كل هذا الانتظار لاوباما!!

هذه حال بنيامين نتنياهو أو بيبي كما يدلعوه وكذلك هذه حال الكيان الصهيوني هزيل تافه لا يخيف نمله
مايو 23, 2009
مؤتمر الاعلاميات العربيات السابع
يوليو 7, 2009

بقلم رشيد شاهين – بيت لحم – فلسطن

من الملاحظ أن هناك غالبية بين زعماء الأمة العربية وزملائهم من زعماء الدول الإسلامية ينتظرون على أحر من الجمر ويبالغون في التوقعات فيما يتعلق بزيارة الرئيس الأمريكي باراك اوباما لجمهورية مصر العربية التي من المفترض أن تجري في الرابع من حزيران القادم – لاحظوا التاريخ وعلاقته بحرب حزيران وهزيمة جيوش امة العرب في الخامس من حزيران عام 1967-، وقد انتقلت عدوى الانتظار هذه إلى الكثيرين من أبناء الأمة، كما أن العديد من الكتاب والمثقفين والمحللين السياسيين لم يتوقفوا عن “التنظير” لتلك الزيارة وما سيقوله اوباما خلالها وما قد يحدث في القاهرة، لا بل ذهب البعض من هؤلاء إلى الحديث في تفاصيل التفاصيل فيما يحمله اوباما وكأنهم ساهموا في صياغة ما يحمله الرجل أو أنهم اطلعوا عليه أو تمت استشارتهم فيما سيطرحه، وذهب البعض إلى التعامل مع هذه الزيارة وكأنها فتح جديد، وإنجاز قل نظيره – هذا كله قبل أن تتم الزيارة والتي سوف تنصب على الترويج لإسرائيل وضرورة التعامل معها وفتح البلدان العربية والإسلامية لها ولقطعان عصاباتها كبادرة حسن نية- وكأن الرجل سوف يحقق ما لم يستطع أي من قادة الولايات المتحدة وغيرها من قادة العالم أن يحققوه على مدار سنوات عمر الصراع العربي الإسرائيلي.

هؤلاء العرب هم نفس العرب الذين نٍظّروا وروجوا قبل ذلك للرئيس الأمريكي السابق بوش الصغير عندما – أطعمهم فستق فارغ – قبل غزو العراق واحتلاله واستباحة كل ما فيه من بشر وحجر ومؤسسات دولة، ومقدرات عظيمة تم بناؤها بعرق وجهد ودماء أبناء العراق، وقد استطاع بوش من خلال “الضحك على الذقون” والتزوير والقول بأنه سوف يقيم الدولة الفلسطينية، القضاء على هذا العراق بمساعدة مباشرة وفي بعض الحالات تأييد القادة العرب لمخططاته، وخلال فترة وجيزة صار العراق من أكثر الدول العربية تخلفا وفقرا وفسادا وتشرذما وعرضة لكل ما لم يكن بالإمكان أن يتحقق لولا تآمر العرب وغيرهم من دول المنطقة على هذا البلد الممتد لآلاف السنين والذي كان احد أهم دول المنطقة خلال العقود الماضية.

من الواضح أن العرب لا يتقنون فن التعلم من تجارب الآخرين، أو هم لا يرغبون في ذلك على اعتبار أنهم امة مميزة ومختلفة، وعى أساس أنها خير امة أخرجت للناس، وبالتالي فمن “العار أو ربما العيب” أن نتعلم من الآخر، فبينما ترحب الأمة بالزائر الفذ على طريقتها في الكرم الحاتمي، نجد ساسة الكيان المغتصب يستبقون زيارة اوباما ليتنافسوا في إطلاق التصريحات ويتسابقوا في التعبير عن المواقف المتطرفة، ولا ندري إذا كان قادة العرب قد اطلعوا على ما قاله نتانياهو في ذكرى احتلال القدس عندما قال بانها ” غير قابلة للتقسيم” أو ما قاله الفاشي وزير خارجية إسرائيل افيغدور ليبرمان الذي أكد بان ”لا عودة إلى حدود الرابع من حزيران”.

من الواضح أيضا انه يغيب عن هؤلاء القادة أن الغرب وأمريكا تحديدا وكذلك العالم لا يحترمون الضعفاء، وقد يكون فيما جرى بالتجربة العراقية وقصة أسلحة الدمار الشامل المعروفة من تنازلات ومحاولات لاسترضاء الغرب مما كان يقال عن تعاون مع فرق التفتيش في حينه، درسا حيث كان العراق يضطر في كل مرة إلى تقديم المزيد من التنازلات كلما استجاب لشرط من الشروط أو الضغوط، وفي النهاية ماذا كانت النتيجة؟

الحقيقة إننا نسوق هذا الكلام في محاولة للمقارنة مع كيف تتعامل دول مثل كوريا الشمالية أو إيران أو فنزويلا أو الغريم الأكبر للأمة- إسرائيل-، حيث ان هذه الدول تتعامل بكثير من الأنفة والشعور بالثقة والقوة، وهي قلما تستجيب لكل ما يفعله الغرب هذا ان استجابت، فماذا حصل وما الذي استطاعت أميركا وحلفاؤها الغربيين من عمله، ان نظرة إلى ما أقدمت عليه كوريا الشمالية خلال الأيام القليلة الماضية يمكن ان تكفي لمن يريد ان يعتبر.

المواقف العربية وبدلا من ان تكون اقرب إلى من يستجدي في السر والعلن ان – ان يلهم الله- باراك حسين اوباما إيجاد حل لصراع مستمر منذ عدة عقود بسبب عجز العرب وتبعيتهم للغرب، يجب ان تكون أكثر صلابة وان تنفض عنها بقوة كل هذا التخاذل وان تتمرد على ذاتها بداية وان تعلن مواقف صريحة واضحة بدون لبس أو تردد، وعلى العرب ان يأخذوا العبرة من عدوهم الصهيوني الذي لا يتردد بالفعل وبالقول في تحديد سياساته التي تستند بحسب ما يرى إلى المصلحة “الوطنية والقومية الإسرائيلية”، هنالك الكثير لدى العرب الذي يستطيعون فعله بدلا من رفع الأيادي إلى السماء والدعاء في انتظار الفرج من لدن اوباما.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *