ناشطات غزه…. يعملن على تغير الواقع

اختتام فعاليات الدورة التدريبية الثالثة
أغسطس 27, 2023
ريادة المرأة في عالم الاعلام الرقمي
نوفمبر 6, 2023

وأنا أكتب لك هذه الرسالة، تلتقي مجموعة من النساء القياديات في غزة، يرسمن خطواتهن القادمة للتغيير في واقعهن بصفتهن سيدات مطلقات، لضمان واقع أكثر عدلًا لأطفالهن؛ هؤلاء النساء عضوات الفريق المؤسس لحملة “تتنازليش” التي تطالب بتعديل المادة ١١٨ من قانون حقوق العائلة، وبرفع سن حضانة الأم إلى ١٥ عامًا، للذكر والأنثى، في قطاع غزة، كما يعملن الآن على تحديد استراتيجية عمل حملتهن وتطوير مسارها.

قد يكون أول ما يفكر به المرء حين يسمع عن هذه الحملة هو أن غزة ليست مكانًا يمكن فيه المطالبة بالتغيير، لصعوبة الوضع فيها، ولكن هذا لا يعكس تفكير قياديات “تتنارليش”. هذا الإيمان بالحق، والأمل بالتغيير، نراه ونتعامل معه كل يوم في مؤسسة أهل، وبكثرة، في عملنا مع القياديين والقياديات من مختلف أنحاء المنطقة، مما يدفعنا أن نتساءل أحيانًا: هل تصل إلى الناس أخبار القوة والقدرة والتنظيم، كما تصل إليهم أخبار التضيقات والإحباط للعمل الجماعي؟ لذا، ارتأينا في أهل أن نشاركك بعضًا مما شهدناه من أمل خلال الأشهر الثلاثة الماضية.

في حزيران/ يونيو، أكمل ١٠٠ من القياديين والقياديات “مساق التنظيم وقيادة العمل الجماعي للتغيير” (أونلاين)، وأنهوا.ين رحلتهم.ن التعلّمية بعد أربعة أشهر أكثر علمًا وجاهزية لعملهم.ن التنظيمي. استمرت رحلة ٦ حملات نظّمها خريجو وخريجات المساق ضمن برنامج “عيادة التمكين”، مع فريق الممكّنين والممكّنات في أهل، الذي يهدف إلى تمكين الفريق القيادي ومساعدته في القيادة وتفعيل تصرّف أو تكتيك ضمن استراتيجية الحملة، بأسلوب عملي على الأرض يقربهم.ن من الوصول إلى أهدافهم.ن في قضاياهم.ن التي كان من بينها هذا العام:

• بناء تنظيم تنسيقي للمدافعات على حقوق الإنسان في المغرب.

• دعم تعليم العبيد المحررين “الحراطين”، وتوفير مقاعد دراسية لهم في موريتانيا.

• تعزيز تمثيل الشبان في عملية صنع القرار في مخيم البريج بغزة.

• محاربة التسرب في المدارس في منطقة الطبقة في سوريا بين الأطفال بعمر ٦-١٤.

• إرجاع مرضى السرطان على الحياة العامة في الأردن، مع الاهتمام بصحتهم النفسية.

• دمج الأطفال السوريين من ذوي الإعاقة في محيطهم في المجتمع المضيف. 

أما في تموز/ يوليو، بدأت ٢٥ قيادية أردنية رحلتها في التنظيم في مساق، مدّته 15 أسبوعًا، يُقام في الأردن، يعملن فيه على إطلاق وتطوير حملاتهن ومبادراتهن المجتمعية في أكثر القضايا إلحاحًا للنساء، مثل قضايا العمل والأمومة، والعنف الرقمي تجاه المرأة، وغيرها من القضايا. أكملت القياديات وحدتين تعليميتين من أربعة: الأولى هي وحدة “القيادة”؛ والثانية هي وحدة “التنظيم المجتمعي”. رافقت القياديات في مسار التعلّم خبيرات في التنظيم والقيادة، بالتعاون مع خبيرات في تلك القضايا. وفي أيلول/ سبتمبر، تنهي القياديات الوحدة الثالثة عن “مبادئ النسوية “، ومن ثم ينطلقن في الوحدة الأخيرة الميدانية لإطلاق حملاتهن على الأرض قبل نهاية العام.

قد تسألينني: ماذا عن مئات القياديين والقياديات الذين لم يُقبلوا في المساقات التعلمية؟ وأقول في هذا الشأن أننا في كل عام نواجه صعوبة في اختيار المشاركين.ات في مساقات أهل، نظرًا إلى غزارة الطلبات، ومحدودية المقاعد. لكننا نقدم لهم ورشة القيادة والتنظيم المجتمعي “فرصة”، التي هي فرصة تعلّم حقيقية لمن لم يحالفهم.ن الحظ بالانضمام إلى المساقات. وهذا العام قدمنا هذه الورشة مرتين، إذ كان العدد والإقبال كبيرين، فأكملها ١٢٠ من القياديين والقياديات، من ١١ بلد في المنطقة، تعرفوا.ن خلالها على مفهوم التنظيم المجتمعي وتنظيم الحملات الحقوقية، وعلى أهم الممارسات في القيادة التشاركية، من أجل توظيفها في العمل على قضاياهم.ن المختلفة، التي اختلفت باختلاف الأماكن، مثل: تمثيل النساء في الحكم المحلي في فلسطين؛ مناهضة التحرش داخل الوسط الجامعي في تونس؛ التخفيف من حالات الانتحار في شمال غرب سوريا؛ تأثير التغيّر المناخي على المجتمع في مصر، وغيرها من القضايا.

  كما تستمر حملات سابقة كان لنا شرف العمل معها في عملها على الأرض، وفي إحداث التغيير والنجاح، رغم الإحباطات التي تواجهها، وأمثلتها كثيرة، منها: حملة “قم مع المعلم” في الأردن، التي وصلت قيادياتها من المعلمات اليوم إلى الجلوس مع النواب وتعديل العقد الموحد، لتؤثر في مصير عشرات الآلاف من المعلمات والمعلمين في المدارس الخاصة، وتؤمن حقوقهن. مثل حملة “المنحة حقنا” في العراق، التي نجحت في تأمين المنح الدراسية للطلاب الجامعيين في العراق وإقرارها في الموازنة العامة، ومثل التقدم الذي حققه النضال المتواصل لأسر المختفين قسرًا والمعتقلين في سوريا، والمُتمثل بقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة في حزيران/ يونيو الماضي بإنشاء مؤسسة مستقلة هدفها الكشف عن مصير المفقودين. ات والمُختفيين. ات قسرًا. رغم أنها قضية لم يؤمن الكثيرون بإمكانية إحداث أي تغيير فيها، نظرًا إلى صعوبة سياقها، فجاء القرار ليمثّل خطوة مهمة إلى الأمام، وهو بفضل إيمان “عائلات من أجل الحرية” وجهدهم، و“عائلات قيصر” وغيرهما من تنظيمات أهل القضية.   هذه بعض من الشواهد على قدرة الناس على التغيير، فيمكنك الآن عند سماع أي خبر يدفعك إلى التفكير بعدم جدوى العمل التنظيمي، أن تتذكري هؤلاء القياديين والقياديات، وتطمئني أن قوة الناس ذخيرة التغيير، وإن طال المشوار.     شاركي هذه الرسالة مع آخرين من الساعين والساعيات للتغيير مثلك، و تواصلي معي لأي استفسارات أو ملاحظات.     كل الاحترام،   بالنيابة عن فريق أهل   جمــــــانة عبدالعزيــــــز مديرة التواصل والإعلام

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *