شاركت صاحبة السمو الملكي الاميرة بسمة بنت طلال المعظمه [ الرئيسة الفخرية لمركز الاعلاميات العربيات] الاحتفال بيوم الاعلامية العربية بتكريم عدد من الاعلاميات الاردنيات اللواتي ساهمن في المسيرة الإعلامية العربية في مركز الحسين الثقافي .
وقالت سموها في كلمة بالاحتفال..أن مركز الاعلاميات العربيات أطلق بادرته باعتبار هذا اليوم يوما للاعلامية العربية تاكيدا على الدور الذي تنهض به المرأة الاعلامية والتأثير الذي يمكنها أن تحدثه لانصاف قضايا المرأة وتحقيق طموحاتها مع التركيز على رسالة الأعلام في التوعية والمعرفة والتثقيف والتعليم واخذ البعد التنموي بعين الاعتبار من اجل استدامة التنمية وبما يحقق للمرأة تميزها وتمكينها في المجتمع وجعلها اكثر تمرسا في مواجهة التحديات بمعرفة ودراية اجتماعية وقانونيه.
وحثت سموها على اعتبار هذا اليوم فرصة لمراجعة المسيرة بهدف الاستفادة من التجربة التي خاضتها الاعلاميات الاردنيات وحققن فيها نجاحات بعد أن تغلبن على العقبات..مؤكدة انها مناسبة لتجديد العزم لحماية المنجزات ومواصلة العمل من اجل التحديث والتطوير وبناء القدرات.
وقالت سموها..أن الطريق الشاق الذي مهدته رائدات العمل الاعلامي ما زال بحاجة ماسة إلى خبراتهن وبحاجة إلى الروح والادوات العصرية التي يتحلى بها الجيل الشاب من الاعلاميات..مشيرة الى أننا بحاجة إلى حماية حالة التواصل والتناغم بين الاعلاميات والى التجاوب مع متطلبات هذه المرحله.
والاعلاميات اللواتي كرمتهن سموها رئيسة المجلس الاعلى للاعلام الدكتورة سيما بحوث وزوجة الشهيد الصحافي طارق ايوب الدكتوره ديما طهبوب والزميلات الاعلاميات سوسن تفاحه وسوزان عفانه ولارا طماش وعاليه ادريس وعايده الطويل وايمان ابو قاعود وسميره الدسوقي وسمر حدادين.
والقت معالي الدكتوره سيما بحوث رئيسة المجلس الأعلى للإعلام كلمة اشارت فيها الى أن المجلس وضع في إطار خطته الشاملة للنهوض بالإعلام الأردني قضايا المرأة على سلم أولوياته لدعم وصولها الى المواقع القيادية ودعم الحريات الاعلامية والصحفية في الاردن بشكل يوسع الحوار البناء حول المرأة وقضاياها بهدف النهوض بواقعها وتلمس احتياجاتها الحقيقية وتوثيق ونشر انجازاتها وقصص نجاحها في إطار الارتقاء بقدراتها ومكانتها إلى مستوى الشريك الكامل في الحياة العامة وعملية التنمية الشامله.
واشارت الى ان المجلس يعمل جاهدا على تحقيق الرؤية الملكية في الاعلام وفي دعم المرأة في كل المواقع وخاصة الاعلامية منها لدعم المسيرة التنموية ومسيرة المرأة..معتبرة أن تكريمها هذا يعد تكريما لجميع الاعلاميات الاردنيات وللإعلامية العربية بشكل عام .
وعبرت رئيسة مركز الاعلاميات العربيات محاسن الامام عن اعتزازها برعاية سمو الاميرة بسمة لاحتفالية اليوم وتكريم سموها لاعلاميات اردنيات حققن انجازات لصالح قضايا وطنهن.
وعبرت الاعلاميات في كلمات خلال الاحتفال عن تقديرهن واعتزازهن وشكرهن لسمو الاميرة بسمة على دعمها الموصول للمرأة الأردنية وتكريم سموها لهن.
ومن هن أيضا” – زوجات شهداء الواجب الإعلامي اللذين إستشهدوا في ميدان الشرف وهم يقاتلون من أجل حرية الكلمه ونقل الصوره تحت أقصى الظروف وأخطرها ومن هم شهيد الإعلام الأول في الحرب على العراق – الأستاذ طارق أيوب – حيث سيقوم المركز بتكريم الدكتوره ديما طارق طهبوب – أرملة الشهيد طارق – مراسل قناة الجزيره أثناء الحرب على العراق.
الجدير بالذكر والإعجاب والتقدير أن ديما وفاء” للإعلام العربي وزوجها الشهيد لم تستسلم ولم تبتعد عن الإعلام لا بل صمدت وثابرت وأكملت أعلى تحصيل علمي بحصولها مؤخرا” على شهادة الدكتوراه من مانشستر – تاليا” بعض من كتاباتها:
كتبت د. ديما – بعنوان – سكة سفر: ختامها مسك؟؟؟
ليست الرحلات سواء ففي المسافة الصغيره للطائره تختلف مشارب و اتجاهات المسافرين، منهم من يستمتع بالرحله و منهم من يريد أن يطوي المسافة طيا حتى يبلغ وجهته، و منهم اللامبالون المنشغلون بالنوم أو الطعام او المرافقين أو المستمتعون بملاهي الطائره المرئيه و المسموعه. جميل أن يقتفي المرء نهج الرحالة العربي ابن بطوطه بحيث تكون تنقلاته ذات معنى و دروس مستفاده معرفيا و اجتماعيا و أخلاقيا، دروسا عرفها الأدب العربي باسم أدب الرحلات، نمط أدبي جمع بين بلاغة الكلمه و أهمية المعلومات التاريخيه و البشريه و الجغرافيه.
