تنفيذا للأوامر السامية وامتدادا لتاريخ عمان البحري الماجد –
تنفيذاً للأوامر السامية لمولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم القائد الأعلى للقوات المسلحة – حفظه الله ورعاه – غادرت البلاد صباح أمس سفينة البحرية السلطانية العمانية «شباب عمان الثانية» للمشاركة في سباقات السفن بقارة أوروبا في رحلتها الدولية الثالثة «شراع الصداقة والسلام».
وبهذه المناسبة رعى معالي السيد بدر بن سعود بن حارب البوسعيدي الوزير المسؤول عن شؤون الدفاع حفل التوديع الرسمي الذي أقيم لسفينة «شباب عُمان الثانية» في قاعدة سعيد بن سلطان البحرية.
بدأت فعاليات حفل التوديع بالتحية العسكرية لمعالي السيد راعي المناسبة الذي قام بتفتيش الصف الأمامي من طابور حرس الشرف، بعدها قام قائد السفينة بدعوة معاليه، وأصحاب المعالي والحضور للصعود إلى ظهر السفينة «شباب عُمان الثانية»، حيث صافح معاليه والحضور طاقم السفينة واستمع وكبار المدعوين إلى إيجاز عن السفينة ومسار رحلتها والأهداف الوطنية المتوخاة من هذه الرحلة، كما اطلع معاليه والحضور على مرافق السفينة وأقسامها وما زودت به من التجهيزات والمعدات البحرية والتي تمكنها من أداء مهمتها الموكلة إليها.
هذا وستقوم السفينة خلال رحلتها والتي تستمر لمدة ستة أشهر بزيارة إلى بحر البلطيق وعدد من الموانئ والدول الأوروبية للمشاركة في سباقات السفن الشراعية الطويلة، وكذلك المشاركة في عدد من المهرجانات والاحتفالات، وتسعى سفينة (شباب عُمان الثانية) إلى إيصال رسالتها والمتمثلة في مد أواصر الصداقة والإخاء بين السلطنة ومختلف دول العالم من خلال التعريف بالثقافة العمانية الأصيلة في مختلف محطاتها الدولية معرّفة بتاريخ عمان البحري الماجد وما تنعم به من غد مشرق بقيادة حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم القائد الأعلى للقوات المسلحة حفظه الله ورعاه.
وبهذه المناسبة أدلى معالي السيد بدر بن سعود بن حارب البوسعيدي الوزير المسؤول عن شؤون الدفاع بتصريح لمندوب التوجيه المعنوي قال فيه: « لقد سعدت كثيراً وأنا أودُّع سفير عُمان البحري سفينة (شباب عمان الثانية) في رحلتها الدولية الثالثة للمشاركة في سباقات السفن بقارة أوروبا (البلطيق) تنفيذاً للأوامر السامية التي تفضل بها مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم القائد الأعلى للقوات المسلحة – حفظه الله ورعاه – وإنني لأثـمن ذلك الدور الوطني الرائد الذي تضطلع به السفينة اليوم، فهي امتداد لتاريخ بحري عماني ماجد سطره الأوائل وأعاده أبناء عمان الأوفياء وهم ينعمون بعهد زاهر مجيد تحت ظل الرعاية السامية والحكيمة لجلالة السلطان المفدى – رعاه الله – الذي أعاد لعمان ما كانت عليه من عزة ومكانة وازدهار وبأسلوب العصر، وهنا في الوقت الذي أبارك فيه لطاقم السفينة على نيلهم شرف القيام بهذه المهمة الوطنية، فإنني لأدعو في الوقت ذاته لهم بالتوفيق وتحقيق الأهداف والغايات المنشودة، وأن يعودوا للوطن الغالي وقد أدوا رسالتهم الوطنية على أكمل وجه كما هو دأب رجال عُمان الأوفياء، كما يسعدني أن أهنئ قيادة البحرية السلطانية العمانية على هذا الحفل، وأتمنى لهم التوفيق في مختلف المجالات والمهام الوطنية الموكلة إليهم».
