الموقف نيوز / مما لا شك فيه أن مهرجان صلالة السياحي لعب دورا كبيرا في الحفاظ على الموروث الشعبي والتعريف به ولا يحتاج هذا الأمر للكثير من التوضيح، فما على المتتبع لهذا الأمر إلا الذهاب إلى مركز البلدية الترفيهي والتوجه إلى موقع القرية التراثية بالمركز فمنذ الوهلة الأولى لرؤية بوابة هذه القرية سيستشعر المرء عبق الماضي من خلال شكلها التراثي المحاكي لبوابة الحصن وسيستنشق نفحات اللبان والبخور الظفاريين اللذين يعطران المكان، ويتعرف الزائر من خلال تجواله في نواحي القرية التراثية على بيئات هذه القرية المعبرة عن الواقع التراثي للبيئات الحضرية والزراعية والبيئة الريفية والبدوية والبيئة البحرية وذلك من خلال محاكاة الماضي وكل ما يتعلق بهذه البيئات من تأثيث وحرف تقليدية وأكلات شعبية ورقصات فلكلورية إلى جانب تواجد العديد من الأفراد في كل موقع بهذه البيئات للقيام بكل ما يتعلق ببيئاتهم من أعمال وفنون وحرف. وتوجت جهود المهرجان في مجال دعمه للموروث الشعبي والحفاظ عليه بتواصل مسابقة الولايات للعام الرابع على التوالي التي تتضمن عددا كبيرا من الولايات من مختلف محافظات السلطنة التي تتنافس في إظهار فنونها ورقصاتها التقليدية والمشغولات والحرف والألعاب الشعبية التراثية التي تتميز بها كل ولاية. وبطبيعة الحال أسهم هذا المجهود المقدر للقائمين على المهرجان بالتعريف بالموروث الشعبي العماني بصفة عامة من خلال هذه المسابقة ليس فقط على مستوى السياح والزائرين بل حتى على المستوى المحلي، وأصبح موقع القرية التراثية بمركز البلدية من أكثر مواقع المهرجان ازدحاما واكتظاظا بزوار المهرجان للتعرف على فنوننا الشعبية والتي دائما ما يتجاوب معها الجميع، فكثيرا ما نرى كبار السن والنساء وقد تحلقوا حول البيت التراثي بالمركز حتى قبل بدء الفعاليات بوقت طويل لضمان حجز أماكن لهم وذلك من باب حرصهم على متابعة مختلف الفقرات التراثية والفلكلورية في منظر بهيج يتمازج فيه التجاوب ما بين مختلف الفئات العمرية في جو احتفالي بروعة ما يقدم من فنون ورقصات شعبية وفلكلورية، ولا غرابة إن قلنا بأن الكثير من الألعاب والرقصات والحرف الشعبية التي كادت أن تندثر أو تنسى أعيد الاهتمام بها وأصبحت معروفة لدى الجميع من خلال رؤيتها في القرية التراثية. ومن جانب آخر أسهم المهرجان في نشأة وظهور العديد من الفرق الشعبية المختلفة التي تشارك في مختلف فعاليات ومناشط المهرجان وهذا بحد ذاته خلق نوعاً من التنافس الشريف ما بين هذه الفرق في إظهار مختلف الفنون والرقصات الشعبية وهذا بطبيعة الحال ينعكس إيجابياً على إظهار موروثنا الشعبي والتعريف به والحفاظ عليه ونقله للأجيال القادمة.