هطل المطر أمس،وليس في عادته ان يهطل في حزيران، حزيران كان شهر متفأل،حدث فيه مالم يحدث في سنوات عجاف،الدوار الرابع امتلأ بشباب متحمس ،محب لوطنه ،وعلت أصواتهم مطالبين بالتغيير والانصاف والعدالة الاجتماعية..
واستجاب رأس الدولة لمطلبهم ،واختار من شعبه الوفي رجلا يحمل ارث قومياً وطنياً عروبياً ليدير الدفة التي كادت ان تغرق السفينة..
ونحن غنينا معا موطني من أجل كرامة الإنسان ،في حزيران ومنذ نهاية آيار ..خططنا ليكون لنا بصمة مختلفة ،تكاثفت وتعاضدت جهود الخيرين ،لرسم ابتسامة على وجوهن متعبة ،استطعنا في مركز الإعلاميات العربيات ان نزرع نبتة من الأمل لحكايات كانت مخبئة في داخل الجدران،وصدحت أصواتهم وأصواتهن طرباً لهذه المبادرة.
ليلة حفرت في الذاكرة ،واجتمع فيها شباب وشابات احتضنوا آباء واجداد بمحبة صادقة ،كأنهم أسرة واحدة ..
اختلطت دموعي ودموع الكثيرين عندما وقف “أبو الياس” الذي تجاوز الثمانون عاما ،مغنياً أغنية من تراثنا،مازال يحفظها عن ظهر قلب ،وارتسمت ابتسامته عندما رأى كل الحضور يلتفون حوله بالتصفيق ،كما هرول الحضور الى أخر القاعة يصفقون لثلاث من نزيلات دار المسنين وهن يعبرون عن فرحهن بالغناء والرقص ولو على أنغام عبد الحليم حافظ..
مطر وفرح اهداه المسنين لنا ،حيث لم تقتصر الفرحة عليهم ،بل نحن أيضاً شعرنا بها وغمرتنا ولامست قلوبنا..