أسدل مساء أمس الستار على الدورة الثانية والعشرين لمعرض مسقط الدولي للكتاب بعد عشرة أيام حافلة بالحراك الثقافي والمعرفي واحتفاء بالكتاب.
وقالت اللجنة المنظمة في وقت متأخر من مساء أمس إن عدد زوار المعرض بلغ حتى الساعة الحادية عشرة مساء حين أغلقت بوابات المعرض 826 ألف زائر ، معتبرة أنه رقم جيد ويعكس اقبال العمانيين على الكتاب.
وفازت مبادرة «بيدي اقرأ» بالمركز الأول في مسابقة المبادرات المجتمعية التي نظمت ضمن مبادرات المعرض، وفازت بمبلغ قدره 5 آلاف ريال عماني، فيما جاءت مبادرة «صوتي حياة» في المركز الثاني وفازت بمبلغ قدره 3 آلاف ريال، تلتها مبادرة دار الوراق في المركز الثالث وفي المركز الرابع مبادرة دعم الطالب الجامعي التي تبنتها الجمعية العمانية للكتاب والأدباء.
وقال معالي الدكتور عبدالمنعم بن منصور الحسني وزير الإعلام رئيس اللجنة المنظمة للمعرض في كلمة له في حفل الختام «حاولنا كلجنة منظمة تقديم تجربة عمانية خالصة يحضر فيها الكتاب بتنوعه، وتحضر فيها الكلمة بموسوعيتها، وتحضر البرامج والمبادرات المجتمعية» وتساءل وزير الإعلام هل نجحنا؟ هل قدمنا كل ما يجب تقديمه؟ قبل أن يعود ويجيب «أعتقد أننا نحاول تقديم كل ما هو أكبر وأجمل» وهناك تحديات وهناك عقبات ولن نبلغ الكمال ولكنا حاولنا أن نقدم مشهدا ثقافيا متنوعا وبروح عمانية خالصة وأن نكون رقما صعبا على خارطة المعارض. وأضاف معاليه وهو يرتجل كلمته في الختام «نعتقد أن أطفالنا وشبابنا هم صمام الأمان وحاولنا قدر جهدنا أن نقدم عمان عبر هذا المعرض ونأمل ان نكون قد وفقنا في ذلك».
وقال معالي الوزير إن الجمهور الذي أتى من كل عمان جمهور يستحق الفرح، ونتقبل ملاحظات الجميع، وهي محل تقديرنا واهتمامنا واستفدنا منها في بناء الدورة الحالية ومن مساء اليوم تفتح مساحة أخرى لتقبل الملاحظات والاقتراحات لنستفيد منها في الدورة القادمة.
وكان معرض مسقط الدولي للكتاب قد شهد هذا العام تحولا جوهريا على مستوى الشكل والمضمون مستفيدا من المبنى الجديد لمركز عمان للمؤتمرات والمعارض وما يتمتع به من مساحات كبيرة وقاعات مجهزة لتنظيم الفعاليات. وقدمت لأول مرة فعاليات ثقافية مكثفة خلال أيام المعرض بمعدل يومي بلغ 7 فعاليات إضافة إلى العشرات التي كانت تقدم بشكل يومي في المقاهي الثقافية ودور النشر التي فتحت مساحات حوارية ونقاشية.
وحلت مدينة صحار ضيف شرف على المعرض وقدمت من خلال جناحها في واجهة المعرض تفاصيل تاريخية عن المدينة وتاريخها وفنونها ومعالمها، كما قدمت الكثير من الفعاليات والندوات والأمسيات الشعرية والنقدية. ودشنت عددا من الإصدارات الجديدة لأبناء الولاية.
وقال زوار إن توجهات اللجنة المنظمة في تحويل معرض مسقط الدولي للكتاب إلى حالة ثقافية وفكرية وأسرية قد نجحت إلى حد كبير. وساهمت المبادرات المجتمعية الثقافية في تحويل المعرض إلى فضاء نقاشي ومنتدى يجتذب للجميع للحوار في مختلف الجوانب وهو الأمر الذي اعتبره البعض انطلاقة مهمة من المعرض لفتح شراكات مع مؤسسات المجتمع المدني والمؤسسات الأهلية لتقديم حراك ثقافي.
وأشاد ناشرون بالقوة الشرائية الفردية في معرض مسقط، وقالت رنا سهيل إدريس صاحبة دار الآداب والتي تزور المعرض للمرة الأولى: تفاجأت من إقبال العمانيين على الجناح، لقد حققنا مبيعات مرتفعة، وكان ذلك مثار إعجاب كبير بالقارئ العماني، وأضافت كانت أختي رائدة تحدثني عن إقبال العمانيين على الكتاب ولكن عندما رأيت الأمر اعجبت به كثيرا. والأمر نفسه قالته صاحبة دار العين المصرية التي تحضر المعرض للمرأة الأولى: سمعنا عن القارئ العماني ولكن تفاجأت بوعيه وباقباله على الكتاب الحديث.. وهذا مشجع لنا للعودة في الدورات القادمة بإذن الله. ولم يكن الكتاب الحديث وحده محل إقبال القارئ العماني بل شهد الكتاب التاريخي والديني إقبالا كبيرا كالعادة. حيث حققت دور نشر تاريخية مبيعات كبيرة.
وكان هذا حديث الجميع. ورغم أن البعض اشتكى من ارتفاع الأسعار إلا أن البعض الاخر اعتبرها مقبولة ومتساوية مع أسعار المعارض المجاورة.. ورغم ذلك فقد حقق المعرض مشتريات كبيرة جدا. ونفدت العديد من العناوين منذ الأيام الأولى.
ودشن عشرات الكتاب العمانيين والخليجيين إصداراتهم في معرض مسقط، وهذا يعطي المعرض مكانته في خارطة المعارض كما أكد الكثير من الحضور حيث يحرض الكتاب على تدشين كتبهم فيه.
وقدمت العديد من القراءات الاحتفائية بالإصدارات العمانية الحديثة ودار حولها الكثير من النقاشات سواء في الجلسات الحوارية في المقاهي الثقافية المصاحبة أو في دور النشر. وتمنى آخرون أن تستمر الحالة الثقافية والمعرفية التي شهدتها أيام المعرض على مدار العام عبر المؤسسات الثقافية الرسمية والمدنية وان تمتد لتشمل مختلف محافظات السلطنة.