الموقف نيوز / توصل وفد رجال الأعمال العماني في بيلاروسيا الى نتائج مهمة من شأنها ان تؤدي الى شراكات اقتصادية في مشاريع استراتيجية تتمثل في الصناعات الثقيلة وصناعة الأغذية والسياحة والتكنولوجيا واللوجستيات وذلك في ملتقى الأعمال المشترك الذي عقد بمدينة مينسك امس.
وبحث الملتقى مجالات وفرص التعاون الاقتصادي والتجاري فيما بين البلدين عبر استثمار الفرص المتاحة.
وأكد رجال الاعمال في البلدين عقب اللقاء المشترك الذي جمع أكثر من ١٠٠ رجل أعمال وجود فرص استثمارية واعدة فيما بين البلدين من شأنها الاسهام بتنمية مستوى العلاقات ورفع حجم المبادلات التجارية خلال المرحلة القادمة.
وأوضح رجال الاعمال العمانيين عقب اللقاء أنهم بحثوا مع نظرائهم البيلاروس إمكانية الدخول في شراكات اقتصادية سواء عن طريق تنفيذ مشاريع استثمارية مشتركة أو عقود ووكالات تجارية مشيرين الى ان الزيارة لقيت اهتماما كبيرا من الحكومة ورجال الأعمال البيلاروس.
وقال سعادة يوسف بن عيسى الزدجالي سفير السلطنة لدى جمهورية روسيا الاتحادية المعتمد وسفير غير المقيم لدى جمهورية بيلاروسيا خلال كلمة ألقاها في افتتاح الملتقى: إن تنظيم لقاء رجال الأعمال العماني الروسي المشترك يعكس متانة العلاقات الثنائية بين بلدينا حيث يحرص المسؤولون من كلا الجانبين على تنميتها وتطوير التعاون في المجالات ذات الاهتمام المشترك.
ودعا سعادته المسؤولين ورجال الأعمال والمستثمرين في بيلاروسيا الاستفادة من الإمكانيات المتوفرة في السلطنة وخاصة في مجال اللوجستي والموانئ والمناطق التجارية الحرة المتطورة وفي قطاع إعادة التصدير والمواد الخام والسياحة والفنية والكثير من المجالات الحيوية التي تعتبر عماد الحركة الاقتصادية والتجارية، وفي ذات الوقت دعا رجال الأعمال العمانيين بالاستفادة من الصناعات البيلاروسية الثقيلة كالجرارات والمكائن والمعدات الطبية والصيدلية والإلكترونية والقطاعات الصحية وكوادرها المتطورة، وكذلك المجالات السياحية والصناعية والإنتاجية، مؤكدا بأنه إذا تحقق ذلك سيكون له شأن مرموق في تطوير التبادل التجاري العماني – البيلاروسي ومن ثم تنشيط الحركة التجارية والاستثمارية بين البلدين الصديقين.
تكثيف الجهود
واقترح سعادته تكثيف الجهود المشتركة لتحقيق ذلك من خلال تفعيل جميع الاتفاقيات ومذكرات التفاهم الموقعة مع الجانب البيلاروسي لاسيما في المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية. موضحا أن زيارة الوفد التجاري تؤكد على الرغبة الجادة في الارتقاء بزيادة حجم التبادل التجاري بين البلدين وإيجاد شراكات تجارية جديدة.
إمكانيات كبيرة
بعد ذلك ألقى فلاديمير كولوفيش وزير التجارة البيلاروسي كلمة أكد فيها على أهمية ملتقى رجال الأعمال العماني البيلاروسي كونه يأتي في وقت باتت هناك ضرورة لتعزيز هذا التعاون من خلال إيجاد شراكات اقتصادية ترتقي بهذا التعاون لمستويات أكبر واشمل.
وعرج الوزير البيلاروسي لمجالات التعاون المتاحة فيما بين البلدين والتي أوجزها في قطاعات مثل السياحة والزراعة والمعدات الثقيلة واللوجستيات. مشيرا الى أن رجال الأعمال العمانيين والبيلاروس يمتلكون إمكانيات كبيرة ومحفزة لتطوير الأعمال الاقتصادية في مجالات عديدة ومتنوعة.
من جانبه قال قيس بن محمد اليوسف عضو مجلس إدارة الغرفة المرشح لرئاسة مجلس الأعمال العماني – البيلاروسي ان الملتقى الذي حضره أكثر من ١٠٠ رجل أعمال سلط الضوء على العديد من مقومات وفرص الاستثمار في قطاعات حيوية مثل اللوجستيات والصناعة والزرعة والتصدير والنقل.
فرص واعدة
وأكد اليوسف أن بيلاروسيا تمتلك العديد من فرص الاستثمار على مستويات عديدة من الممكن الاستفادة منها عبر إيجاد شراكات اقتصادية تعزز من حجم هذه العلاقات والعمل على توفير خيارات استثمارية متنوعة أمام المستثمرين ورجال الأعمال في البلدين.
وقال سنحرص في غرفة تجارة وصناعة عمان على ضمان استمرارية مثل هذه الزيارات لبيلاروسيا أو غيرها من دول العالم لقناعتنا التامة بأهميتها الاقتصادية والسياسية ولذلك فطموحنا خلال المرحلة القادمة تنظيم زيارة لرجال الأعمال البيلاروس الى السلطنة لقناعتنا .
وأضاف ان لقاء الوفد برئيس جمهوية بيلاروسيا وقف على العديد من الجوانب التي من شأنها ان ترتقي بحجم المبادرات التجارية حيث استعرض اللقاء جوانب عديدة لتطوير هذه العلاقات عبر تسهيل الاجراءات وتوفير الحوافز والتسهيلات.
ترويج الاستثمار
وقدمت المهندسة نسرين بنت أحمد جعفر الخبيرة الاقتصادية في مكتب نائب رئيس الهيئة العامة لترويج الاستثمار وتنمية الصادرات (إثراء) ورقة عمل تناولت خلالها العوامل الأساسية للاقتصاد الحر من خلال سيادة القانون والسياسات المالية وتبسيط الإجراءات في أداء الأعمال وكذلك الحرية في اختيار الشركاء في أداء الأعمال مع التطور التكنولوجي الهائل الذي يجعل كلفة الاتصالات والنقل منخفضة جدا وكذلك تخصيص المشاريع الحكومية وتقليل الإنفاق الحكومي وإعطاء القطاع الخاص دور أكبر في عملية التنمية.
وأوضحت الورقة الفرص الاستثمارية التي حددتها خطة استراتيجية ترويج الاستثمار التي قامت بها الهيئة العامة لترويج الاستثمار وتنمية الصادرات بالاستعانة بإحدى بيوت الخبرة العالمية وبالتشاور مع الجهات المعنية لوضع وتحديد عشرة من القطاعات الواعدة للاستثمار ، وكذلك الدول التي توفر فرصا أكثر لجذب الاستثمار وذلك لضمان عدم إهدار الموارد المالية والبشرية في الهيئة في الترويج وإنما التركيز على قطاعات توفر الفرص الأكبر للتنوع الاقتصادي كصناعات المواد الكيماوية والصناعات السمكية والاستزراع السمكي، والقطاع اللوجستي وقطاع التعليم، وصناعات الآلات والمواد والمكائن، وقطاع صناعات المعادن وقطاع السياحة، وقطاع الصحة وقطاع المواد الغذائية والمشروبات، وقطاع إدارة النفايات.
تطور كبير
وتناولت الورقة التطور الهائل في مشاريع البنية الأساسية العملاقة من ضمن الرؤية التي تبنتها الحكومة للتنويع الاقتصادي لدعم القطاعات الأخرى كالتجارة والسياحة والقطاع اللوجستي وكذلك تسهيل الاستثمار الأجنبي. كما تحدثت الورقة عن المناطق الصناعية الثماني المنتشرة في جميع أنحاء السلطنة، إضافة إلى الموانئ الخمسة والمطارات الخمسة والمناطق الحرة الأربعة مفصلة الحديث عن ميناء صحار والمنطقة الاقتصادية في الدقم وميناء صلالة والتسهيلات التي توفرها وكذلك المزايا التي تتميز بها تلك المناطق والفرص الاستثمارية إضافة إلى البنية الأساسي المساندة من مناطق صناعية وميناء صناعي ومنطقة حرة ومطار.
لقاءات متميزة
وعقد رجال الاعمال لقاءات ثنائية مع نظرائهم البيلاروس تم خلالها بحث فرص الاستثمار المختلفة.
وأشاد الشيخ أحمد بن سيف المحروقي رئيس مجلس إدارة الشوامخ للخدمات النفطية بجهود الغرفة في تنظيم زيارات الوفود التجارية موضحا ان اللقاءات التي تجمع بين رجال الأعمال باتت ضرورة يجب رعايتها والعناية بها لما لها من مردود ايجابي على القطاع.
وقال المحروقي: اللقاءان اللذان جمعنا برجال الأعمال في روسيا وبيلاروسيا كانا فاعلين وفتحا أمام الجانبين فرصة للوقوف على الصعوبات التي تعترض تعزيز مستوى هذا التعاون مشيرا الى ان هذه الزيارات فرصة للتعريف بالفرص الاستثمارية التي تمتلكها السلطنة في مختلف المجالات.
آفاق ارحب
وقال راشد الراجحي رئيس مجلس إدارة مجموعة الراجحي ان التسويق والترويج لعمان من الأهداف الرئيسية للوفود التي تسيرها الغرفة خاصة في دولة مثل بيلاروسيا التي نجد ان زيارة الوفد العماني سوف تفتح أفاقا أرحب للتعاون الاقتصادي خلال السنوات القادمة خاصة فيما يتعلق بالاستثمار.
وقال ان اللقاء الذي جمعنا بالرئيس البيلاروسي وضع النقاط على الحروف حيث تم بحث العديد من المواضيع المهمة التي تعزز من مستوى حجم المبادلات التجارية والاستثمارية بين البلدين.
تعزيز الأنشطة الاقتصادية
غانم بن ظاهر البطحري (رجل أعمال) اشار الى ان الوفد التجاري لبيلاروسيا اطلع على الفرص الاستثمارية وبحث مجالات التعاون التجاري بغية للحصول على صفقات ووكالة تجارية من تعزيز حجم الأنشطة الاقتصادية بين البلدين مشيرا الى انه من المهم العمل على استقطاب رؤوس الأموال الخارجية وفي منظومة عمل متكاملة بين مختلف الجهات ووضع تصورات مدروسة وعملية لضمان الوصول للغايات المرجوة لمثل هذه الزيارات التي تعمل عليها الغرفة مضيفا أن أصحاب الأعمال تقع عليهم مسؤوليات كبيرة خلال المرحلة المقبلة ويتطلب ذلك في المقابل تسهيل كافة الاجراءات المرتبطة بالاستثمار لضمان الوصول للأهداف المعلنة وفي مقدمتها جذب الاستثمارات وتنويع مصادر الدخل وجعل السلطنة بيئة استثمارية جاذبة.
تنويع مصادر الدخل
وقال كليم بن محمد اليعقوبي الرئيس التنفيذي لشركة GEE ان زيارات الوفود التجارية باتت مهمة من كل النواحي فعلى سبيل المثال الركود الاقتصادي العالمي بسبب انخفاض اسعار النفط يحتم علينا كحكومة ورجال اعمال التوجه للبحث عن اسواق جديدة تتيح فرصا واعدة لمنتجاتنا بهدف تنويع مصادر الدخل وتطوير الخدمات والسلع ذات الجودة العالية.
واضاف اليعقوبي: ان السوق البيلاروسي يتمتع بوجود سلع متنوعة في قطاعات عديدة متنوعة خاصة في قطاعات مثل الزراعة والمعدات الثقيلة والصناعة والسلع الغذائية.
وقال لمسنا فرصة للتعاون في مجال التصدير عن طريق ميناء الدقم وإعادة التصدير عبر موانئ السلطنة الى افريقيا واسيا وهذه فرصة ممتازة موضحا ان وجود رجال الأعمال مع اصحاب المؤسسات الصغيرة فتح قنوات تواصل فيما بين هذه الشركات.
وذكر ان البيلاروسيين متميزون في قطاع السياحة وخاصة السياحة الطبية والمنتجات الصناعية الثقيلة بجانب التعاون في المجال التقني.
شراكات اقتصادية
اما الشيخ علي بن سليم الجنيبي رئيس مجلس إدارة مجموعة الغالبي العالمية فقال وقفنا كرجال اعمال عمانيين على العديد من مجالات التعاون الاقتصادي ما يفتح المجال لبناء شراكات اقتصادية متميزة خلال السنوات القادمة.
واشار الجنيبي الى ان مثل هذه الزيارات اصبحت مهمة اذ انها فرصة للتعرف على ثقافات واهتمامات هذه الشعوب والاستفادة منها في خططنا وبرامجنا التنموية والتوسعية كما تتيح لرجال الأعمال العمانيين أنفسهم فرصة اللقاء ومناقشة الكثير من الجوانب التي تعنى بالتنمية الاقتصادية فيما بين الشركات الوطنية والسبل الكفيلة بتطويرها مؤكدا ان زيارة هذه الدول يفتح أمامنا مساحات كبيرة لجذب عقود ووكالات تجارية للسلطنة.
وقال لمسنا رغبة أكيدة للاستثمار فيما بين الجانبين العماني والبيلاروسي خاصة في قطاع النفط والغاز.
من جانبه نوه حسن علي جواد العضو المنتدب للشركة المتحدة للأوراق المالية الى ضرورة العمل على الاستفادة من هذه الزيارات وترجمة أهدافها من خلال إيجاد شراكات اقتصادية بمقدورها ان تأخذ بهذه العلاقات لأبعد مما هي عليه الآن وهذا بالتالي بحاجة لجهود مضاعفة تستلزم عقد لقاءات وزيارات مستمرة بين كلا البلدين خاصة وان روسيا وبيلاروسيا تمتلكان إمكانيات كبيرة في مجال الصناعة والسياحة والتدريب والنفط والغاز وغيرها من المجالات في المقابل تتمتع السلطنة بفرص استثمارية كبيرة وبالتالي استثمار التجربة الروسية للنهوض بها.
وقال ان روسيا وبلاروسيا مصدرتان للسياحة ولذلك من الأهمية العمل على تنظيم حزم سياحية وإقامة المعارض الترويجية بالاضافة لتسهيل استخراج التأشيرات وهذا من شأنه ان يخلق مجالات تعاون أكبر في المستقبل القريب مباركا جهود الغرفة لتنظيم مثل هذه الزيارات.
بوابة اقتصادية
وقال خميس الكيومي (رجل أعمال) تكمن أهمية زيارة جمهورية بيلاروسيا كونها بوابة اقتصادية واستثمارية الى سوق يصل الى 170 مليون نسمة بين روسيا والدول والمجاورة وأوروبا. مشيرا الى أن بيلاروسيا تمتاز بمستوى أكاديمي عال وامكانيات بشرية تتصف بالمهنية عالية. وهناك بعض المجالات التي تمتاز فيها ومنها الصناعات الثقيلة وصناعة الأغدية والحلول البرمجية والعلاج الطبي كما انها بلد جميل فهو وجهة سياحية.. ومن هذا المنطلق فهي تتيح فرصا كبيرة لرجال الأعمال فيما يتعلق بإقامة شراكات في هذه المجالات سواء في السلطنة او بيلاروسيا.. اضافة الى امكانية الحصول على وكالات تجارية وعقود عمل مشتركة.
وأوضح الكيومي أن مثل هذه الزيارات للأسواق الأخرى لا شك أن لها دور في فتح أسواق أوسع المنتج العماني وبذلك يصل للعالمية.
أسواق جديدة
عبدالعظيم البحراني مدير عام غرفة تجارة وصناعة عمان اشاد بنتائج الزيارة لكل من سانت بطرسبرج وبيلاروسيا موضحا ان ذلك يأتي في اطار سياسة الغرفة في اكتشاف أسواق جديدة وفتح مجال أوسع أمام رجال الأعمال العمانيين ومنتجات مصانعهم، وتبادل الخبرات مع نظرائهم في الأسواق والأخرى ومحاولة الاستفادة من الوكالات التجارية وعقود عمل.
وقال ان لقد تكمنا من توقيع مذكرة تفاهم مع سانت بطرسبرج فيما يتعلق بالتسهيلات وهي خطوة مهمة لتعزيز التعاون في المجالات الاقتصادية والتجارية، كما ان بعض المشاريع الكبيرة التي تدارسها رجال الأعمال العمانيين والروس.
وفيما يتعلق بزيارة بيلاروسيا قال عبدالعظيم البحراني أن بيلاروسيا بلد جميل يمتاز بالخبرات والامكانيات في عدة قطاعات وخصوصا في الصناعات الثقيلة وصناعة الأغذية كما توجد فرص مناسبة لاقامة استثمارات مشتركة سواء في السلطنة أو بيلاروسيا. املا في أن يخرج رجال الأعمال بنتائج جيدة من هذه الزيارة