السلطنة تستضيف الاجتماعات الإقليمية لبرنامج شبه الجزيرة العربية بحضور خبراء الايكاردا
ديسمبر 11, 2018
القائد الأعلى يقيم حفل عشاء بحصن الشموخ بمناسبة يوم القوات المسلحة 12/12/2018
ديسمبر 12, 2018

 

المخطوطات في المعرض المصاحب

مسندم ترسخ عراقتها لـ 5000 عام قبل الميلاد –

خصب: تغطية عبدالله الخايفي وأحمد بن خليفة الشحي:

رسخت ندوة «مسندم في ذاكرة التاريخ العماني» التي انطلقت أعمالها صباح أمس في ولاية خصب عمق تاريخ محافظة مسندم الضاربة جذوره لـ 5000 عام قبل الميلاد وأكدت إدراك المواطنين أبناء المحافظة لحقيقة تاريخ مسندم وانتمائهم كجزء لا يتجزأ من عمان الأم تاريخا وحضارة وإنسانا ودورهم الكبير في تدوين تاريخ عمان المشرق على مر العصور.
ونفضت ندوة «مسندم في ذاكرة التاريخ العماني» الغبار عن كنوز مدفونة في ذاكرة حبلى بالإنجازات التاريخية والحضارية لمسندم التاريخ والجغرافيا والإنسان عبر 12 ورقة علمية بمشاركة نخبة من الأساتذة والباحثين عادت بماضي المحافظة المكتنز عراقة إلى عهد بطليموس مرورا بمختلف العصور القديمة وصولا إلى العهد الزاهر لجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم.

معرض وثائقي

وتضمنت الندوة التي نظمتها هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية بقاعة فندق خصب بولاية خصب تحت رعاية معالي الشيخ سعود بن سليمان بن حمير النبهاني، مستشار الدولة أربعة محاور سياسية وتاريخية وجغرافية واقتصادية واجتماعية إلى جانب المحور الثقافي. فيما صاحب الندوة معرض وثائقي يحكي الجوانب التاريخية لعمان بما في ذلك محافظة مسندم ويضم أكثر من ١٥٠ وثيقة ومجموعة من الصور التاريخية والخرائط والمحفوظات التي تبين جزءا من التاريخ العريق الذي تزخر به السلطنة حيث سيستمر المعرض الوثائقي حتى ١٣ ديسمبر الجاري.
وقال سعادة الدكتور حمد بن محمد الضوياني، رئيس هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية خلال افتتاح الندوة إنها تأتي في إطار البرامج والندوات التي تقيمها الهيئة في المحافظات وولايات السلطنة فضلاً عن تنظيمها المعارض الوثائقية المختلفة في المجالات التاريخية والسياسية والاقتصادية والتعليمية والاجتماعية فيما يقدم المعرض الوثائقي الثامن المصاحب للندوة جانباً من جوانب مسيرة التاريخ العُماني داعيا المواطنين في محافظة مسندم للمبادرة الطيبة لتسجيل وثائقهم الخاصة لدى الهيئة لتضيء تاريخاً حافلاً محفوظاً في الذاكرة الوطنية وقال الضوياني في افتتاح الندوة: إن محافظة مسندم قصة تاريخ حافل بالبطولات يمتد من جيل إلى جيل ليكون زاداً صالحاً لشحذ وجدان الأمة العمانية بأصالتها ورسوخها وكيانها الماضي العريق والاستعانة به على رقيها ويكون لها الفخر والاعتزاز والرفعة بالانتماء إلى ذلك الماضي المشرف وأضاف أن كل عابر لجغرافيتها يستوقفه تاريخها أرضاً وبحراً وسماء وإعلاماً وأقواماً لتشكل معاً حضارة إنسانية صبغتها بسمات أختص بها الإنسان في تسامحه وخصاله وأفعاله ومده يد المحبة والوئام لجميع شعوب العالم – وقال أن ما نجده اليوم من آثار وقلاع وأدوات هنا في محافظة مسندم أو هناك في مختلف بقاع المحافظات الأخرى تنطق شاهدة لأحداث جرت ولجولات وصولات وقعت وما تلك المدافع في القلاع وفي الحصون والأبراج إلا لها حدث وحكاية تنطق عن الإنسان العماني الذي اشتراها أو صنعها للدفاع عن الوطن ودق معاقل الأعداء أو استولى عليها من الغزاة وأعاد استخدامها وكل وتد أو مرابض خيل أو مرسى سفن كلها تاريخ يتذكره الإنسان العماني وكل مخطوط وكتاب تتناقله الأجيال وتنهل من معارفه وكل وثيقة احتوتها دور الوثائق والأرشيفات العالمية لتؤكد بكل فخر واعتزاز بأن الإنسان العُماني هو حاضراً في وجدان الأمة العربية والإسلامية والإنسانية جمعاً ، ولهذه الغاية فعُمان تمد يد المحبة والسلام منذ قرون عديدة أرست من خلالها علاقاتها الخارجية وعقد معاهداتها وأرسلت سفرائها لزعماء العالم فحظيت بالمكانة المرموقة كدولة مترامية الأطراف بامتدادها الجغرافي في آسيا وأفريقيا وأوروبا في إطار الاحترام المتبادل وقد وفرت تلك السياسة الأمن والاستقرار والأمان ليس لعُمان وحدها بل لكل محيطها الجغرافي.

جلسات العمل

وقدم الدكتور سعيد بن محمد الهاشمي، أستاذ مشارك بجامعة السلطان قابوس أولى الأوراق العلمية في الجلسة الأولى بالندوة التي ترأسها الدكتور جمعة بن خليفة البوسعيدي، بعنوان « علاقة مسندم السياسية بساحل عمان الشمالي ومنطقة الشميلية» تطرق فيها عن مسندم ومساحتها الجغرافية وعدد سكانها وولاياتها الأربع المتمثلة في ولاية؛ خصب ودبا وبخا ومدحاء، وقال الهاشمي: إن علاقة أهالي مسندم بحاكم عمان علاقة أزلية، حيث حافظ السكان على هويتهم العمانية، وابتعدوا عن المغريات السياسية من قبل جيرانهم القواسم، وتنافسوا على قرى عديدة متداخلة بينهم وجيرانهم.

مواجهة البرتغاليين

بعد ذلك قدم الباحث الدكتور موسى بن سالم بن حمد البراشدي مدير دائرة تقويم المناهج بوزارة التربية والتعليم الورقة الثانية بعنوان «الجوانب التاريخية والحضارية في مسندم خلال فترة اليعاربة (1034هـ/‏‏‏1624م-1162هـ/‏‏‏1749م) ويُقصد بها الفترة الممتدة من عام 1034هـ/‏‏‏1624م وحتى عام 1162هـ/‏‏‏1749م، وذلك بهدف تسليط الضوء على تاريخ هذه المنطقة الجغرافية والدور الذي قدمته خلال تلك الفترة التاريخية.حيث يُعد تناول تاريخ المدن العمانية وارتباطه بالتاريخ العام للوطن عمان ذا أهمية بالغة للتعرف على ملامح الحضارة العريقة للمدن العمانية، وفي هذه الورقة سلط البراشدي الضوء على الأحداث التي شهدتها مسندم خلال تلك الحقبة الزمنية ووضعها الإداري والاقتصادي آنذاك.

تاريخ مسندم

فيما عرض الدكتور محمد بن ناصر المنذري، مستشار للبرامج الدينية سابقاً، الورقة الثالثة بعنوان «تاريخ محافظة مسندم في العصر الإسلامي» حيث إن تاريخ مسندم قديم قدم الوجود الإنساني فيها وارتباط تاريخها بأهمية موقعها الذي حباها الله إياه، فهي تشرف على أهم معبر بين بحر عمان والخليج العربي وهو مضيق هرمز، فمن خلاله كانت تعبر التجارة البحرية لمدنيات العالم القديم منذ العصر السومري في الألف الرابع قبل الميلاد، وما تلاه من عصور العصر البابلي، والعصر المقدوني، حيث كانت من أولويات الإسكندر الأكبر المقدوني وحلفائه الاهتمام بالطرق البحرية عبر الخليج العربي للوصول إلى دول المحيط الهندي وجلب تجارتها. وبذلك فقد اكتسبت مسندم أهمية في النشاط التجاري من خلال إشرافها على ذلك المضيق من آلاف السنين، وكانت تعبر من خلاله كل تجارة الحضارات المتعاقبة التي شهدتها بلاد العراق والخليج العربي.

القوى الخارجية

وعنونت الورقة الرابعة بعنوان «مسندم، أهميتها التاريخية والحضارية» للدكتور محمد بن سعد بن سعيد المقدم، أستاذ مساعد بقسم التاريخ بجامعة السلطان قابوس،تناولت الورقة مسندم عبر العصور التاريخية كما تناولت الموقع وأهميته ودوره بالإضافة إلى المسميات التاريخية وأهم المواقع الآثارية في شبه جزيرة مسندم .حيث تتميز شبه جزيرة مسندم «رؤوس الجبال» بموقعها الاستراتيجي المميز من خلال إطلال جزء منها على الممر المائي الدولي المعروف باسم (مضيق هرمز) الصالح للملاحة منذ أقدم العصور إلى الوقت الحالي. لذا فقد احتفظت مسندم بأهميتها الاستراتيجية، وتمثل ذلك بتعرضها لمحاولات سيطرة من القوى الخارجية المحيطة كدول بلاد الرافدين وفارس وانتهاءً بالبرتغاليين في التاريخ الحديث.

مسميات التاريخية

وظهرت عدد من الأسماء لشبه جزيرة مسندم في مصادر دول بلاد الرافدين، وفارس والمصادر الكلاسيكية (اليونانية والرومانية) هناك بعض الأسماء التي أطلقت على مسندم وموانئها في التاريخ، وذكر اسم «مجان في المصادر السومرية ويقصد به بـ «أرض الجبال» نسبة إلى جبال مسندم .وقد وصفت مسندم في المصادر الكلاسيكية (اليونانية والرومانية) بأسماء مثل: (رؤوس الجبال) حيث كانت مركزا لعبور السفن التجارية من وإلى الخليج العربي واسم «مكيتا». ولقد ذكرت موانئ عمان بصورة عامة في حركة التجارة الإقليمية والعالمية ومنها ميناء «عمانا» حيث أشارت المصادر اليونانية إلى ميناء (عمانا) الذي يقع قريب من مدخل مضيق هرمز، وربما يكون ميناء (عمانا) هو ميناء (دبا) الذي كان من أشهر موانئ عمان قبل الإسلام.

المواقع والأدلة الاثارية

تم اكتشاف عدد من المواقع الآثارية والتي تعود إلى الفترة الممتدة من القرنين الثالث والثاني قبل الميلاد وكذلك أثار تعود للعصر الإسلامي في أماكن مختلفة من شبه جزيرة مسندم ومن أهم هذه المواقع: بخا وخصب التي بها نقوش مرسومة على الصخور تعود إلى الألف الثالث والرابع قبل الميلاد (العصر السومري والبابلي). وأيضا وجود آثار تعود إلى فترة دول فارس مثل الاخمينية حتى الدولة الساسانية، وفي العصر الإسلامي: الأموي والعباسي، نشطت التجارة عبر مضيق هرمز لا سيما عبر ميناء خصب.وشهدت شبه جزيرة مسندم نشاطا تجاريا في عهد مملكة هرمز حتى وصول البرتغاليين في مطلع القرن السادس عشر الميلادي( 1507 – 1650م) وهناك قلاع برتغالية كمرمار.ومن الآثار الإسلامية جامع نجا ومسجد النور،ويوجد في مدحا حوالي 24 فلجا. وازدادت أهمية شبه جزيرة مسندم في التاريخ الحديث حيث قامت بريطانيا في إنشاء أول محطة تلجراف عام 1864 في الخليج العربي ومنها أخذ اسم الجزيرة.

البعد الجغرافي والسياسي

وفي الورقة الخامسة التي تناولت «البعد الجغرافي والسياسي لمحافظة مسندم» للدكتور سليّم بن محمد الهنائي، مشرف تربوي بوزارة التربية والتعليم، حيث سلط الضوء من خلال دراسته إلى على أبعاد الموقع الجغرافي لمسندم وانعكاس ذلك على جوانب السياسة والاقتصاد، ولتحقيق أهدف الدراسة استخدام الهنائي المنهج الوصفي التحليلي من خلال تتبع المصادر العربية وكذلك الأجنبية، وتهدف الدراسة إلى إبراز مقومات الموقع الجغرافي وما تتمتع به مسندم من إمكانيات تعمل مجتمعة على جعلها من أهم المواقع العالمية في حركة التجارة وانعكاس ذلك على العلاقات الدولية.

النشاط التجاري البحري

واختتمت الجلسة الأولى بالورقة السادسة للباحث حمود بن حمد الغيلاني، خبير بوزارة التراث والثقافة، بعنوان «النشاط التجاري البحري في محافظة مسندم» ( التجارة البينية)، وفيها قال الباحث إن علاقة العمانيين من أبناء محافظة مسندم بالملاحة البحرية علاقة قديمة تعود إلى فترة ما قبل الميلاد، زاولوا خلالها العديد من الأنشطة البحرية في التجارة الخارجية والتجارة البينية، والغوص والنقل وصيد الأسماك وصناعة السفن. حيث تهدف هذه الورقة إلى إلقاء الضوء على جهود أبناء محافظة مسندم في النشاط البحري.

الجلسة الثانية

وفي الجلسة الثانية التي ترأسها الدكتور سعيد الهاشمي والتي ضمت ستة أوراق عمل استهلها الدكتور عبدالله بن علي بن سعيد السعدي بورقة عمل « مفردات من الماضي حول الحياة العمانية في محافظة مسندم» «وادي مدحا» تطرق فيها على أن التَّعاون ضرورة من ضرورات الحياة، والإنسان مدنيّ بطبعه فهو لا يستطيع العيش وحده ويلبي متطلباته من دون التّعاون؛ ولا يمكن للفرد أن يُلبيَ هذه الحاجات، ويواجه الأخطار المحيطة به إلّا من خلال تعاونه مع غيره من الأفراد، وقد ضرب المجتمع العماني ضرب للعالم أروع الصور في التعاون والمحبة والترابط ومواقف تركها الأجداد إلى الآباء وعايشها الأبناء وسوف يبقى جيلا بعد جيل.

قصبة عُمان الحصينة

وجاءت الورقة الثانية الأستاذ الدكتور إبراهيم عبد المنعم سلامة أبو العلا، بجامعة الإسكندرية بعنوان «سكان وأسواق دَبَا فُرضة عُمان والعرب المشهور في عصري الجاهلية وصدر الإسلام» وتلقي الورقة الأضواء على سكان وأسواق دَبَا فرضة عُمان والعرب في عصري الجاهلية وصدر الإسلام، للتأكيد على أصالة سكانها وعروبتهم وعُمانيتهم، ودورهم في الفتوحات الإسلامية، ولإبراز أهمية دبا الاقتصادية كحلقة مهمة من حلقات التبادل التجاري بين شعوب العالم آنذاك. وذكر أبو العلا بأن دبا مدينة ساحلية مشهورة على بحر عُمان، وقد بلغت مكانة تاريخية واقتصادية كبيرة في عصري الجاهلية وصدر الإسلام، فكانت قصبة عُمان الحصينة، وإحدى فُرضتي (الفرضة هي محط السفن) العرب المشهورة بعُمان. وعرفت دَبَا بأنها «مصر تلك البلاد وسوقها العظمى»، وكانت سوقها من أهم أسواق العرب العشر في الجاهلية، وكانت تقام في آخر رجب من كل عام، ويأتيها تجار السند والهند والصين، وأهل المشرق والمغرب، وكان الجُلندى بن المستكبر حاكم عمان يعشرهم.

رأس ماكيتا

وفي الورقة الثالثة مسندم رأس ماكيتا (ماكا /‏‏‏ ماجان) «في ضوء الكتابات المسمارية والمصادر اليونانية والرومانية والنقوش اليمنية» للأستاذة الدكتورة أسمهان سعيد الجرو، أستاذة التاريخ القديم بجامعة السلطان قابوس، قالت فيها: إن منطقة مسندم لم تحظ في العصور التاريخية المختلفة بالعناية الكافية من قبل الباحثين والمؤرخين القدامى والمحدثين، فتاريخ هذه المنطقة من عُمان يكتنفه كثير من الغموض، على الرغم من موقعها الإستراتيجي الفريد، فهي تطل على أحد أكثر الممرات الدولية أهمية، ويعزى ذلك إلى قلة المصادر والمراجع.

الخصائص الاجتماعية

وذكر الدكتور منتصر إبراهيم محمود عبد الغني، أستاذ مساعد بقسم الجغرافيا بجامعة السلطان قابوس، في الورقة الرابعة «الخصائص الاجتماعية والاقتصادية ومستويات التنمية البشرية لسكان محافظة مسندم» حيث تتميز محافظة مسندم بموقعها الجغرافي الفريد، فهي المحافظة الوحيدة التي لا تتصل مكانيا مباشرة مع باقي أجزاء السلطنة، ومن ثم تمثل جيبا جغرافيا خارجيا للسلطنة، وتشرف على أحد أهم المضايق البحرية في العالم، مضيق هرمز، والذي تنتقل عبره نحو 20% من احتياجات النفط العالمية. ولقد كان لذلك الموقع الجغرافي الفريد والحساس تأثير واضح على كل أوجه الحياة الطبيعية والبشرية في المحافظة.وقدم الدكتور وصفا وتحليلا علميا للخصائص الاجتماعية والاقتصادية لسكان المحافظة، حيث شملت دراسة السكان حسب الجنسية (عمانيون ووافدون)، والتركيب العمري والنوعي للسكان، والحالة التعليمية والحالة الاجتماعية. كما ناقش الخصائص الاقتصادية للسكان مثل توزيع السكان حسب الحالة العملية، ووفق أقسام النشاط الاقتصادي، وأقسام المهن الرئيسية.

مسندم في كتابات الرحّالة

فيما عنونت الورقة الخامسة بـ«مسندم في كتابات الرحّالة الغربيين خلال القرنين 19 و20 الميلاديين» للدكتور سليمان بن عمير بن ناصر المحذوري، مدير مساعد لشؤون التعاون الدولي، بوزارة التربية والتعليم، عرف من خلالها بأبرز الرحّالة الأجانب الذي زاروا محافظة مسندم خلال القرنين التاسع عشر والعشرين الميلاديين، إلى جانب تحليل مضامين كتاباتهم، واستخلاص أبرز الإشارات حول الجوانب الطبيعيّة والجغرافية للمنطقة، والنشاط الاقتصادي إضافة إلى الجوانب السياسيّة والثقافية والاجتماعيّة في مسندم.

رأس أسبون

واختتمت ورقة عمل الدكتور عصام السعيد، أستاذ التاريخ بجامعة الإسكندرية جلسات عمل ندوة «مسندم في ذاكرة التاريخ العماني» والتي عنونت بـ «رأس أسبون (رأس مسندم)، في النصوص القديمة» «دراسة طبوغرافية تاريخية حضارية» ألقى من خلالها الضوء على «رأس مسندم» في العصور القديمة.

النبهاني: مداخلات المواطنين أكدت إدراكهم ومعرفتهم لتاريخهم –
أعرب معالي الشيخ سعود بن سليمان بن حمير النبهاني مستشار الدولة عن سعادته برعاية ندوة مسندم في التاريخ العماني لافتا إلى التفاعل الإيجابي من المواطنين من أبناء مسندم مع أطروحات الندوة وما تضمنته من معلومات وإدراكهم ومعرفتهم بتاريخ المحافظة. وقال: إن التاريخ معروف وهذه الندوة هي تذكير واليوم لفت انتباهي المداخلات من قبل المواطنين والتي أكدت بأنهم يدركون تاريخهم كل الإدراك ومداخلاتهم تنم عن معرفة جيدة بتاريخ المحافظة وقال إن محافظة مسندم ينتظرها مستقبل مشرق فمعرفة التاريخ تجعلك قادرا على تقييم حاضرك وأضاف إن آثار هذه الندوات وغيرها من الندوات المماثلة تعم عمان بأكملها مشيدا بجهود هيئة الوثائق والمخطوطات وقال إنها تبذل جهودا جبارة في سبيل توثيق التاريخ العماني.

المحافظ: تعزيز للإرث التاريخي –
وقال سعادة السيد خليفة بن المرداس بن أحمد البوسعيدي محافظ مسندم: إن الندوة مهمة جدا ليس لمحافظة مسندم وحدها وإنما لجميع محافظات السلطنة مشيرا إلى أن وضع مسندم الجغرافي والتاريخي مهم جدا ومهم للمواطن في هذه المحافظة العريقة أن يناقش ويدرس ويستمع للباحثين والمحاضرين عن العمق التاريخي للمحافظة وما استمعنا إليه من تاريخ هذه المحافظة يمدنا بمزيد من الفخر للدور التاريخي الذي قامت به المحافظة وأبناء مسندم في الماضي فدبا كانت عاصمة اقتصادية وسياسية لعمان في قديم الزمان فهذه المعلومة أوضحها الباحثون في الندوة وقد لا تكون مدونة في كثير من كتب التاريخ ودور الأبطال من أبناء المحافظة هو دور تاريخي وبارز ويمثل تعزيزا للإرث التاريخي لهذه المحافظة والتاريخ هو جزء من الحاضر ومعرفة هذا التاريخ وما وصلت إليه المحافظة يعزز من الدور التنموي وحاضر المحافظة وننشد أن تنتشر مثل هذه الندوات في مختلف أرجاء السلطنة فالمواطن تواق لمعرفة العمق التاريخي لبلادهم و تفاعل المواطن مع مضامين الندوة ومناقشاتها كان رائعا ويعكس اهتمام المواطن فكانت مداخلات المواطنين تعبر عن حرصهم و متابعتهم لما تم طرحه وهذا يؤكد انهم تواقون لمعرفة العمق التاريخي للمحافظة ودور أبنائها.

