك ورائحة روي».
المؤلفون الصغار
ودعما للنائشة دشن معالي الدكتور عبدالمنعم بن منصور الحسني ثلاثة إصدارات لفتيات صغيرات عمانيات بمسرح المعرض بتنظيم من دار الوراق «لنصنع عمان مفكرة».
وبارك وزير الإعلام الفعالية ووقع للكاتبات الناشئات تحفيزا لهن مشيداً بدور دار الوراق في رعاية هذه الإبداعات العمانية الصاعدة.
حيث قامت دار الوراق العمانية بتدشين أول ثمار برنامجها الأول على المستوى العربي وهو برنامج المؤلفين الصغار الذي يسعى إلى اكتشاف المواهب الأدبية الصغيرة ومساعدتها على النشر من خلال التحرير والرسم والتدقيق، من خلال تدشين ثلاث قصص لثلاث طفلات عمانيات، وهي حكاياتي لشيخة المعمرية الطالبة بالصف السادس وعمرها 11 عاما وكتابها عبارة عن توثيق لرحلاتها الصيفية مع عائلتها لبعض البلدان وأيضا تأملات في القيم والسلوكيات التي تشاهدها وعن مشاعرها نحو ما تتعلمه ومن المواضيع مغامرات في سريلانكا، ومملكة عجيبة، واخوة متحابون، ورسالة إلى أمي، وكرم الصحراء، وأشجار في بلادي، ولاتسرع فالموت أسرع، والكتاب الثاني فهو عالم ماريا الطالبة بالصف الرابع وعمرها تسع سنوات ومن المواضيع كوخ الفطر الأحمر، وعلاج الملكة، والتنين، وقارب النجار، وناي الغريب، أما الكتاب الثالث للطفلة مها الحجرية الطالبة بالصف الرابع وعمرها تسع سنوات ومن مواضيعها الواجب المنزلي أولا، وسأكون الأولى دائما، وأول يوم في المدرسة.
الحياة تصميم
وضمن الفعاليات الثقافية لمعرض الكتاب أقيمت صباح أمس محاضرة بعنوان(الحياة تصميم) للدكتور احمد علي مصلحي الذي تحدث عن ثقافة التصميم وأهميتها في الحياة بجميع جوانبها وأهم النقاط التي يعتمد عليها التصميم وهي التواصل وكيفية عرض الأفكار للغير وتسجيلها وتوصيلها بطريقة واضحه وسلسة تصل للمستقبل بشكل مباشر من خلال السمة التواصلية والسمة المكانية والسنه الإجرائية التي تجعل التصميم مميزا.
واستعرض الدكتور نبذة تاريخية للتصميم وبداياته، التي بدأت برسم الإنسان لكل ما يقوم به من خلال الصخور على جدران الكهوف والانتقال الى الأقلام وهو المفتاح الذي ينقل الأفكار فتدرجت الكتابات من الرسوم في اللغة الهيروغليفية والكتابة الشعبية باللغة الديموطيقية وأخيرا الى اللغة الفرعونية الهيروطيقية وهكذا بدأت الحضارات، كما عرض الدكتور المراحل التي تطور التصميم من خلالها من الكتابة والكتاب الى الانتقال للعلوم والرغبة في العيش وأخيرا التكنولوجيا والمهنة التي تعتمد على المهارة والقدرات المطلوبة للاحتياج المجتمعي وتوظيف المهارات في المخرجات الوظيفية والتخصصية، بالإضافة الى نبذة مختصرة في البدء بالمشروع الذي يعتمد أساسا على الحرفي والفنان والمصمم والمهندس.