أخبار الجامعة الأردنية (أ ج أ) هبة الكايد – عندما تتّحد المعرفة بالطموح والخبرة بالإرادة؛ يضطرب الفكر معلنا عجزه عن ترتيب الجمل والعبارات التي تليق بالحديث عن كل ما امتثل أمام ناظريك بالصوت والصورة والكلمات؛ سيّما في أجواء خيّمت فيها الوحدة العربية بظلالها على روح المكان.
تماما هذا هو الإحساس الذي نقلنا معه مؤتمر “دور الإعلام في تجسير الفجوة الجندرية” بما حمل في خبايا أوراقه وبين أروقة جلساته من تمتمات واضحة المعالم حول ضرورة تكاتف الجميع من أجل تصويب الأوضاع وتحقيق الأهداف المتجهة نحو رفع التمييز الجندري في المؤسسات الإعلامية المحلية والعربية على حد سواء.
المؤتمر الذي حظي برعاية سمو الأميرة بسمة بنت طلال المعظمة بتنظيم من مركز دراسات المرأة في الجامعة الأردنية ومركز الإعلاميات العربيات ومبادرة “أنا هنا” دعا في تقريره الختامي مراكز الدراسات والأبحاث إلى ضرورة تكثيف إجراء الدراسات المتخصصة في موضوع الفجوة الجندرية في الدول العربية كافة.
وأوصى المؤتمر بزيادة نسبة تمثيل المرأة في مواقع صنع القرار الإعلامي في ظل رصد التراجع الملحوظ لتمثيلها هذا الموقع في المؤسسات الإعلامية الحكومية والخاصة، موجها دعوته إلى تلك المؤسسات بإلزام الأخيرة على تقديم صورة غير نمطية لكل من المرأة والرجل حيث يصب ذلك في صالح تجسير الفجوة الجندرية.
وشدد المؤتمر في توصياته على ضرورة الالتزام بتطبيق مواثيق حقوق الإنسان الدولية في حماية أمن وسلامة الإعلاميات والإعلاميين المنتمين إلى مناطق النزاعات المسلحة والمحتلة، إضافة إلى وضع سياسات ولوائح لرفع التمييز الجندري في المؤسسات الإعلامية وتقديمها إلى صانعي القرار في كل دولة على حدة.
ودعت التوصيات إلى توحيد الجهود من أجل تعزيز فروع مركز الإعلاميات العربيات في الدول العربية معلنة عن توكيل الإعلامية زينة فيّاض بإنشاء فرع جديد للمركز في بيروت ينضم لفروعه في دول فلسطين والعراق ومصر والسودان واليمن الشقيقة.
وركز المؤتمر كذلك في توصياته التي أعلنتها رئيسة مركز الإعلاميات العربيات محاسن الإمام على أهمية بناء قدرات الإعلاميات العربيات من خلال التدريب المهني وتبادل الخبرات والتشبيك في الدول العربية.
وكانت جلسات المؤتمر قد حفلت بمناقشة جملة من المحاور المهمة بدأت في اليوم الأول بالتمكين الاقتصادي للمرأة في الإعلام ترأستها أسمى خضر بحضور الإعلامية سمر حدادين مقررة للجلسة، تحدثت خلالها الإعلامية بارعة علم الدين حول البطالة والهجرة بين الإعلاميات، فيما قدمت الدكتورة رلى الحروب ورقة حول دور الإعلاميات في صنع القرار بالمؤسسة الإعلامية، والدكتورة حنان يوسف ورقة بعنوان “دور المؤسسة الإعلامية في تعزيز التمكين الاقتصادي للمرأة في سوق العمل”.
وتناولت الجلسة الثانية برئاسة الدكتورة عزة كامل وحضور الدكتورة هيا الحوراني مقررة للجلسة محور دور الإعلاميات في مواجهة الصورة النمطية للمرأة في الإعلام تحدثت حوله الدكتورة أماني السرحان عن دور الإعلام في إعادة انتاج مفاهيم النوع الاجتماعي، وأشارت الإعلاميتان نبراس المعموري وزينة فياض ضمن هذا المحور إلى دور الإعلام في مواجهة الصورة النمطية للمرأة في الدراما العربية، فيما لفتت الباحثة روان عبابنة في ورقتها العلمية إلى أهمية استخدام المنتجات الإعلامية لمبادرة أنا هنا في التعليم التفاعلي.
وضمت الجلسة الثالثة “بناء قدرات الإعلاميات: آليات ومخرجات” التي ترأستها الدكتورة آمال عبدالله وأقرتها الإعلامية نداء جودة محاضرتين حول “التوجيه المهني للإعلاميات الإناث” و “تبادل خبرات بين جيلين” قدمت الأولى ديمة كرادشة والثانية كل من الإعلاميات مها عقيل والدكتورة عالية إدريس ورهام مراشدة.