جذور تمتد من عهد بطليموس –

سعادة الشيخ الدكتور سعيد بن حميد الحارثي والي خصب قال: إن هذه الندوة مهمة ورسخت جذور الماضي العماني في محافظة مسندم مضيفا بأن محافظة مسندم ذات طبيعة جغرافية متميزة وهي من المحافظات المهمة منذ عصور التاريخ القديم وأردف سمعنا من المحاضرين عن جذور تاريخ المحافظة الذي يمتد لآلاف السنين قبل الميلاد من عهد بطليموس مشيدا بدور هيئة الوثائق والمحفوظات في تنظيم هذه الندوة ومتمنيا أن يتم التركيز في الندوات المقبلة على حاضر ومستقبل محافظة مسندم كما ركزت هذه الندوة على ماضيها وتاريخها.

والي مدحاء: صون للتاريخ وحفظ لحقوق الناس والأجيال –
سعادة الشيخ حمد بن سعيد المعمري والي مدحاء قال ندوة مهمة تحدثت عن تاريخ مسندم في شتى جوانبه من المكان والإنسان في المحافظة في كل ولاياتها وأضاف سعادته بأن الندوة أوضحت من خلال الآثار والنقوش عمق التاريخ وعمق الحضور الإنساني لأبناء محافظة مسندم ولغاتهم وقدمت معلومات قيمة وكشفت عن أنماط حياة وتاريخ كل ولاية من ولايات المحافظة وقال إن مثل هذه الندوات مهمة في حفظ الإرث وصون التاريخ وحفظ حقوق الناس في ولاياتهم وتؤكد على وجود الإنسان العماني منذ الأزل في هذه الأرض العمانية فضلا عن أهميتها للأجيال القادمة واطلاعهم على تاريخ وارث الآباء والأجداد.

والي بخا: تضع النقاط على الحروف والحقوق لأصحابها

سعادة الشيخ علي بن سعيد السعيدي والي بخا قال: مسندم في ذاكرة تاريخ عمان ندوة انتظرناها واليوم اطلعنا من خلال ما قدمه المحاضرون والباحثون على معلومات قيمة ربما كانت تغيب عن بال الكثير من المواطنين أهمية المحافظة التاريخية والثقافية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية مضيفا بأن الندوة جاءت في وقتها لتضع النقاط على الحروف وتعطي الحقوق لأصحابها في ظل لغط يدور بعيدا عن الحقائق مشيدا بجهود هيئة الوثائق والمخطوطات في تنظيم الندوة.

وقال المكرم الدكتور حسن محمد المدحاني عضو مجلس الدولة: إن الندوة استطاعت تجسيد عمق التاريخ السياسي والاقتصادي والاجتماعي والتجاري للمحافظة سواء ارتباطها بباقي محافظات السلطنة وكذلك أهميتها التاريخية في مختلف المجالات الدولية مشيرا إلى أن هذه الندوة تبين لدى الناشئة والشباب والعالم الآخر أهمية هذه المحافظة و تعتبر فاتحة خير لنشر ثقافة هذه المحافظة من جميع الجوانب سواء الثقافة العصرية او الثقافة القديمة متمنيا أن تقام تباعا مثل هذه الندوات لتجسيد هذه المعلومات عبر إنشاء مكاتب في جميع ولايات المحافظة لحفظ التاريخ (الإرث الاجتماعي والإرث الاقتصادي والإرث الاجتماعي والإرث السياسي والإرث التجاري) وتدوين الأسماء التاريخية التي ساهمت في المحافظة على الإرث التاريخي في مختلف المجالات وتدريس تاريخ المحافظة للأجيال الناشئة حتى يعتز ويفتخر أبناء المحافظة بتاريخ المحافظة العريق والقديم لتكون أهمية المحافظة عبر التاريخ وليس فقط اليوم ذات أهمية سياسية استراتيجية جغرافية اقتصادية اجتماعية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *