الموقف نيوز / رعى معالي محمد بن سالم بن سعيد التوبي وزير البيئة والشؤون المناخية صباح أمس حفل افتتاح معرض «إشراقة» الفني الذي نظمته الجمعية العمانية لأصدقاء المسنين في بهو مبنى جراند مول التجاري بمدينة نزوى بمحافظة الداخلية، وشارك فيه كل من الفنان التشكيلي البارز أنور سونيا والفنانات التشكيليات: فخراتاج الإسماعيلية وزهرة الغطريفية وجميلة الزدجالية ونورة الزدجالية، وذلك بمناسبة اليوم العالمي للمسن. تضمن المعرض عرض مجموعة من اللوحات عكست تفاعل الفنان التشكيلي بواقعه وتراثه، وجسدت جمال الأزياء والموروث العماني المتمثل في الفنون التقليدية، وبعض الممارسات الشعبية، وقد قام راعي الحفل والحضور بجولة داخل المعرض، ووقف عند لوحات المشاركين، وتعرف على أساليب الرسم للأعمال المعروضة.
وفي ختام جولته أدلى معاليه بتصريح للصحفيين قال فيه: إن المعرض الذي شهدناه اليوم أجاد فيه المشاركون في عرض لوحاتهم بما يتواءم مع المناسبة والدعوة إلى الاهتمام بالمسنين، وأكد معاليه أن مثل هذه المعارض الفنية تدعم عمل جمعيات المجتمع المدني، وتشجع المجتمع على تقديم دور خدمي متجدد وبارز.
مرئيات لقرى غامضة في الذاكرة
وتحدث سالم بن سرور المحروقي رئيس الجمعية العمانية لأصدقاء المسنين عن هذه الفعالية فقال: يأتي المعرض ضمن برنامج الاحتفاء باليوم العالمي للمسنين، وفي مثل هذا الشهر من كل عام تحرص الجمعية على تقديم برنامج جديد، وقد قدمت الجمعية هذا العام مجموعة من الفعاليات على مستوى المحافظات، وجاء هذا المعرض المشترك بين الفنانات التشكيليات ومشاركة الفنان أنور سونيا، واختاروا لوحات تتواكب مع العادات والتقاليد، هذا ويستمر المعرض مفتوحا للزوار حتى مساء يوم الجمعة.
وكان في صدارة المعروضات لوحتان تجريديتان للتشكيلي أنور سونيا قدم فيهما تجربة مزجت بين المشهد المرئي بالعين والمتخيل، وفي لوحتيه ظهرت ملامح نساء بفتنة أزيائهن الملونة، ومن خلف اللوحة مرئيات لقرى غامضة تغوص في ذاكرة الفنان تظهر أشبه بوميض نجوم.
احتفاء بألوان القرية
يقول الفنان حول هذه التجربة: في لوحاتي أحتفي كثيرا بالطبيعة، أما اللوحتان فتمثلان أنموذجا للحياة في القرية العمانية. وقال أيضا: إن الفنان يكسر عمله بابتكار ثيمة جديدة في عمله، والآن أنا متقاعد من وظيفتي، ولديَّ فرصة كبيرة للتأمل والتفكير والبحث عن ذاتي من خلال ابتكار عمل فني جديد أسعى فيه إلى تطوير لوحاتي شكلا ومضمونا.
وأضاف: إنَّ الفنان يرصد بعينه الفنية جماليات الفن، ومن خلال تجوالي في ربوع السلطنة وداخل الولايات والمدن القديمة، ألمس تطورا في ذوق الإنسان، وتطورا في نمو المكان أيضا.
وأضاف: إنَّ الفنان لديه مخزون داخلي، والآن ما عدت أنقل صورة من مشهد فوتوغرافي، ففي داخلي مخزون كبير من المشاهد الحقيقية التي تظهر في أعمالي، وإذا ما فكرت في رسم لوحة من القرية فإن المخزون الذي أحتفظ به في ذاكرتي يرفدني بآلاف المشاهد، فتظهر ملامح لمكان عماني ما ليس بالضبط مكانا محددا، فيكفي أن أرسم ملامح من ذلك المكان، وهي الملامح الغائصة في الأعماق.
