مؤتمر للصحفيات البريطانيات لمحاربة الإعلام الخليع الذي أساء للمرأة
صحفية بريطانية: لماذا لا نتقدم مثل الإعلاميات في الشرق الأوسط
إقبال التميمي – لندن
1/3/2009
عقد المؤتمر السنوي الخاص بالنساء الإعلاميات عضوات نقابة الصحفيين البريطانية في المبنى الرئيسي للنقابة في لندن، وذلك لأخذ موقف جماعي من الإعلام الهابط الذي أساء للمرأة وأثر على نشاطها الإعلامي وبالتالي انعكس على تقدمها وكسبها المادي.
تحدثت لينا كالفيرت مسؤولة قسم المساواة في النقابة مشيرة إلى أن الوضع قاتماً بالنسبة لمجاهدة المرأة الإعلامية بالحصول على حقوقها بشكل عادل فيما يتعلق بفرص العمل والمساومة على أجورها، وأن ذلك عائد إلى الصورة النمطية التي يعرض فيها الإعلام المرأة كسلعة قابلة للبيع من خلال أغلفة المجلات العارية والفيديوكليب بدلاً من النظر إلى كفاءتها وهذا يعني عدم النظر الى كفاءتها بشكل جاد.
بينما قالت الصحفية الأكاديمية كات بانيارد مسؤولة حملة محاربة التمييز ضد المرأة أن دراستها أظهرت غياب المرأة في الإعلام الجاد وقالت أنه حتى في برامج الأطفال التلفزيونية مثل برنامج سي بيبيز كان جميع كتاب النصوص والسيناريو رجال و 70 % من الشخصيات في البرامج هي ذكورية. بالنسبة للصحافة المطبوعة وجدنا تحيزاً صارخا ضد المرأة حيث راقبنا صحيفة الغارديان مدة شهر فوجدنا الصور التي تعرض المرأة كقيادية كانت نادرة جداً، وحتى عندما اضطروا لاستخدام صورتها لأنها لعبت دورا سياسيا هاما عرضوها عندما كان الرجل يمر في محنة سياسية كما حصل عندما انخفض مؤشر غوردون براون في الاستطلاعات جلبوا صورة زوجته معه لتعزيز صورة رجل العائلة لانقاذ وضع حزب العمال. وهذا حصل في مراقبة صحيفة صنداي أوبزيرفير حيث لا يوجد صورة لامرأة قيادية وحدها وإنما امرأة متعلقة بذراع زوجها، وصور المرأة في الصحيفة عرضتها كأم، أو متسوّقة أي أنها إنسان مستهلك لا فاعل منتج، كما عرضوها عارية لا شيء يسترها تقوم بإغواء الرجال مما يرسل بإشارات خاطئة للمجتمع بإن المرأة مخلوق تافه لعوب ولا تؤتمن على عمل جاد. وبالنسبة لأغلفة المجلات من 521 غلاف قمنا بدراستها 291 منها كانت لمشاهير 84 % منها لنساء بينما عندما درسنا 230 غلافاً لشخصيات تقوم بعمل ما مثل الرياضة أو السياسة وجدنا 15 % من الصور لنساء.
تحدثت نارمادا ثيراناغاما مسؤولة قسم التنوع العرقي والأقليات في النقابة عن معاناة الصحفيات المهاجرات القادمات من خارج بريطانيا وكيف ينتهي الأمر ببعضهن للعمل كعاملات نظافة رغم تحصيلهن الأكاديمي العالي وكفاءاتهن لعدم وجود مؤسسات تقوم على حمايتهن والعناية بهن.
قالت ماكس بيكمان مسؤولة المساواة والإنصاف المادي أن التمييز ضد النساء يشتد كلما كبرت المرأة في العمر ويتم تنحيتها من عملها على عكس الرجل الذي يظهر بشكل جذاب في برامج التلفزيون مهما كان عمره، كما قدمت نماذجاً عن تقاضي الرجال العاملين في الإعلام أجوراً أعلى من تلك التي تتقاضاها زميلاتهم رغم امتلاكهم نفس الخبرات وقالت أن هذا يعود لحرجنا من المساومة على أجورنا في العقود خشية أن يعتبروننا ” صاحبات مشاكل” ومسترجلات.
قالت إقبال التميمي منتدبة فرع النقابة في مدينة بريستول أن إلقاء اللائمة على الرجال وعلى وسائل الإعلام هو أمر غير منصف، إذ بعدم وجود نساء يرتضين استعراض أجسادهن مقابل المال لن تروج هذه التجارة، لذلك يبدأ الحل بالتنسيق مع الجهات التربوية والتعليمية لحماية الصغيرات من تأثير الإعلام الهابط وتعزيز ثقتهن بقدراتهن الذاتية وكرامتهن الإنسانية.
منتجة البرامج الوثائقية كارولاين مايلون تحدثت عن صعوبة تسويق أعمال النساء رغم خبرتها العميقة من خلال العمل على وثائقيات للقناة الرابعة من أماكن مختلفة من العالم. وقالت إن النساء في الشرق الأوسط يعرضن في المهرجانات أفلاماً من انتاجهن في تونس وايران وأفغانستان، فلماذا نحن متأخرات عنهن؟
عرضت سو تيت مقاطعا من برنامج بحثي يتحدث عن قولبة الفتيات منذ الصغر على التفاهة وحب الظهور والاهتمام بالمطربات كنماذج نسائية وخصوصاً من خلال تسويق لعب باربي وملابسها وأدوات زينتها.
في الجلسة الثانية تحدثت ميشيل ستينسريت عن منصبها كأول امرأة رئيسة للنقابة بعد 100 عام من نشأة النقابة، وقالت أن نجاحها كنقابية أم يعود إلى مساندة النقابة التي توفر للأمهات العضوات ما مقداره 60 جنيهاً لليوم الواحد لإيجاد مربية مدفوعة الأجر لتتمكن النقابيات الأمهات من الحضور والمشاركة الفاعلة.
بينما عابت عدد من الصحفيات على الرجال الذين يعملون في الإعلام ويتحرشون بزميلاتهن جنسياً وقالت ميغان دونبي أن محرر صحيفة الاندبندنت بن دوويل قال ” ان صور النساء شبه العاريات يجعل العالم مكاناً أفضل”.
طالبت ميندي ران بوضع حد للترويج لنوادي العري لأنها ليست مقاهي وإنما أماكن لاستغلال للنساء ولا يجوز للإعلام النزيه أن يضع إعلانات أو صور مسيئة للمرأة لأنها تربي الجيل الأصغر على عدم احترام النساء.