18 نوفمبر، 201918 نوفمبر، 2019 جريدة عمان
يستهدف مشروع «عمان 2040 » إعداد رؤية واعدة تستشرف المستقبل وتتطلع
إلى مزيد من التطوّر وتحقيق الإنجازات وفق منظومة عمل طموحة، تُسهم في صياغتها كل
شرائح المجتمع وأطيافه، لتحديد أهداف السلطنة المُستقبلية ورسم خارطة العمل وآليات
التنفيذ والتفكير حتى عام 2040. حيث نصت الأوامر السامية على (إعداد وبلورة وصياغة
الرؤية المستقبلية عُمان 2040 بإتقان تام ودقة عالية في ضوء توافق مجتمعي واسع
وبمشاركة فئات المجتمع المختلفة، بحيث تكون مستوعبة للواقع الاقتصادي والاجتماعي
ومستشرفة للمستقبل بموضوعية، ليتم الاعتداد بها كدليل ومرجع أساسي لأعمال التخطيط
في العقدين القادمين ) .
ومن هنا ينطلق النهج التشاركي في إعداد الرؤية المستقبلية عمان 2040 بحيث يرسخ
عملية المشاركة المجتمعية في مناقشة القضايا المطروحة وتبادل الآراء وإيجاد حوار
مجتمعي حقيقي حولها ، وصولا إلى صياغة النتائج التي سترسم مستقبلا مزدهرا لعمان.
تبنت رؤية عمان 2040 النهج التشاركي خلال مراحل إعداد وتطوير الرؤية، بما يضمن
مشاركة كافة القطاعات الفاعلة ذات العلاقة والمتمثلة في شرائح واسعة من
المواطنين،فضلا عن القطاعات الحكومية وشبه الحكومية ومؤسسات القطاع الخاص ومؤسسات
المجتمع المدني والشباب والمرأة والأكاديميين والإعلاميين والطلبة وذوي الإعاقة
والأطفال.
وفي كافة محطات إعداد الرؤية من مرحلة تشخيص الوضع الراهن ومرورا بالمبادرات
الاتصالية وانتهاء بالمؤتمر الوطني شارك ما يقارب 41,000 مشارك ومشاركة من كافة
المحافظات والقطاعات والفئات العمريه معبرين عن آمالهم وتطلعاتهم لمستقبل عمان
وذلك إيمانا من الجميع بأن الرؤية لا تتحقق إلا بتوافق ومشاركة المجتمع العماني
كافة لتسير وفق المسار المخطط والمرسوم لها .
وقال الدكتور أحمد القاسمي مدير عام التخطيط بوزارة الصحة – عضو لجنة الإنسان
والمجتمع : « لا شك أن أي تخطيط سواء كان على المدى القريب أو المتوسط أو البعيد
لن يكون موفقا إلا بوجود مشاركة فعلية وفاعلة من قبل جميع الشركاء. ولا يخفى على
أحد دور المجتمع المدني في التنمية المستدامة وفي العملية التخطيطية، فبمشاركته
يدعم ويساعد على تشخيص الواقع وتحديد مواطن القوة والضعف وتحديد التحديات
والتهديدات والفرص في جميع جوانب ومجالات التنمية وهذا كان ظاهرا في رؤية عمان
٢٠٤٠ حيث كان المجتمع المدني حاضرا في كل مراحل إعداد الرؤية وساهم مساهمة جبارة
في تحديد الأولويات الوطنية وبلورتها في محاور متعددة وكذلك وضع الأهداف
الاستراتيجية لهذه الأولويات ومؤشرات الأداء والمتابعة. ولو لم تكن هناك مشاركة
للمجتمع فإن عملية التنفيذ وتحقيق الأهداف المرجوة ستواجهها مطبات وتحديات ولربما
ستؤول للفشل ولذا كانت المشاركة المجتمعية جوهرية وواضحة وهذا إن دلّ على شيء
فإنما يدل على التزام الجميع ورغبتهم الكبيرة في الخروج برؤية طموحة وواقعية تلبي
توقعات ومتطلبات المجتمع من أجل عمان المستقبل».
وتجلت المشاركة المجتمعية أكثر وضوحا في المبادرات الاتصالية التي كان من أبرزها
مبادرة كل عمان التي تم تصميمها ضمن استراتيجية الاتصال وإشراك ذوي العلاقة لتعزيز
النهج التشاركي في عملية إعداد وصياغة الرؤية المستقبلية «عُمان 2040». وقد هدفت
المبادرة إلى أخذ أولويات المجتمعات المحلية وتطلعاتهم المستقبلية في الحسبان عند
إعداد وثيقة الرؤية، وإتاحة الفرصة لشرائح المجتمع المختلفة في المحافظات وخاصة
فئات الشباب والمرأة والقطاع الخاص ومؤسسات المجتمع المدني للمشاركة الفاعلة في
جهود التنمية المستدامة في السلطنة.
انطلقت مُبادرة كل عمان من أولى محطاتها في الخامس والعشرين من مارس 2018 بمحافظة
البريمي، وشملت كلاً من مُحافظة مسندم والداخلية وشمال الباطنة وجنوب الشرقية وشمال
الشرقية والظاهرة وظفار والوُسطى وجنوب الباطنة وأخيرًا محافظة مسقط. تهدف
المبادرة إلى تعزيز النهج التشاركي المجتمعي في صياغة الرؤى والأهداف، وتوسيع نطاق
المشاركة المجتمعية عبر إشراك فئات المجتمع المختلفة في إعداد وصياغة رؤية عمان
٢٠٤٠، كما تهدف إلى التعرف على آراء أبناء المحافظات حول أهم التوجهات المستقبلية
لرؤية عُمان 2040.
كما أن لطلبة المدارس حضورا ملفتا ومشاركة مميزة فقد ذكرت الطالبة حنين الموسوية
«إن مبادرات التخطيط لعام 2040 المتمثلة في الندوات والورش تدل على الوعي بأهمية
التخطيط للمستقبل وتسهم في تحقيق شراكة مجتمعية هادفة يتم من خلالها التعاون مع
كافة فئات المجتمع للمساهمة في دفع عجلة التنمية».