رحلة عودتي من مانشستر الى عمان كانت مختلفة هذه المره فقد أكرمني الله بتحصيل شهادة الدكتوراه، أصبحت أحمل حرف الدال قبل اسمي، قيل لي أنه يغير الكثير!!!، أصبح المقربون ينادونني الدكتوره ديمه محبة و الأباعد كذلك و لكنها كانت كلمة غريبة على سمعي، زملاء الدراسه قبل مناقشة الرساله كانوا ينادونني باسمي او كنيتي التي احب (أم فاطمه) ثم أصبحت بعد أيام الدكتوره ديمه، رجوت ان لا يكون اللقب او الدرجة سببا في التباعد او تغير العلاقه، حاولت أن ابين ان شيئا لم يتغير سوى أني حصلت شيئا من العلم، علم كان اجدادنا يرونه مدعاة لمزيد من التواضع و خفض الجناح و معرفة التقصير كما قال الامام الشافعي مجدد عصره: “ما بلغت ما بلغت الا بقدر علمي و لو بلغت بقدر جهلي لطاولت السماء.” يا ترى لو قيمنا بما لا نعرف كم كنا سنحصل من الألقاب؟
رحلتي جاءت في موسم الأعياد و الاحتفالات، عيد الأضحى و الميلاد و رأس السنه، و بالرغم اني حجزت تذكرة العوده مسبقا الا أن تحديد الموعد كان شبه مستحيل مع هذه الاجنده المزدحمه بالعطل الا ان هناك دائما مجالا مفتوحا و مقاعد إضافيه اذا تمكن المسافر من دفع المزيد و شراء تذاكر بأسعار أغلى .
قبل و بعد سفرنا استحقت بريطانيا لقبها بلاد الضباب بجداره فقد غطى الضباب سماءها بكثافة و إصرار أفسد الأعياد لكثير من الناس بتأثيره على الملاحه الجويه و أضر بالكثير من شركات الطيران و المطارات. هيثرو، أحد المطارات الأكثر إزدحاما في العالم كان يعج بمن تقطعت بهم السبل و الحبال فغرقوا في ضحالة الانتظار و الوعود و التأخيرات و إلغاء الرحلات. الضباب الذي ما هو الا التقاء تيار بارد بحار و تكثفه أركع التكنولوجيا البشريه التي غزت السماء و النجوم و الكواكب، ازداد الضاب كثافة و تضاءل العملاق البشري أمامه.
خسرت الخطوط البريطانيه الملايين بإلغاء المئات من الرحلات الداخليه و الخارجيه، كان التبرير المعلن سلامة الركاب بينما أقلعت الطائرات الاخرى في مواعيدها دون تغيير يذكر. كان لا بد أن اتعجب عندها: في بريطانيا حيث المال هو الحياه تقبل الشركات بالخساره مخافة أن تعرض حياة البريطانيين للخطر بينما في بلادنا المال اولا و من وراءه الطوفان.
علمت أن رحلتنا من مانشستر الى عمان ستستغرق ما بين العشرين و الاربع و عشرين ساعه مع اختلاف التوقيت بين الغرب و الشرق، حيث ركبنا كل وسائل التنقل ما عدا البحريه، فاشتريت لابنتي فاطمه زجاجتي ماء و حليب كبيرتين في حال لو جاعت او عطشت، الزجاجتان لم تغادرا المطار و استقرتا في حاوية القمامه، المياه الفرنسية الصنع و الحليب البريطاني كانا من أسلحة الارهاب على ما يبدو و فاطمه التي أخذ منها الحليب و الماء من أميرات الحرب.
كانت اول مره أطأ فيها مطار دمشق في هذه الرحله، عند الجوازات لفتت نظري تلك العباره التي تخصص مكانا خاصا (للعرب و السوريين) و مكانا آخرا للأجانب، لفتة جميله من جانب السوريين أن يقدموا اخوانهم العرب الضيوف على أنفسهم بل يساوهم بأنفسهم بواو العطف. لم أمكث في سوريا سوى مرورا و لم اختبر صدق تلك اللفتة الكريمه على أرض الواقع و لكنها كانت كافية كذكرى جميله و بشرى خير بمعاملة و ترحيب على قدم المساواة مع أهلها في حال زرت مرة أخرى أرض الخلافة الأمويه.
عندما دخلنا حدود الأردن ساورني شعور مألوف، شعور بالملكيه و الانتماء، شعور يعرف المرء فيه رائحة الأرض و صورة السماء و عبق/ الهواء، شعور يعبر عنه الأطفال بقولهم هذا لي، هذا أبي، هذه أمي ، شعور المحزون الذي فقد جزءا من أرضه و لكنه ما زال مرابطا على نصفها الآخر ينتظر أن يجتمع النصفان و يلتقي الاخوان دون حواجز مصطنعه أو جسور و رايات دخيله غريبه
سكة سفر كان جدي رحمه الله يقطعها من عمان الى الخليل و القدس في ساعة، رحلة هانئه لزيارة أهلها في العطل و نهايات الاسبوع، رحلة أصبحت لأحفاده و الكثيرين رحلة مستحيله و سكة سفر مزروعة بألغام و أسلاك شائكه.
سكة سفر سيبقى في قلبي أن أقطعها يوما ما……