كتبت سوزان يعقوب – مركز الإعلاميات العربيات
عقد في الفترة ما بين 15- 18 ديسمبر 2005م في الرباط – المغرب الحوار الاعلامي الألماني – العربي في مؤتمر بعنوان ” الوضع القانوني والمجتمعي للمرأة في ألمانيا والبلدان العربية ودور وسائل الاعلام في نقله ” وتركز محاور هذا المؤتمر على المدونة الجديدة في المغرب المسمية ب” مدونة الأسرة ” الدائرة حول تمكين المرأة من حقوقها في المجتمعات ذات الصبغة الاسلامية ، ومن بين الأمور الأخرى الذي طرحها المؤتمر المسائل المتعلقة بمعالجة وسائل الاعلام ، ليس في المغرب فحسب ، وانما في العالم العربي اجمالا ، لتلك القضية الشائكة المرتبطة بوضع المرأة السياسي والقانوني والاجتماعي ، فضلا عن الأهداف التي تتبعها في هذا الصدد وسائل الاعلام ( الصحافة والتلفزيون والانترنت ) في برامجها الاخبارية أكثر منه في البرامج الترفيهية ، علاوة على تصنيفها ونقلها لتوزيع الأدوار بين الجنسين .
والتساؤل المطروح : هل تطرح وسائل الاعلام مثلا امكانية تخطي حدود هذه الأدوار ، وتنفتح على تأمل الخطاب المجتمعي الخاص بها أم تتجاهله أو حتى توظفه كما يجب ؟ بالاضافة الى ذلك ، تحليل رؤية المستقبل للمضامين والأدوار المنقولة وليس فقط رؤية ” المرسل ” .
وقد تمت مناقشة أهمية تعديل قانون الأحوال الشخصية المغربي في السياسة الداخلية والخطاب المواكب له ، مع ربطه بدور وسائل الاعلام المغربية في هذا السياق مع التعرف على الاشكاليات وطرح استراتيجيات للحلول .
وقام المشاركون بتحليل أهم التعديلات التي أدخلت على قانون الأحوال الشخصية المغربي الذي صدر عام 2004 م ، من منطلق القدرة التحديثية الكامنة فيه بالتحديد ، كما تطرح تساؤلات حول تأثيره المحتمل على العملية التشريعية في البلدان العربية الأخرى من ناحية وعلى المستوى الدولي من ناحية أخرى .
وفي المقابل تمت مناقشة وضع المرأة القانوني والمجتمعي في ألمانيا وغيرها من الدول الأوروبية مع تحليل نماذج من مواقف وسائل الاعلام الألمانية والصور التي تقدم بها الجنسين في برامجها الاخبارية ، وهو الأمر الذي يهدف الى التعرف على منطلقات منهجية مبدئية ، فضلا عن التعرف على اشكاليات المضمون في هذين المجالين .
وتتمحور نقاشات أخرى في المؤتمرحول الوضع القانوني للمرأة في بعض الدول العربية المختارة والسياسة الاعلامية المرادفة ، وقد تولت بعض الشخصيات النسائية من بلدان عربية تتفاوت فيها القوانين كما يتفاوت التراث المجتمعي والثقافي منها ( مصر ، وتونس ، ودولة الامارات العربية المتحدة، ومن الأردن ) عرض المشاكل القانونية والمجتمعية للنساء في بلدانهن ، مع القاء نظرة نقدية على دور وسائل الاعلام ومناقشة الأبعاد والاستراتيجيات والحلول الممكنة التي يمكن أن تتناسب وظروف كل بلد ، وكماعرضت من مصررئيسة قسم علوم الاعلام والمعلومات في جامعة قطر، الدوحة (د.سحر خميس ) ورقة عمل حول مدى تأثير البرامج الاعلامية ودراسة دور النساء بصفتهن ” مستقيلات نشيطات ” للبرامج الاخبارية التي تدور حول القانون والتشريعات الجديدة وغيرها .
وقدمت من الأردن الاعلامية محاسن الامام رئيسة ومؤسسة مركز الاعلاميات العربيات ورقة عمل بعنوان ” الوضع الاعلامي والقانوني للمرأة العربية والنوع الاجتماعي ” – وجههة نظر اعلامية – ومن ا لمحاورالرئيسية في هذه الورقة الاعلام والنوع الاجتماعي ، واعطاء صورة عن المعيقات التي تواجه الاعلاميات العربيات بكافة أشكالها والوضع القانوني للمرأة العربية.
وقد كان هناك عددا من المشاركين البارزين في العالم العربي أمثال الأستاذة اقبال بركة رئيسة تحرير مجلة حواء في القاهرة ، ومن المغرب الأستاذة لطيفة اخرباش مديرة معهد المعلومات والاتصالات في الرباط ، والأستاذ عبد الجليل لحجومي مدير الكلية الملكية في الرباط ، والأستاذة جميلة سيوري رئيسة فيدرالية دعم الاصلاحات والمبادرات المحلية في الرباط ، وكان من جامعة دولة الامارات العربية المتحدة البروفسورة د. فاطمة الصايغ أستاذة علوم التاريخ في العين ، ومن تونس الأستاذة سونيا عميرة من مركز دراسات وأبحاث المرأة .
وفي ختام المؤتمر تم البحث في منظور وسائل الاعلام ، والتركيزعلى التصورات الاعلامية لوسائل الاعلام بعينها ووضع النساء فيها ، مع مناقشة سياستها الخاصة بتعيين النساء من ناحية والبرامج الاخبارية الخاصة بالنساء.