وقال أيضا: في أعمالي الأخيرة أحتفي بالرقصات الشعبية، وبالأخص الرقصات النسائية لما فيها من ألوان صارخة وكثيفة، والألوان هي أكثر ما يشد الفنان.
وقال أيضا: رسمت لوحات كثيرة يظهر فيها مسنون من كلا الجنسين، وأنا كفنان أحتفي بهم، وأبرز بعضا من أعمال المسنين وأفضالهم علينا كثيرة، فلقد خدمونا سابقا وآن أن نخدمهم ونبرزهم في أعمالنا الفنية.
تفاعل مع نصوص الشعراء
كما شاركت في المعرض الفنانة القديرة فخراتاج الإسماعيلية بـ12 لوحة تشكيلية تفاعلت فيها مع نصوص الشعراء، وقد قدمت سابقا معرضا شخصيا في النادي الثقافي بمسقط تلخصت فكرته في رسم نصوص شعرية لمجموعة من الشعراء العمانيين، وفي هذا المعرض اختارت 12 لوحة من ذلك المعرض السابق، واختارت اللوحات التي تبرز القرية رسمتها بأسلوب تجريدي.
تقول التشكيلية فخراتاج: قبل أن أشرع في تجربة رسم النصوص صرت أقرأ الشعر وتفاعلت مع نماذج نصية كثيرة لمجموعة من الشعراء العمانيين، فخرجت هذه الأعمال الفنية، وكان سهلا بالنسبة لي أن أختار نصوصا حولتها إلى أعمال فنية.
وقالت أيضا: لنا الشرف كفنانين أن نساهم ولو بجزء بسيط من أعمالنا الفنية نحتفي فيها بالمسنين في يومهم العالمي، فالمسنون هم آباؤنا وأجدادنا، وقد أعطونا كثيرا من أعمارهم وإبداعاتهم وعلمونا أيضا، ولولاهم ما كنا اليوم، ونحن ندعو أن يصبح المسن جزءا من تفاعل حياتنا، وتصبح المرحلة العمرية المتقدمة مرحلة خصبة بالإبداع والنشاط.
أزياء في لوحات كولاج
وشاركت التشكيلية زهرة الغطريفية بمجموعة من اللوحات، وهي من مدينة نزوى، وشاركت في هذا المعرض بعشر لوحات، وظفت فيها أزياء المرأة العمانية القديمة التي لم تعد تلبسها النساء، وذلك باستخدام أسلوب الكولاج، ويظهر في أعمال زهرة جمال خاص للأزياء التي كانت تلبسها الجدات. تقول زهرة: لم تعد الفتاة تلبس مثل هذه اللباس، وأصبحت كتلة متحركة من السواد، فيما كانت المرأة تلبس أزياء ملونة، وكان لها سحرها الأنثوي.
وتقول أيضا: أنا مع العودة إلى لباس هذه الأزياء؛ لأنها موروث قديم، الزي العماني متميز عن بقية دول الخليج، بل إن لكل ولاية طابعا خاصا في أزياء المرأة.
الملابس التقليدية والزخارف
وشاركت جميلة بنت مال الله الزدجالية في هذا المعرض بعشر لوحات، وفي أعمالها لم تركز على ملامح الوجوه، بل على الملابس التقليدية والزخارف. تقول جميلة: هذا أسلوب نهجته منذ سنتين، انقل في أعمالي صورة من الملابس التقليدية بتنوعها المنتشر في جميع محافظات السلطنة. وتقول: إنها تحتفظ بملابس أمها التي وجدتها، وإن المرأة كانت تلبس ألوانا غامقة لأنها لا تتسخ، وتتحمل تقلبات الطقس. وتضيف أيضا: حيثما أكون يأتي تركيزي على الملابس، وتأمل جميلة الزدجالية أن تقيم جاليري خاصا بها تعرض فيه لوحاتها وتفتح قاعة للعرض والتدريب.
الجدير بالذكر أن الجمعية العمانية لأصدقاء المسنين أشهرت بتاريخ 17 يناير من عام 2011، وتضم حاليا أكثر من 500 عضو، وتهدف إلى مساندة ومساعدة المسنين، ومتابعة حالتهم الصحية والاجتماعية، وتزور المسنين في بيوتهم، كما تقوم بتنظيم زيارات دينية للعمرة والحج، وزيارات سياحية وترفيهية إلى صلالة لمعايشة فصل الخريف