عمان – أحمد الطراونة-وقعت في دائرة المكتبة الوطنية اتفاقية تعاون مشترك بين دائرة المكتبة الوطنية ومركز الاعلاميات العربيات تضمنت بنودا حول تمكين المكتبة الوطنية من اقتناء ارشيف مركز الاعلاميات العربيات.
مدير عام دائرة المكتبة الوطنية الباحث محمد العبادي اكد على اهمية هذه الاتفاقية والتي توقع مع مؤسسات المجتمع المدني وهذا يعمق فكرة ان المكتبة ذاكرة دولة وليست ذاكرة حكومة وانه لابد من الالتفات من قبل مؤسسات المجتمع المدني الى ذلك لتسهم في اثراء مقتنياتنا وان تكون اكثر شمولية وان تكون بحق ذاكرة دولة ووطن بكل فئاته.
ودعا العبادي خلال اللقاء الذي جمعه مع رئيسة مركز الاعلاميات العربيات الزميلة محاسن الامام مؤسسات المجتمع المدني من احزاب ونقابات وجمعيات واندية ذات تاريخ الى المبادرة بتزويد الدائرة بوثائقها لأنها وثائق دولة تسهم في تقديم صورة شاملة عن تاريخها.
واضاف العبادي انه سيتم تسليم قرص مدمج بالوثائق التي تم تسلمها من قبل مركز الاعلاميات الى المركز لافتا الى ان عدد المجموعات الخاصة التي تم تسليمها الى المكتبة بلغ مئة مجموعة وان هنالك ارشيفا الكترونيا او نسخة احتياطية خارج المكتبة لوثائق المكتبة كافة لغايات الامان، وانها قامت برصد مواقع التواصل الاجتماعي لغايات جمع الصور النادرة التي يعرضها اصحابها على هذه المواقع وحفظها في ارشيفها.
من جانبها اكدت الزميلة الامام انها تسعى مع دائرة المكتبة الوطنية لإنجاز مهمة ارشفة وحفظ ارشيف المركز والذي انطلق منذ عام 1999 خاصة وانه يوثق لمرحلة مهمة من تاريخ العمل النسوي في الاردني وهذا لابد له ان يكون بمتناول يد الباحث الاردني والعربي وان المكتبة الوطنية هي ذاكرة الدولة ولابد من تسليمه له. واكدت الامام على ان ارشيف المركز زاخر بالكثير من الدراسات والندوات والافلام الوثائقية والتي تقدم قاعدة مهمة للدارس والباحث في هذا المجال وان هنالك اربعة اقسام مهمة لهذا الارشيف تتمثل في الدراسات التي تتعلق بالمرأة منذ نشأة الدولة الاردنية.
.. وتوقيع (رؤى نحوية تجديدية) للقيسي
عمان – أحمد الطراونة- قال د. عودة الله القيسي ان القرآن الكريمَ كلامُ اللهِ جَلَّ جلالهُ نَزَلَ كلاماً أيْ تراكيبَ متماسكةً، مسبوكةً سبكاً واحداً ولم ينزل بالعربية وأنما هي أداة تفَهُّمِهِ وحَسْبُ لذلك فإنه يجوز لنا أن نحذف بعض ما جمع من اللغة جمعاً عشوائياً وخاصّةً ما يتصل بحركات الإعراب التي تتضاربُ مع مثيلاتِها، في تراكيبها في القرآن الكريم أو في لهجة قريش لأنها أفصحِ اللهجات مضيفا إن القرآن الكريمَ مُـقدس ولكنّ العربية لغة شريفةُ لأنها أداة تبْييـن القرآن، غيرَ أنها ليست مُقدّسةُ.
واضاف القيسي خلال الامسية التي اقيمت في دائرة المكتبة الوطنية لمناقشة وتوقيع كتابه « رُؤَى نحْويَّةُ تجْديديّةُّ» والذي قدمه فيها الباحث عفيف ابو مطر ان ما سبق جاء لسببين هما ان القران قديم لأنه كلام الله، أي صفته، وصفاته قديمة كقدمه تعالى. اما العربية الفصحى فحادثة، لايزيد عمرها على مئتي سنة قبل الاسلام. والثاني ان القران كيان واحد وسبيكة واحدة بألفاظه وتعابيره وجمله وتراكيبه بحيث يعجز الانس والجن على ان يأتوا، ولو بسورة من مثله.
وتحدث القيسي عن العديد من الافكار التي طرحها من خلال كتابه ومنها ان العربيةٌّ خالدة لأنها إلهامٌ من الله، اي انها لغة الهامية، نزل القران الكريم بألفاظ تشابهت مع الفاظها فقامت على أصول ثابتة لا تتغير فكانت بهذا مُتسقةً مع سُنن الكون ونظامه
وان اللغويوّن العرب بذلوا جهوداً عظيمة لجمع هذه اللغة العربية الشريفة، ثم جُهوداً أخرى لتقعيدٍها ورغم اهمية ما قاموا به الا انه كان اعتباطياً، ولم يكُنُ منهجياً، هادفاً، اي أنهم جمعوا كل ّما وصلوا إليه، أو وصل إليهم من لهجات هذه القبائل السبعْ غيُر مـُتنبّهين إلى اطرّاح ما يخالف إعرابُهُ إعراب القرآن، وإعراب لهجة قريش.
وقدم القيسي فكرة واضحة عن اهم المدارس النحوية: مدرسة البصرة وعلماؤها ومعظمهم من فُرْسٍ البصرة، ومدرسةُ الكوفة وعلماؤها من العرب والفرس في الكوفة وكان بين المدرستين فرق في المنهج واضح، لأن علماء البصرة كانوا لا يقيسون إلا على الأشيع أو الشائع ولا يقيسون على الأقلَّ شيوعاً «أي النادر» ووَصَمَوُهُ بأنه شاذَّ لينفرّوا الناس منه، أما علماءُ الكوفة، فكانوا يقيسون على النادر كما يقيسون على الشائع والأشيع، لأنهم يرون أن كلّ ما ورد عن العرب يُـقاس عليه، ولو كان كلمةً واحدةً وهذا ما أراه، وأدعو له.
واضاف القيسي انه لابد من التوجيهُ التربويُّ في طريقة التدريس لتسهيل بعض حالات النحو والصرف وترْكُ إعرابِ الجمل الأنماطية الوصفيّة الجامدة بعواملَ لفظيةٍ لأن علاماتها لا تـتغير ما بين تعبير، وتعبير، في النمطَ التركيبّي الواحد.