وشكلت جلسات اليوم الثاني للمؤتمر منبرا للحوار التفاعلي بين المؤتمرين حول العديد من الموضوعات افتُتِحَت بجلسة حول “الإعلام والأهداف التنموية : أعباء وتحديات” برئاسة رمضان الرواشدة وإقرار منار الزعبي، تحدث فيها الإعلاميتان سعاد جروس وهيام طه عن الإعلام والتنمية في العالم العربي، والإعلاميتان ريم الداهودي وميساء أبو غزالة عن واقع الإعلامية العربية (فرص وتحديات).
وتميزت الجلسة الثانية التي سبقت الجلسة النهائية لإعلان اختتام فعاليات المؤتمر والتوصيات بالحديث عن المرأة في الإعلام من منظور أكاديمي بمشاركة الإعلاميتين لينا عربيات وصابرين الصافي.
وعودا على بدء؛ فقد أكدت سمو الأميرة بسمة بنت طلال الرئيسة الفخرية لمركزي دراسات المرأة والإعلاميات العربيات في كلمة ألقتها لدى رعايتها حفل افتتاح المؤتمر أهمية التعاون وتبادل الخبرات بين الإعلاميات العربيات لتسليط الضوء على قضايا المرأة العربية في المجتمع والمساهمة في دعم الجهود المبذولة لتمكين المرأة العربية في مختلف المجالات.
وعبرت سموها في كلمتها عن فخرها بأن الإعلامية العربية أثبتت قدرتها على مواجهة التحديات في ظل الظروف التي يمر بها عالمنا العربي، مشيدة خلال ذلك بدور الإعلامية العربية في خدمة وطنها ومساهمتها في تحقيق التنمية.
ولفت رئيس الجامعة الأردنية الدكتور عزمي محافظة إلى أن الدول العربية بما فيها الأردن استطاعت ردم الفجوة الجندرية في التعليم، موضحا أنه على الرغم من أن مشاركة المرأة في القوى العاملة لا زالت متدنية إلّا أن الجهود الدولية لتحقيق المساواة بين الجنسين تحقيقا لأهداف التنمية الشاملة والمستدامة لازالت متقدة، خصوصا في ظل وجود المؤسسات الإعلامية القادرة على توظيف الإعلام في خدمة قضايا المرأة والترويج لثقافة النوع الاجتماعي.
بدورها أشارت مديرة مركز دراسات المرأة الدكتورة عبير دبابنة إلى أن المؤتمر الذي تولت عرافته الإعلامية سونيا الزغول شكل ثمرة للتعاون بين الجامعة والمركز ومؤسسات المجتمع المدني لتحقيق التمكين الاقتصادي المنشود للمرأة الأردنية، معربة عن أملها بتحقيقه الغاية المرجوة منه والعمل على تنفيذ توصياته كافة.
رئيسة مركز الإعلاميات العربيات الأستاذة محاسن الإمام بيّنت أن المؤتمر تميّز عن غيره هذا العام بتشكيله توأمة بين مؤسسات المجتمع المدني التي يعد المركز إحداها، مع مراكز دراسات المرأة البحثية ومبادرة أنا هنا، مثنية في حديثها على الجهود المبذولة من كافة الأطراف التي ساهمت في التئام شمل المؤتمر ونجاح انعقاده، مؤكدة جهود المركز في خدمة الإعلامية الأردنية وتمكينها من خلال التدريب والتأهيل بالتعاون مع “دراسات المرأة” كأحد المراكز الداعمة لقضايا المرأة.
من جانبها أشادت ممثلة السفارة الألمانية في عمان يوهانا سبير بالجهود الأردنية في تمكين المرأة في كل المجالات خاصة في سوق العمل، فيما تطرقت مديرة برنامج تمكين المرأة اقتصاديا في منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا في الوكالة الألمانية للتعاون الدولي (GIZ) هيلداجراد فوغلمان إلى رؤية مبادرة “أنا هنا” وبرامجها في التوعية بقضايا تمكين المرأة في المنطقة وتعظيم دور المرأة في المجتمع بالتعاون مع المؤسسات المختلفة، لتستعرض الإعلامية بارعة علم الدين أهمية دور الإعلامية العربية في المهجر باعتبارها سفيرة لبلدها ومجتمعها؛ فضلا عن مساهمتها في ايصال الصوت العربي والقضايا العربية وإظهار الصورة الحقيقية للمرأة العربية أمام الإعلام الخارجي.