وقال اللواء الركن بحري عبدالله بن خميس الرئيسي قائد البحرية السلطانية العمانية: «بحمد الله وفضله غادرت سفينة البحرية السلطانية العمانية (شباب عُمان الثانية) قاصدة بحر البلطيق بالقارة الأوروبية في رحلتها الدولية الثالثة ( شراع الصداقة والسلام) التي من المؤمل أن تستغرق ستة أشهر، تستكمل خلالها هذه السفينة رسالة سابقتها ( شباب عمان الأولى) في نشر المحبة والسلام من عمان إلى مختلف شعوب العالم المترامي، وتعرّف بماضي عمان البحري المجيد وحاضرها المشرق في جميع الدول التي ستمر بها خلال مشاركتها في مختلف السباقات والمهرجانات والاستعراضات البحرية الدولية التي تقام في القارة الأوروبية خلال مدة رحلتها، حفظ المولى عز وجل (شباب عُمان الثانية) وطاقمها من أهوال البحر وأخطاره وبلغهم مقصدهم بسلام وأمان ».
وتحدث العميد الركن بحري سعيد بن عبدالله الساعدي كبير ضباط الأركان بالبحرية السلطانية العمانية قائلا:«تأتي رحلة سفينة ( شباب عمان الثانية) تخليدا لتاريخ عمان البحري التليد، وقد أبحر العمانيون في مطلع القرن التاسع عشر إلى الصين شرقا والولايات المتحدة الأمريكية غربا، وها هي ( شباب عمان الثانية) تبحر من جديد لتشارك في سباقات هذا العام إلى عدد من موانئ أوروبا ومرورا بالعديد من الموانئ على خط سير إبحارها».
كما أوضح المقدم الركن بحري علي بن محمد الحوسني قائد سفينة البحرية السلطانية العمانية «شباب عمان الثانية: « أن السفينة تأتي لتحل محل سفينة «شباب عمان الأولى» التي جاءت تحقيقا لرؤية حضرة صاحب الجلالة السلطان المعظم – حفظه الله ورعاه¬ – حول أهمية التواصل الثقافي والحضاري بين السلطنة ومختلف دول العالم. وأشار إلى أن هذه الرحلة التاريخية التي ستمخر من خلالها شباب عمان الثانية عباب البحار ستكون الرحلة الـ 16 في تاريخ شباب عمان والثالثة في تاريخ شباب عمان الثانية، لترخي أشرعتها في 14 محطة و 17 ميناء حول العالم.
مشيراً إلى أن عدد البحارة الذين سيكونون على السفينة 90 بحاراً بينهم 54 بحاراً من طاقم السفينة و 36 متدرباً منهم 24 ذكراً و 12 من الإناث، وسيبحرون بالسفينة طوال 6 أشهر مجددين تاريخ البحارة العمانيين الذي مخروا عباب البحار والمحيطات شرقاً وغرباً حاملين من الموروثات الحضارية والمنتجات التقليدية فضلا عن رسائل السلام والصداقة.
وتحدث النقيب عيسى بن أحمد البلوشي ضابط الأشرعة بالسفينة : «سفينة (شباب عمان الثانية ) مستعدة تماماً ومهيأة من كل النواحي، سواء من طاقمها والمتدربين فيها أو من أقسامها وأنظمتها، لتنطلق شامخةً في رحلتها التاريخية، لتجوب عباب البحار والمحيطات، حاملةً معها رسالة السلام، لتضع مرساها في موانئ العالم، لمشاركتهم فعالياتهم وثقافاتهم المختلفة، ولتنشر عبق التاريخ العماني، وترفع علم السلطنة عالياً خفاقاً في المحافل الدولية، والحمد لله جميع طاقم السفينة مؤهلون تماماً وعلى أتم الاستعداد للتحدي وخوض المغامرة، وتحمل البحر بما يحمله من تقلبات وأهوال ومتاعب، حاملين معهم شغف المغامرة، والطموح الذي لا يصعب تحقيقه، وهدفهم أن يسطروا تاريخ السلطنة وينصبوا راية السلام العماني في دول العالم».
وذكر الملازم أول محمود بن جساس الحراصي ضابط الملاحة بالسفينة : « ستزور سفينة البحرية السلطانية العمانية (شباب عمان الثانية ) خلال رحلتها الأوروبية 17 ميناءً في 14 دولة، وستقطع السفينة أكثر من 15 ألف ميل بحري، ومن أهم المشاركات التي ستشارك بها السفينة مهرجان (دنهلدر) البحري بممكلة هولندا، وسباق السفن الشراعية الطويلة ومهرجان (ليهاف) بالجمهورية الفرنسية، وتأتي هذه المشاركات امتداداً لدور السلطنة في نشر المحبة والسلام بين شعوب العالم، وستظل هذه السفينة كما أراد لها مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه – القائد الأعلى للقوات المسلحة سفيرا متنقلا للسلطنة وممثلا لها في المحافل الدولية الشراعية».
وتحدث الوكيل بحري سعود بن ناصر المشايخي رئيس البحارة بالسفينة قائلا: «تنطلق السفينة إلى القارة الأوروبية للمشاركة في سباق السفن الطويلة، وتعد هذه الرحلة امتدادا للدور الحضاري والثقافي العماني، وهذه المشاركة هي السابعة لي في رحلات السفينة، وعملي كرئيس للبحارة يتمحور في التأكد من نظافة وجاهزية السفينة والتأكد من سلامة العمل على سطحها ».
وقال نائب العريف لقمان بن جمعة السيابي مشارك من الحرس السلطاني العماني: « سعدت بالالتحاق بدورة الإبحار والمغامرة بسفينة البحرية السلطانية العمانية(شباب عمان الثانية) وذلك لما تقدمه السفينة من تطوير وقدرات في مجال الإبحار والمغامرة، وما تكسبه للملتحقين بها من معاني الصبر والعمل بروح الفريق الواحد وتطوير الصفات القيادية لدينا».
وعبَّرت سعاد بنت عبدالله المحروقية ( مشاركة من الهيئة العامة للكشافة والمرشدات) عن سعادتها بالمشاركة قائلة:« أشعر بالفخر والسعادة لأكون ضمن المشاركين في رحلة سفينة (شباب عمان الثانية) لإيصال رسالة الإخاء والصداقة لدول العالم، وهي فرصة سانحة لي لكسب المهارات القيادية وصقل مواهبي في مجال الإبحار والمغامرة، والاطلاع على ثقافات دول العالم المختلفة».
الجدير بالذكر أن التوجيهات السامية من لدن مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم القائد الأعلى للقوات المسلحة – أبقاه الله – قضت ببناء هذه السفينة ( شباب عُمان الثانية ) لتواصل مشوار سابقتها (شباب عُمان ) التي سطرت في سجل تاريخ عُمان البحري الماجد ملحمة فخر واعتزاز، بعد أن حققت العديد من الإنجازات إلى جانب مد جسور التواصل والصداقة والإخاء بين السلطنة ومختلف دول وشعوب المعمورة، ورسخت بذلك الحضور العماني البحري في مختلف المحافل الدولية، هذا وقد تم بناء الســفينة ( شباب عمان الثانية ) وفق مواصفات هندسية وتصميمات عالية لتصل بتلك المواصفات إلى مصاف السفن الشراعية المتقدمة في العالم أجمع، حيث تمتاز السفينة بالعديد من المواصفات التي تميزها عن سابقتها، حيث يبلغ طولها ستة وثـمانين متراً، في حين كان طول السفينة السابقة اثنين وخمسين متراً، كما أن هذه السفينة مزودة بأشرعة رباعية الشكل بنيت وفق تصميم السفن الشراعية السريعة، وتبلغ مساحة الأشرعة ألفين وستمائة وثلاثين متراً،وتتسع السفينة لإيواء ستة وثلاثين متدرباً، بالإضافة إلى طاقم السفينة الذي يبلغ عدد أعضائه أربعة وخمسين شخصاً، كما تمتاز بصوارٍ مرتفعة يبلغ طولها اثنين وخمسين متراً .
حضر المناسبة عدد من أصحاب المعالي الوزراء وعدد من قادة قوات السلطان المسلحة والأجهزة العسكرية والأمنية الأخرى، وعدد من المكرمين أعضاء مجلس الدولة، وعدد من أصحاب السعادة أعضاء مجلس الشورى، ومحافظا جنوب وشمال الباطنة، وعدد من كبار الضباط بقوات السلطان المسلحة والأجهزة العسكرية والأمنية الأخرى، وعدد من أصحاب السعادة الولاة، وسعادة سفير الجمهورية الفرنسية المعتمد لدى السلطنة، وجمع من المدعوين