مدحاء.. بيت الأفلاج والعيون الجارية والمواقع الأثرية
يونيو 2, 2019
الوهيبي يشارك في اجتماعات الفيفا والآسيوي
يونيو 10, 2019

ازدهار النشاط السياحي في ولاية خصب ربما كان ملموسا، خاصة خلال السنوات العشر الأخيرة ويرجع ذلك إلى المشاريع التي تتماشى جنبا إلى جنب مع المقومات السياحية الطبيعية والحضارية، لكن هناك الكثير الذي يمكن أن يقوم في المستقبل القريب مع الأمر السامي الكريم بالتسهيلات في عملية السياحة وتنشيطها.
فيما يتعلق بالمعالم السياحية فالولاية تزخر بالعديد من المقومات السياحية مثل الأخوار البحرية كخور شم وخور نجد وجزيرة التلغراف وجزيرة أم الخيل وغيرها من الأخوار، إضافة إلى عدد من الجزر التي من أهمها جزيرة أم الغنم وجزيرة أم الطير وجزيرة سلامة وبناتها وجزيرة أم الفيارين وجزيرة ليما والخيل ومخبوق وأبو مخالف وجزيرة ساويك والتي يمكن للسياح زيارتها والاستمتاع بها من خلال مجموعة من السفن السياحية بكافة وسائل الراحة التي ينشدها السائح.
بالإضافة إلى ذلك هناك الأودية والعيون المائية والمسطحات الخضراء الطبيعية بمنطقة الخالدية والسي، فضلا عن الشواطئ الجميلة، والمتنزهات الطبيعية في الروضة والسي والخالدية، إضافة إلى وادي خن وسيفه حيوت وخور.
ونجد كل هذه المقومات مع تزايد الخدمات الإيوائية التي أسهمت في نشاط السياحة على مدار العام.
من ناحية جغرافية فإن ولاية خصب تقع في أقصى الشمال لمحافظة مسندم وهي تتوسط ولايتي دبا وبخاء، وتطل على بحر عمان من جهة الشرق والخليج العربي من جهة الشمال الغربي حيث الممر المائي الإستراتيجي (مضيق هرمز) الذي يعبر من خلاله حوالي 90 بالمائة من إنتاج النفط لمنطقة الخليج إلى الأسواق العالمية المختلفة والذي يفصل مياه الخليج متميزا بسواحله المتعرجة في شكل أخوار وخلجان.
وهي تعتبر مركزا إداريا لمحافظة مسندم، وتبعد عن مسقط العاصمة نحو 570 كيلومترا، وتقع في أقصى شمال المحافظة، ويوجد فيها ميناء خصب.

قرى جميلة ومياه جوفية

تتميز ولاية خصب بروعة قراها وطرقها المثيرة المؤدية إلى قمم الجبال، وهناك رحلات جوية من وإلى محافظة مسقط، كما توجد رحلات بحرية بالعبارات السريعة، كما يمكن الوصول إليها بالبر عن طريق معبر يمر بدولة الإمارات.
وقد جاءت تسميتها على الأرجح نابعة من خصوبة أرضها الغنية بمياهها الجوفية العذبة والتي تنحدر عبر الأودية الكبيرة عند هطول الأمطار.
وتتكون الولاية من 136 قرية تتوزع تضاريسها ما بين الساحلية والجبلية.
ومناخ ولاية خصب رطب صيفا ماطر بارد شتاء ولا تتمتع بغزارة شديدة في الأمطار على عكس ما كان منذ سنوات، فولاية خصب قد اكتسبت اسمها من خصب المكان وكثرة الزراعة فيه وتعدد السدود فيه وانتشار الآبار الجوفية المشتهرة بالماء العذب حتى في أكثر المناطق قربا من البحر.

آثار وحضارة

تمتع الولاية بالعديد من المعالم الأثرية ومن أهم هذه المعالم عدد من القلاع والحصون والأبراج، فهناك حصن خصب الذي يرجع تاريخه إلى بداية عهد آل بوسعيد، وقامت وزارة التراث والثقافة بترميمه في مطلع عام 1990م.
وهناك حصن آخر يسمى حصن الكمازرة وهو يقع في حي الكمازرة إضافة إلى ذلك يوجد ثلاثة أبراج وهي برج السيبة التي يقع في المنطقة الحاملة لنفس الاسم وبرج كبس القصر الذي لم يبق منه غير الأطلال وبرج سعيد بن أحمد بن سليمان آل مالك الواقع في حلة بني سند، وهو من بقايا حصن كبير تعرض للاندثار بمرور الزمن ولم يبق منه إلا هذا البرج.
ومن المساجد القديمة في ولاية خصب جامع السيبة المسمى بالجامع الغربي وقد أعيد بناؤه في عام 1980م وكذلك مسجدي السوق والكمازرة اللذين أعيد بناؤهما أيضا خلال العهد الزائر.

حرف وحياة تقليدية

يمارس أهالي ولاية خصب عددا من الحرف والصناعات والفنون التقليدية، فمن أهم الحرف صيد الأسماك وتربية الماشية والطب الشعبي والزراعة، حيث يتم إنتاج التمور والليمون والفاكهة والخضروات والأعلاف وتربية الماشية.
كما تعد صناعة الجرز من أشهر الصناعات الموجودة (بنيابة ليما) التابعة لولاية خصب، والجرز عبارة عن عصا خشبية على رأسها ما يشبه الفأس الصغير الفضي يحمله الرجل في الأعياد والمناسبات.
بالإضافة إلى ذلك هناك صناعة الفخاريات والصناعات السعفية وصناعة القوارب الخشبية وصناعة الطبول وغيره.
كما تتمتع ولاية خصب بعادات وتقاليد وإرث حضاري متواتر بين السكان، فهناك الفنون الشعبية التي يحتفي بها السكان فيحيون بها مناسباتهم الاجتماعية والوطنية ومنها فن الرواح والرزيف والمالد والدان، ويحافظ على هذه الفنون سكان المنطقة شيبا وشبانا.
تكامل الخدمات

تزخر ولاية خصب بالخدمات الحكومية التي تكاد تكون مكتملة وهي ضمن خطة تنمية مستدامة أوجدت المستشفيات والمراكز الصحية والمدارس بمختلف حلقات التعليم الأساسي، والتي توجت بإنشاء مدرسة جوهرة عمان والمجمع الرياضي بخصب، إضافة إلى جمعية للمرأة العمانية وهيئة للحرف العمانية ومطار ومراكز للشرطة والدفاع المدني والدوائر والمؤسسات الحكومية وشبكة طرق تتماشى وطبيعة الولاية (الجبلية، البحرية)، كذلك تتميز خصب بوجود عدد من الحدائق العامة.
وقد بات التنوع الاقتصادي سمة حضارية في الولاية، حيث تكثر بها الفنادق والنزل السياحية والأسواق التجارية، ويجر العمل لإنشاء مستشفى مرجعي وكلية جامعية تقنية.
كما يجري العمل على إنشاء ميناء للصيد البحري، وفي 2017 تم افتتاح مبنيي قيادة شرطة محافظة مسندم ومركز شرطة خصب.
وتقدم الشركة الوطنية للعبارات رحلاتها البحرية بين ولاية خصب ونيابة ليما وولاية دبا وبين خصب وولاية شناص ومحافظة مسقط في رحلات منتظمة.
نظرا لأهمية الطرق والمواصلات باعتبارها عصب الحياة اليوم ووسيلة إيصال مختلف الخدمات إلى مختلف المناطق والقرى فقد كان هناك اهتمام كبير بها، ومن أهم المشاريع بولاية خصب مشروع تحسينات الطريق الساحلي القائم على تشذيب المنطقة الجبلية ووضع الشبك الحامي تفاديا لتساقط الصخور الناتجة عن الانهيارات الصخرية التي قد تتسبب بحوادث مرورية، إضافة إلى وضع اللوحات المرورية وتحسين المنعطفات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *